Sunday 23rd May,200411560العددالأحد 4 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

أيها الآباء.. أيتها الأمهات أيها الآباء.. أيتها الأمهات
ما عساكم فاعلين مع أبنائكم في امتحان بلا دور ثانٍ؟!
العنود بنت عبدالله*

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بعد أيام يخوض أبناؤنا وإخواننا ذكوراً وإناثاً غمار الامتحانات الدراسية.. وبهذه المناسبة تجد القلوب وجلة والأذهان قلقة.. والأذان تتلقف الأخبار عن الامتحان.. قلما تجد منزلاً لم تعلن فيه حالات الطوارئ.. كل أب وأم ينتظرون بصبر نتيجة ابنهم وابنتهم في هذه الامتحانات.. لأنهم يرجون لهم النجاح.. تراهم يدعون الله بتوفيقه وتسديده.. يعدونهم ويمنونهم إن نجحوا ويتوعدونهم ويهددونهم إن رسبوا.. وهذا إحساس من الأحاسيس التي فطر عليها البشر.
لكن.. أيها الأب الحنون.. وأيتها الأم الحنون.. وقد اهتممتم بأبنائكم وبناتكم هذا الاهتمام.. هلا كان الاهتمام بآخرتهم كالاهتمام بدنياهم.. ؟ هلاَّ كان الاهتمام بهم بعد موتهم كالاهتمام براحتهم في حياتهم..؟ شُغلتم بهم في حياتهم واهملتمومهم بعد مماتهم.. يا الله كل الأماني دنيوية.. السعي والجد للفانية مع إهمال الباقية.. عملتم على تربية ابنائكم أجساداً وعقولاً وأهملتم تربية القلوب التي بها يسعدون أو بها يشقون.. جزاكم الله خيراً على اهتمامكم بهم مادياً.. لكن ماذا فعلتم لهم ليؤنسهم في وحدتهم إذا ما دفنتموهم في التراب.؟ ماذا أنتم صانعون بشهاداتهم..؟ قد يرسبون الآن في مادة أو مادتين.. قد ينجحون فيهم غدا أو بعد غد.. والمجال مفتوح للتعويض.. لكن لا تعويض في الآخرة.
أيها الأب الحنون.. أيتها الأم الحنونة.. سأسألكم سؤالاً.. لو أن ابنك أو ابنتك تأخروا في نومهم عن وقت الامتحان.. ما حالتكما ما شعوركما الا تسابقون الزمن ليلحقوا الامتحان..؟ ألا تنامون نوماً متقطعاً لا يرتاح بالكم في النوم ألا تنامون بنصف عين لئلا يفوتهم الامتحان.. كأن الجواب يقول ..لا!.. هل كان شعوركما حين ناموا عن صلاة الفجر كشعوركما حين ناموا عن الامتحان؟ الا تسألونهم كل يوم عن امتحاناتهم ماذا عملوا وبماذا أجابوا.. وعسى الجواب أن يكون صحيحاً.. ؟ فهل سألتموهم عن امر دينهم يوماً ما.. الا يضيق صدرك أيها الأب ويضيق صدرك أيتها الأم ويعلو همكم حين تعلمون أن ابنكم أو ابنتكم قصَّر في الإجابة.. فهل ضاق صدرك أيها الأب وانتِ أيتها الأم حين قصروا في واجب من الواجبات الدينية.. فماذا عساكم فاعلين أيها الأب الحنون وأنت أيتها الأم الحنونة في امتحان ليس له دور ثاني ولاإعادة ولا حمل للمواد.. فقط نجاح أو رسوب.. والرسوب معناه الإقامة الأبدية في النار.. ماذا تغني عنهم شهاداتهم إذا أوتي كل منهم كتابه بشماله ثم صاح بأعلى صوته.. ياليتني لم أوت كتابية.. لا نقول :أهملوا ابناءكم ولا نقول دعوهم.. لا والله بل نقول: إن الآخرة هي أولى بالاهتمام وأجدر بالسعي واحق بالعمل.
من فيكم أعطى ابنه أو ابنته جائزة يوم حفظ جزءاً من القرآن.. او تعلم حديثاً..؟! انا لا أعمم الكلام على الجميع بل فيه من فعل ذلك وجزاهم الله خيراً ولكن أقول: البعض من الناس هداهم الله.
البعض من الناس هداهم الله يعد أبناءه إن نجحوا في الامتحان بقضاء أمتع الأوقات على الشواطىء في أي بلاد.. وما وعدوهم مرة إن نجحوا بزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أو عمرة إلى مكة المكرمة... فماذا كانت النتيجة؟ !! النتيجة أنه نشأ نشء منا.. من ابنائنا يعرفون بلاد الكفر أكثر مما يعرفون مكة المكرمة والمدينة المنورة.. النتيجة أنه اتجه شبابنا إلى الملاعب يوم نادى المنادي حي على الصلاة حي على الفلاح النتيجة أن نشأ فينا نشء كالأنعام بل هم أضل.. أولئك هم الغافلون.. اسأل الله أن يقر عيونكم بصلاح أبنائكم وبناتكم وأن يوفقكم ويرعاكم.

* الرياض 11345 ص ب 381146


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved