نوافذ
الوحش
أميمة الخميس

خلف كم طبقة بالأعماق يختفي الوحش بداخل البشر، ذلك الوحش الدموي الذي يتحين الفرصة الأولى لغياب رقابة المجتمع أو منظومة القيم والمثل أو الضمير ليبرز ويفتك ويعربد ويمارس جنونه بشكل مرعب ودموي.
يقال أن أحد المساجين في سجن ( أبو غريب) قد اعترف بأنه أسامة بن لادن، لابد أن نوعية التعذيب والإهانة.. أودت به أن يعترف بأنه هذه الشخصية عله يحظى بتخفيف وطأة التعذيب حتى لو كان في سجن أمريكي.
حادثة (أبو غريب) توضح تماماً الوحش الذي بزغ من الأعماق في أبشع تجلياته، والحرب هي البيئة الخصبة لهذا النوع من المخلوقات حيث الموت والدمار ورخص البشر وفقدانهم إنسانيتهم وكرامتهم التي يحاول المجتمع المدني أن يحققها.
إننا عندما نقر ونعترف بوحشية الإنسان وتحوله الى آلة قتل جهنمية تلتهم الأخضر واليابس، يجب أن نقدر أيضاً الآلية التي يوظفها الجانب المضيء من الحياة، آلية الشفافية والمكاشفة ووضع أكبر الرموز والقيادات موضع المساءلة والاستجواب.
الدور الذي قام به الإعلام الأمريكي في قضية ( أبو غريب) يجعلنا نحترم دوره كسلطة رابعة حرة ومستقلة باستطاعتها معالجة جميع نزوات الوحش وفضحها وتعريضها للضوء، كصمام أمان للمجتمع المدني، وكحماية لمؤسساته المدنية، نوعية المظاهرات وصخبها وحجمها التي خرجت ضد ممارسات الجيش الأمريكي، تخبرنا بأن هناك مجتمعات استطاعت أن تطور أنظمتها وآلياتها لحماية منجزها الحضاري والانساني.