جرمٌ على جرمٍ يُثير خطابي
ونقوش حزنٍ طالعت بمصابي
آهات حرّ داهمت في مقلتي
لما رأيتُ جريمة الكذابِ
لمَّا رأيت من اللئام عصابةً
حكمت باسم تحررٍ وسرابِ
جاءوا غُزاةً واستحلوا أمتي
خطُّوا الحدود تسللوا لهضابِ
وعلى النخيل يُصلبوا أبناءها
وأقاموا في صنمٍ من الإرهابِ
وعلى الشواطئ قد تنحَّب رملها
ألماً يصوغ وقاحة الأغرابِ
ورأيت مشهد مَنْ أساء لعالمٍ
هانت عليه كرامةُ الأحسابِ
لزِم التخاذل والوقوف مُشاهداً
وأمامه قهرٌ من الأوشابِ
وأمام عيني قد رأيت من الردى
حقداً دفيناً ظُلمةَ السردابِ
وهنا وقفت وأمهلتني خُطوتي
حتى أطالع كُربة الأحبابِ
فإذا بهم قد جُردوا من عفةٍ
وإذا بهم خُلِعوا من الأثوابِ
وإذا بهم قد مثلوا مأساتهم
صاغوا الأسى في أعينٍ وضبابِ
ولِغ الذئاب اليوم في أعراضهم
لون الدما قد شاب في الأنيابِ
زحف الجراد بكل شبرٍ حولنا
ترمى به الهالات للأعتابِ
ترمى به الأبواقُ وهم تحررٍ
حتى يصُفَّ مقالةَ الإعجابِ
ترمي به الأفواه نحو مسامعي
فإذا العويل قريحتي وجوابي
زعموا التحرر قد أعم بلادنا
هذى الحروف تصلدت بلُعابِ
يا قوم وهمٌ قد تقوَّل مُرغمٌ
تنعي المعاني شغفة الألبابِ
يا أمة الإسلام لست سقيمةً
مازلت قائمة على الأبوابِ
ما زلت قادرة على سحق العدا
وعلى اقتلاع رداءة الأسلابِ
يا درة الإسلام في ساح الفدا
أصغي لوحيٍ للهدى وصوابِ
قومي انفضي عنك الغبار تطهري
قومي انفضي بعزيمة وغضابِ
يا أمةً حملت بأطهر ماردٍ
بين الجوانب قوةُ الأصلابِ
فوق الفرات النور يلمع قادماً
وتصيح قافلة من الأسرابِ
وأمام دجلة للحياة ترقرقٌ
رغم الأسى وجفاوة الإطرابِ