* تونس - موفد الجزيرة - عبدالله القاق - الوكالات:
بدأت في تونس أمس اجتماعات مؤتمر القمة العربي في دورته السادسة عشرة برئاسة فخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية.
ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى المؤتمر صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.
وألقي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي كلمة في مستهل الاجتماعات باعتباره رئيساً للقمة الحالية.
وأشار بن علي في كلمته إلى أن (قضية الشعب الفلسطيني هي قضيتنا الأولى ومصدر انشغال عميق لدينا ولا سيما بعد تفاقم التوتر والعنف وتمادي إسرائيل في اعتداءاتها مخلفة كل يوم الدمار والضحايا الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني).
وجدد بن علي (دعوة تونس إلى منظمة الأمم المتحدة والأطراف الدولية المؤثرة حتى تتحمل مسؤولياتها كاملة في تفعيل خريطة الطريق وحل النزاع العربي الإسرائيلي حلاً عادلاً وشاملاً ودائماً).
كما دعاها إلى (التعجيل بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووضع حد لانتهاكات جيش الاحتلال ووقف بناء الجدار العازل والكف عن فرض سياسة الأمر الواقع).
كما طالب بن علي (أطراف النزاع على العمل بكل مسؤولية على تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات حتى يتمكن الشعب الفلسطيني الشقيق من استعادة حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته المستقلة ويتحقق بالتالي الأمن والسلم لسائر شعوب المنطقة).
وأضاف بن علي أن (التأسيس لمرحلة جديدة من الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط يتطلب أيضاً استرجاع الشقيقتين سوريا ولبنان كامل أراضيهما المحتلة).
من ناحية أخرى دعا بن علي إلى (ضرورة استعادة العراق لسيادته في أقرب الآجال وممارسة الأمم المتحدة لمسؤولياتها في العملية السياسية الحالية).
وأعرب بن علي عن (آمال تونس في أن يتم استكمال هذه الخطوات في نطاق المحافظة على كرامة الشعب العراقي وصيانة وحدته وسلامة أراضيه ومساعدته على تجاوز الأوضاع الصعبة التي يعيشها لكي يتمكن من تسيير شؤونه وبناء مؤسساته الوطنية ويتفرغ لإعادة اعمار بلاده).
ويتوقع أن تتبنى القمة قرارات (معتدلة) حول العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على سوريا وقراراً منفصلاً يدين العملية الإسرائيلية الدامية في رفح جنوب قطاع غزة.
وهناك توافق بين الدول العربية بشأن وثيقة الإصلاحات في العالم العربي مع وجود اقتراح سوري بعدم استخدام كلمة (إصلاحات) باعتبارها مصطلحاً غربياً.
من جهته دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى القادة العرب إلى حماية جامعة الدول العربية من الانهيار.
وقال موسى في كلمته الافتتاحية: إن هناك (أصواتاً منادية إلى التخلص من الجامعة أو تفكيكها كأنها السبب في ما أصاب الأمة وهو غير صحيح).
وأضاف موسى أن جامعة الدول العربية (تعيش الآن لحظات حرجة وسط تحديات جسام (..) لا تدعوها تهوي أو تنهار (..) ان الأمة كلها تنظر إليكم وتنتظر كلمتكم).
من جهته دعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في كلمة وجهها إلى القمة العربية من مقره المحاصر في رام الله بالضفة الغربية القادة العرب إلى دعم مطلبه بوضع آلية عربية ودولية لتطبيق خريطة الطريق، وتوفير حماية دولية للفلسطينيين.
وأكد عرفات في كلمته المسجلة التي نقلت عبر الأقمار الاصطناعية تمسكه بخريطة الطريق وأضاف (ونحن نرحب بآلية عربية ودولية لمراقبة وتنفيذ هذه الخطة مع حكومة إسرائيل والقوة الدولية لحماية شعبنا).
وأضاف (وأنا أعلن من قلب الحصار أن الاحتلال والحل العسكري الإسرائيلي لن يوفرا الأمن والسلام والاستقرار للإسرائيليين وأن طريق المفاوضات فقط وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية وخريطة الطريق والمبادرة العربية هي التي تحقق الأمن والسلام والجيرة الطيبة بين الشعبين وفي المنطقة كلها).
وكرر عرفات رفضه لخطة الانفصال الإسرائيلية التي تنص على الانسحاب من قطاع غزة ومن بعض مستوطنات الضفة الغربية مطالباً بانسحاب (متزامن) من كامل الأراضي الفلسطينية.
وقال عرفات: (لقد صدرت في الآونة الأخيرة تصريحات ومواقف إسرائيلية تتحدث عن نية هذه الحكومة الإسرائيلية في الانسحاب من قطاع غزة وإخلاء بعض البؤر الاستيطانية في الضفة، ونحن نؤكد هنا أن الانسحاب الإسرائيلي وفق الاتفاقات جميعها منذ أوسلو يجب أن يشمل قطاع غزة والضفة الغربية بشكل متزامن، فالضفة الغربية بما فيها القدس الشريف، وقطاع غزة وحدة جغرافية واحدة وسياسية وقانونية).
وشدد عرفات على (الخطر القابع في فلسطين اليوم حيث يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة وإقامة الجدار العنصري والاستيطان والجرائم اليومية البشعة ضد جماهيرنا في الضفة وغزة وآخرها ما يجري الآن في منطقة رفح).
وقال إن الإسرائيليين (لا زالوا مستمرين في ممارسة أبشع أنواع جرائم الحرب والتمييز العنصري، وهي سياسة بلغت ذروتها بإقدام الاحتلال الإسرائيلي على بناء الجدار العنصري الذي يصادر 58 % من أراضي الضفة، لمنع إقامة دولتنا المستقلة فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، فهل هذا مقبول؟).
وأضاف أن هذه الحكومة الإسرائيلية لا تريد السلام بل تعمل بإصرار على تكريس الاحتلال (..) وتواصل حكومة إسرائيل تصعيدها العسكري في كل مكان في أرضنا وممارسة الإرهاب وارتكاب جرائم الاغتيالات للقيادات والكوادر الوطنية).
وشدد على (أهمية التحرك دولياً للضغط على هذه الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها واحتلالها لأرضنا وشعبنا والعودة إلى سلام الشجعان ومبادرة السلام السعودية العربية وخريطة الطريق).
وقال عرفات (إننا نؤكد أمامكم وأمام العالم أجمع رفضنا الدائم والقاطع لاستهداف المدنيين سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين).
ويتضمن مشروع البيان الختامي للقمة العربية إدانة للعمليات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة وكذلك العمليات الفلسطينية التي تستهدف مدنيين إسرائيليين، كما يتضمن إدانة للعمليات العسكرية الإسرائيلية الدامية في رفح جنوب قطاع غزة في بيان منفصل.
ويتوقع أن تعتمد القمة قرارات (معتدلة) حول العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على سوريا وقرارا منفصلا يدين العملية الإسرائيلية الدامية في رفح جنوب قطاع غزة.
وثمة توافق بين الدول العربية بشأن وثيقة الإصلاحات في العالم العربي مع وجود اقتراح سوري بعدم استخدام كلمة (إصلاحات) باعتبارها مصطلحا غريبا.
ويشارك في القمة إلى جانب الرئيس التونسي الرؤساء المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد والجزائري عبد العزيز بوتفليقة واللبناني إميل لحود والموريتاني معاوية ولد الطايع والجيبوتي إسماعيل عمر غيلله والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والعاهل المغربي محمد السادس وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والزعيم الليبي العقيد معمر القدافي والعقيد غزالي عثمان رئيس اتحاد جزر القمر ورئيس الحكومة الانتقالية في الصومال عبد القاسم صلاد حسن.
واختارت نصف الدول العربية الأخرى تقريبا المشاركة في القمة على مستوى رؤساء الوزراء أو وزراء الخارجية.
|