كانت بريدة على موعد قدر يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الثاني مستقبلة ليلتها بفاجعة عظيمة تمثلت في فقد أحد أعلامها الصالحين خطيبها المصقع الزاهد الورع الشيخ محمد بن علي السعوي إثر حادث مروري أليم مع زوجته وأحد أبنائه.
عرفت بريدة هذا العالم الصالح مربياً ومعلماً وموجهاً في معهد بريدة العلمي حيث تلقى عنه مئات الطلاب العلم الشرعي بمنطق فصيح وتعليم متقن تعلوه نضارة العلماء وأدبهم وحياؤهم.ثم اعتلى منبر الجامع الكبير في بريدة سنوات عديدة يكتظ الجامع بالمصلين الذين يؤمون الجامع للاستماع إلى خطبه المتقنة بصوته البليغ وعبارته الجزلة وعلميته النادرة.عاش - رحمه الله - هادئ الطبع حميد الخصال محمود السيرة مذكورا بكل خير ورعاً زاهدا مما في أيدي الناس.انتقل إلى جامع أسرة الراشد الحميد في وسط بريدة فكان ان امتلأ المسجد بالمصلين والحضور الذين يسعون للاستفادة منه ومن خطبه.
كان - رحمه الله - ذا هيبة وغيرة على دينه تعلوه عبرة ودمعة عند ذلك كله حفظ القرآن الكريم واتقنه وجوّده بهمة عالية سديدة.
والشيخ محمد بن علي السعوي ينحدر من أسرة علمية كريمة معروفة بالعلماء والزهاد والصلحاء ببريدة.
وقد ولد - رحمه الله - سنة 1373هـ والتحق بالمدرسة الابتدائية لما تخرج فيها التحق بالمعهد العلمي وتخرج سنة 1393هـ ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج سنة 1395هـ ثم عمل مدرساً بالمعهد العلمي في بريدة حتى وفاته ثم نال درجة الماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة.وقد تنقل في عدة جوامع ببريدة حيث أمّ في جامع الجردان ثم جامع المنتزه الجنوبي في إمامته للجامع الكبير سنة 1406هـ حتى سنة 1414هـ حيث انتقل لجامع الراشد.لقد فجع الجميع بفقد هذا العالم وهو لما يزال في منتصف عمره عالما عابدا صالحا نافعا يدعو إلى الله على بصيرة بحكمة واعتدال.. وبعد: فإنه بحق قد زهد بما في أيدي الناس فأحبه الله وحبب إليه الناس.رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
|