أضواء
ماذا يريد المواطن العربي من قمة تونس؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر

ما العلاقة ما بين الديمقراطية والإصلاحات التي ستناقشها قمة تونس، والاحتلال الذي يتعرض له بلدان عربيان، وحالة الإذلال التي تعمدتها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق للشعب العراقي والعرب والمسلمين جميعاً من خلال الممارسات اللاأخلاقية واللاإنسانية التي قام بها الجنود الأمريكيون ضد المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب،والوضع الذي لا يحتمل في الأراضي الفلسطينية الذي فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي بتشجيع من الولايات المتحدة الأمريكية؟!باختصار هل يهم المواطن العربي بحث تطبيق الديمقراطية وتحقيق الإصلاحات في الوطن العربي.. وبلدانه محتلة وشبابه وشاباته يتعرضون للاغتصاب وانتهاك الشرف؟!
ماذا يستفيد العرب من الديمقراطية ومدن بكاملها كرفح يشرد أهلها ويقتل سكانها وتدمر منازلها؟!
والمواطن العربي يتساءل بحرقة: ما فائدة عقد قمة عربية، والعرب لا يستطيعون أن يرفعوا الظلم عن إخوانهم في العراق وفلسطين ولا يستطيعون حتى أن يرفضوا التهديدات التي توجه لسوريا وجعلها البلد العربي الثالث المحتل؟!
المواطن العربي يتساءل: هل بعد كل الذي حصل، أصبح للجامعة العربية وجود، وهل هناك أصلاً معنىً لأن تعقد اجتماعات وتلقى خطب وتصدر قرارات تضاف إلى القرارات السابقة التي لم تنفذ؟! المواطن العربي يتساءل: إذا كان العرب لا يستطيعون أن يقولوا لأمريكا إن ما تفعله في العراق انتهاك للشرف العربي وللكرامة العربية..
وإذا كان العرب لا يستطيعون أن يقنعوا أمريكا بأن تضغط على شارون ليوقف مذابحه في رفح فما فائدة الاجتماعات؟!
وإذا كان العرب لا تزال بعض حواضرهم تحتضن سفارات الكيان الإسرائيلي الذي يذبح إخوانهم في فلسطين، فما فائدة قرار يشجب ممارسات إسرائيل ويعلن مساندة الفلسطينيين؟!
المواطن العربي يتساءل ببراءة :هل عقد القمة العربية يرتب لإعلان العرب قبولهم بالإملاءات الخارجية باعتماد الديمقراطية.. وتسريع الإصلاحات التي تريدها أمريكا حتى يبعدوا عن دولهم شبح الاحتلال والتدمير؟! هل هذا كل ما يأمل المواطن العربي من قادته تحقيقه في قمة تونس؟!