Sunday 23rd May,200411560العددالأحد 4 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الثقافية"

رحيل الشاعر البحريني الشيخ أحمد بن محمد الخليفة رحيل الشاعر البحريني الشيخ أحمد بن محمد الخليفة
الشاعر: أحمد محمد آل خليفة

* عبدالله بن سالم الحميد:
(في يوم الاثنين الموافق 8-2-1425هـ توفي الشاعر البحريني الكبير الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة الذي كان له حضوره الأثير المتميز في قافلة الشعراء في البحرين وكانت هذه القراءة في تجربته الشعرية ضمن نماذج من شعراء الجزيرة العربية الذين أسهموا في خدمة الأدب والشعر في هذه المنطقة، وكانت لهم مشاركاتهم التعبيرية المتصلة) أشكر اهتمامكم - عزيزي- ولكم فائق تحياتي وتقديري.
*******
حضور الشاعر، ودأبه، وإخلاصه لفنّه، وحرصه على الاتّصال والتعبير، وهمّه المتّقد المتجدد تبرهن على إحساسه بالمسؤولية نحو مجتمعه وأمته وعصره، وتحرّض على قراءته وملاحقة إبداعه وتساؤلاته، ورؤاه حتى تتوفّر مبرّرات إلفه والانسجام مع تجلّياته.
والشاعر أحمد محمد آل خليفة من أولئك الأفذاذ الذين أدركوا عمق مسؤوليتهم وانطلقوا في آفاق الشعر والأدب يعبّرون عن معاناتهم وهمومهم باعتبارهم أعضاء فاعلين في مجتمعهم وأمتهم، وقد عرفت هذا الشاعر من خلال ذلك الحضور المتجدّد عبر الصحافة وما كتبه عدد من الأدباء والنقاد عن شعره ثم تعرفتُ على ابنه الشيخ خالد أحمد آل خليفة فوجدته عاشقا للشعر وتلجياته، وسألته عن والده وشعره وهل له ديوان مطبوع؟ فوعدني بإحضار ما صدر من شعر والده، ولكنني استعجلت ذلك فبعثت للشاعر الشيخ أحمد آل خليفة برسالة أطلب فيها تزويدي بأعماله الشعرية التي قرأت عنها ولم أجدها في عدد من المكتبات فبادر إلى إرسال (ديوان العناقيد الأربعة)(1) الذي يضم أربعة مجموعات شعرية هي:
1- من أغاني البحرين - الصادر عام 1955م.
2 - هجير وسراب - الصادر عام 1962م.
3 - بقايا الغدران - الصادر عام 1966م.
4- القمر والنخيل- الصادر عام 1980م.
وقد ضممتُ هذه المجموعة الشعرية إلى صدري وإلى ما يتوفّر لدي من قراءات عن الشاعر وديوانه (غيوم في الصيف).
- ومجموعته الشعرية التي تضمّ دواوينه الأربعة لم تتضمن ترجمة تعريفية بشاعرنا، ولكنني قرأته في هذه الأبيات يعبر عن نفسه إنساناً شاعراً فيقول:


أنا البلبل الشادي.. أغنّي لموطني
بأنغام حبّ صوّرتها الخواطرُ
أناجي رباها والشواطىء هازجاً
بأجمل لحنٍ رددته الحناجرُ
أهيمُ جوىً في صيفها وربيعها
إذا ما الرّوابي نمّقتها الأزاهرُ
تتيمّتُ بالبحرين طفلاً ويافعاً
وكهلاً، وقلبي بالمحبة زاخرُ
إذا متُ يوماً بين زاكي زهورها
سيظهر بعدي في الخمائل طائرُ
يجدّد ذكري في رباها ورملها
وكل محبٍّ للأحبّة ذاكرُ(2)

- تقول التراجم عن الشاعر أحمد محمد خليفة إنه من مواليد قرية الجسرة بالبحرين عام 1929م وهي قرية جميلة تحيط بها المزارع والبساتين ثم انتقل إلى قرية (الزلاّق) وعمره ثلاث سنوات لينشأ فيها ويعيش طفولته وصباه بين بساتينها ورياضها ووسط صحاريها وكثبانها وهضابها ويتقلب بين مظاهر بيئتها الطبيعية المتنوعة حتى عام 1951م حين بلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً انتقل إثرها إلى القضيبية في ضواحي (المنامة) ليبدأ من هناك أولى مراحل عمره الأدبي(3).
تلقى تعليمه بالمدارس حتى حصل على الثانوية في (مدرسة المنامة الثانوية) وتلقى الدروس في اللغة والدين لدى عدد من العلماء حيث درس مادة اللغة العربية لدى الشيخ يوسف الصديقي وغيره من العلماء(4).
تجربته الشعرّية
الأجواء الطبيعية والمناخ الشاعري واللقاءات الأثيرة مع الأدباء،والشعراء والمثقفين عناصر تحرك في نفس الإنسان عشق الأدب والتفاعل مع أنسجة الحياة وحب الشعر وتحريض الوجدان للتعبير عن الهواجس والمشاعر، وقد حضرت هذه المبررات في حياة شاعرنا أحمد محمد الخليفة منذ بداية صباه حيث عاش في بيئة تحب الشعر وتنسجه في لقاءاتها وحواراتها الحميمية، وقد أثر سماع الشعر وحضور أمسياته في وجدان أحمد الخليفة واعتاد على حضور مجالس الشيوخ التي تلقى فيها القصائد ويلاحق مرتادوها أخبار الشعر وهواجس الشعراء كل حين،وقرأ الشعر وأحبه وتفاعل معه منذ زمن مبكر فبدأت تجربته التعبيرية بكتابة الشعر العامي الذي كان يعبر به معظم مجايليه زمن الصبا والشباب حتى تعلم الشعر الفصيح وتدرب عليه وقرأ الكثير من دواوين شعرائه القدماء والمعاصرين فتأثر بهم وبدأ ينسج شعره الفصيح (ونشر بواكير نتاجه الشعري في مجلة (المجتمع العربي) المصرية، ثم في الصحف المحلية ثم صوت البحرين، والقافلة، والخميلة، حتى أصدر ديوانه الأول (أغاني البحرين) عام 1955م وتلته مجموعاته الأخرى الثلاث التي جمعها مؤخراً في ديوان واحد أسماه (العناقيد الأربعة). وقد مارس الشاعر كتابة الشعر النبطي قبل الشعر باللغة الفصحى، على عادة الشعراء الشيوخ جميعاً، كما لاحظنا ذلك عند الشيخين من قبل. ولعلهم في ذلك يتخذون من اللهجة البدوية الأولى طريقاً نحو الفصحى بعد أن يتم صقل مواهبهم الشعرية فيها.
وأوضح دليل على ذلك ما كان يمارسه الشيخ محمد بن عيسى الخليفة (الوائلي) من تشجيع مستمر لشعراء النبط في البحرين على كتابة الشعر باللغة الفصحى (5).
- وفي بدايات النسيج الشعري للشعراء لابد أن يبرز تأثر الشاعر بقراءاته ومعجبيه، والشاعر أحمد الخليفة قرأ في ديوان الشعر العربي قديمه وحديثه وظهر تأثره في الصياغة والديباجة بما قرأ، إلا أننا نلحظ تركيز الذين تناولوا تجربته الشعرية بالشاعرين علي محمود طه وعمر أبي ريشه حيث ألمح إلى ذلك الدكتور علوي الهاشمي والاستاذ عبدالله الطائي والدكتور مكي محمد سرحان، فقال الدكتور علوي الهاشمي:
(وكان الشاعر متأثراً في مجموعته الأولى التي تضم قصائد من الشعر الوجداني والقومي والوصفي بعلي محمود طه وعمر أبي ريشه. وقد رافق الشاعر مواكب البطولة العربية في الخمسينات، وعاش معها بقلبه، ومن ذلك تمجيده للثورة المصرية وثورتي مراكش والجزائر، ولفلسطين في شعره إنشاد رائع جميل. ويرى عبدالله الطائي أن أحمد الخليفة في غزله رقيق يجمع في قصائده عواطفه الغرامية فيصوغها في معان فريدة وكثيراً ما استعان على ذلك من بيئته)(6).
- ومن أبرز سمات شخصية الشاعر أحمد الخليفة من خلال القراءات التي تناولت تجرتبه الشعرية ما يلي:
* أسلوبه التقليدي في التزامه وتعبيره.
* تأثره المباشر بالشعراء الرومانسيين العرب.
* اهتمامه بالديباجة والمحسنات في شعره الوصفي والوجداني والوطني.
* جدية الشاعر وحرصه على الحضور الشعري في المناسبات الوجدانية والإنسانية والوطنية.
* تركيز الشاعر في تناوله الشعري على المظاهر البيئية والطبيعية والتجارب الذاتية حتى في تناول التجارب المهنية مثل مهنة الغوص.
* اهتمام الشاعر بتسجيل أحداث بلاده بصفته شاهداً عليها.
* اشتراكه الفعلي التعبيري في المناسبات الأخوية والعامة.
* يقظته الواعية في التعبير عن المعاناة الوطنية في الجزائر وفلسطين ومصر والقدس بأسلوب حماسي يحرض على الجهاد المقدس.
* وفي تناول الناحية الفنية والأسلوبية في التجربة الشعرية لشاعرنا أحمد الخليفة لابد أن تقف عند لفته الناقد الدكتور الهاشمي في كتابه عن (شعراء البحرين) إذ يقول:(وتنشطر تجربة أحمد الخليفة الشعرية انشطاراً ملحوظاً بين طرفي الذات والموضوع اذ يتمثل الطرف الأول في قصائد الحب الغزلية وقصائد الطبيعة التي تأتي في مقدمة مظاهرها المحببة إلى نفس الشاعر: السراب والغدران والمراعي ومظاهر الصحراء، من رمل وكثبان ونوق وخيام وقوافل ومطايا، مما يوحي بتمثل لاشعوري عميق لدى الشاعر لجذور مكوناته البدوية والعربية الأصيلة فهذا الشاعر، كما يقول غازي القصيبي عنه (يذكرك بوجد شعراء نجد بهضابها ونسيمها) إلا أنه حين يلجأ إلى الطبيعة العامة فإنه يحلق كالرومانسيين في فضاء ما أسميناه (الطبيعة المتخيلة) فهو يذكرك كما يقول القصيبي أيضا (بشعراء الرومانسية ودعوتهم إلى الانطلاق في أحضان الطبيعة ومناخاتها).
ويصل التعبير عن هذا الطرف الذاتي من تجربة أحمد الخليفة إلى ذروته الفنية كلما اجتمعت في إطاره صورة الطبيعة بعاطفة الشاعر نحو المرأة. ومثال ذلك قول الشاعر:


تلاقينا فشاعتْ وشوشاتٌ
من الأزهار في سَمْع الروابي
يقولون النسيم روَى حديثي
ولا أدري النسيم متى وشَى بي
هناك تَسَلَّلَتُ أشواقُ نفسي
فبدَّدها الشعاعُ على الضباب
فراحَ البلبلُ النشوانُ يروي
فتونى حين شَمتُك واضطرابي

ويتمثل الطرفي الموضوعي الثاني من تجربة الشاعر في المناسبات الذي يستغرق جانباً كبيراً من هذه التجربة وهو شعر يخلو في معظمه من القيمة الفنية ويصل إلى درك النظم العادي الخالي من الروح والمعاناة الَّلهم إلاَّ ما يتصل منه ببعض جوانب التاريخ الخاص الذي يمس حياة الشاعر وعواطفه الشخصية وما يقف وراءه من جذور قبلية حية وعميقة في انتمائها وأشكالياتها كذلك.
وقد نتج عن ذلك الانشطار المضموني بين الذات مظاهر أخرى على مستوى الشكل الفني في تجربة الشيخ أحمد، فقد تميزت القصائد الذاتية ذات النفس الرومانسي الواضح والعاطفة النوعية والهيام بمظاهر الطبيعة بملامح من التجديد والغنى على مستوى المخيلة والإيقاع فكان الخيال محلقاً وجريئاً والأوزان مدورة أو قصيرة أو مجزوءة أو مشطورة والقوافي متنوعة. في حين تميزت القصائد الموضوعية ذات البعد الخارجي المتمثل في إطار المناسبات بنمطية اللغة وقلة حظها من الخيال والتصوير الفني وبانضباطها الواضح لقيود الأوزان التقليدية المألوفة التي تمثل إيقاعات القاعدة الأم.
وهذا ما قصده الشاعر ناصر بوحيمد حين قال عن أحمد الخليفة إنه (يمثل الجانب المحافظ والتقليدي في البحرين فهو برغم التيارات الجديدة بالنسبة إلى عمود الشعر ومواضيعه بقي محافظاً على القديم ولعل هذه الصفة تعد دليلاً على مقدرته الأدبية وإيمانه بضرورة صيانة اللغة والمحافظة على الطابع العربي الأصيل فيها. وهي صفة يلاحظها الدارس لأوضاع الخليج العربي عامة في آل خليفة بالذات واصرارهم على الالتزام بتقاليدهم التي ورثوها منذ القدم.
ويكاد هذا الانشطار في تجربة الشاعر بين الذاتي والموضوعي يكون سمة فنية واضحة يعود لها مراوحة هذه التجربة بين سمو الشعر المحلق من جهة وتدنيه إلى حضيض النظم المتكلف من جهة ثانية، وقد لاحظ هذه السمة الانشطارية عند الشاعر أكثر من انبرى له بالنقد أو الترجمة مثل قول الانصاري عنه (اختص بنظم الشعر. وله شعر في المناسبات وقصائد ذاتية في التعبير عن معاناة الإنسان إزاء الحياة والمجتمع والطبيعة)(7).
ويتناول الاستاذ الدكتور علوي الهاشمي الإيقاع في شعر أحمد الخليفة على مستوى الأوزان والقوافي عبر تعبيره الشعري في البحور التقليدية موضحاً ذلك في جدول تفصيلي فيقول:
(وتتميز بنية الإيقاع بتنوعها الملحوظ على مستوى الاوزان والقوافي في شعر أحمد الخليفة فقد عمل الشاعر على تقليب البحور التقليدية وإيقاعاتها على وجوه كثيرة خرجت بها عن الإطار التقليدي الصارم والتام، خاصة على مستوى التدوير والترفيل والحذف والقطع والتجزىء والتخليع مما يشكل ظواهر ايقاعية متميزة في تجربته الشعرية.
ظاهرة المناسبات في تجربة أحمد الخليفة:
الحضور المكثّف للشاعر أحمد الخليفة وعلاقاته المتنوعة أبرزت ظهور شعر المناسبات في شعره لمبادراته إلى التبعير عن كل حدث أو موقف بتسجيل شعري معاصر لذلك الحدث أو الموقف أو المناسبة توزعت قصائدها على نغمات وإيقاعات وجدانية شتى بين الغزليات والإخوانيات والوطنيات والمجاملات العابرة.
ولعل أبرز الأصداء التقليدية في صياغته الشعرية لشعر المناسبات ملامح الفخر والاعتزاز عندما يتحدث عن أسرة (آل خليفة) التي ينتمي إليها أو إلى وطنه (البحرين) فيقول في قصيدته بعنوان (فتح البحرين وأمجاد آل خليفة) ألقاها بين يدي الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين يوم تدشين (مركز الفتح الإسلامي) بتاريخ 15 ديسمبر عام 1983م ويظهر فيها أسلوبه الحماسي كأنما يصف معركة إذا يقول:


هتف المجدُ فللخيل صهيلُ
وانبرى العزم فللسيف صليلُ
وامتطى الُجرْدُ كماة للوغى
فإذا الأرضُ سيوفٌ وخيولُ
وسفينٌ يملأ البحرَ لظىً
في الدُّجى، في كل تيّارٍ تجولُ
الرّياح الهوجُ لا تهزُمها
أبداً والعزمُ للحرِّ دليلُ
المروءات تنادي أهلها
ورجالُ المجد في الدّنيا قليلُ
هم لعمري كشموع في الدُّجى

وبهم يسفر للسّاري السبيلُ(9)
ويقول في قصيدة بعنوان (مفاتن البحرين) مقدّمة إلى أمير البحرين الشيخ سلمان بن محمد الخليفة بمناسبة الربيع عام 1353هـ وفيها مديحٌ افتتحه بوصف الربيع الذي استحوذ على مشاعر الشاعر أحمد الخليفة فعبر عنه بقوله:


عطرٌ تفوح به الرياضُ وتعبقُ
وجداولٌ أمواهها تتدفَّقُ
وأزاهر نسج الربيع وشاحها
فبدت ببوتقة السّنى تتألقُ
أنا من يغني للربيع.. وإنّني
كم في فؤادي صبوةٌ وتشوُّقُ
روحي يخفُّ بها الجمال،وحسبُها
هذا الجمالُ العبقريُّ المشرقُ
إلى أن يقول مزهواً بوطنه (البحرين)
هذي هي البحرين جنّةُ شاعرٍ
غنى البيانُ بسحرها والمنطقُ
ضحكت لعاهلها الأبيّ بثغْرها

وأتتْ إليه بزهرها تتمنطقُ(10)
ويستثمر الشاعر مناسبة أخرى يجتمع فيها الوطن على رحاب أشمل في إحدى مناسبات لقاء قادة دول مجلس التعاون الخليجية بالبحرين في نوفمبر عام 1982م فينشد الشاعر في حضرتهم قصيدة بعنوان (اللقاء الكبير) فيقول في مطلعها:


أتى يوم التعاون والجهاد
وما في العجز غير الاضطهادِ
وليس سوى التضامن من معينٍ
لنا،وقرارنا في الاتّحاد
ولا يمحو عن المغبون ضيماً
سوى الخطّي والبيض الحداد
وهذا اليوم يومٌ فيه نصرُ

لنا واللهُ دوماً خير هادِ(11)
ونلحظ المباشرة وشيئاً من التكلف في صياغة قصائد المناسبات التي ينخفض فيها النبض الشاعري إلى التعبير العادي التقليدي العابر، بينما نراه يتوهج وينبعث فيه الحماس عند تناول قضية وطنية - مثلاً- أو في التعبير عن معاناة ذاتية خاصة يقول في الأولى من قصيدة بعنوان (صرخة الجهاد):


قل لصهيون، وإن طال المدى
سوف تطوون على الذل الجباها
إنّ نار الثأر في أعماقنا
لم يزلْ يغلي مدى الدهر لظاها
إنّ عيناً قد تغشّاها الكرى
ملّت النّوم وصدّت عن كراها
صرخة الأحرار دوّت في الفضا
شعلة يومض في الأفق سناها
يالها من صرخةٍ قاصفةٍ
ردّد الشرق إلى الغرب صداها
أسفر الصُّبح بضوءٍ مشرقٍ
فمحا عن أمة الشرق دجاها
واشرأبّتْ تقهر الظلم إلى

غاية عذراء لا تبغي سواها(12)
وفي الثانية يعبر عن أصداء معاناة حقيقية تنطق بها عباراته في قصيدة بعنوان (بئر الحكمة) يقول فيها:


جئتُ للبئر الذي أظمأني
أبتغي ريَّا لروحي ويدي
ضحكتْ نفسي على أفعالها
وطواني صمت غيظ مجهد
تعرف الحكمة في أربابها

صلف الرأي ونُبل المقصد (13)
والشاعر الاستاذ إبراهيم العرّيض يبرّر توجّه شاعرنا أحمد الخليفة إلى شعر المناسبات فيقول عنه (أمّا أنّه زينة الحفلات فماذا تقول عن شاعر رصد نفسه لتسجيل أحداث بلاده، ينطق بلسانها الخاص في كل فرصة مؤاتيه فما عليك إلا أن تتجلّى الصورة العابرة في مرآة شعره كشريط سينمائي لترى محلّياً تعاقب هذه الأحداث (14).
وبقراءة المجموعات الشعرية للشاعر أحمد آل خليفة نلحظ أن قصائد المناسبات تتوزع في نماذج وألوان شتى تتأثر بموقف الشاعر في تلك المناسبات ووجدانه المتأثر الدافع للتعبير عنها. من تلك المواقف والمناسبات ما يلي:
أولاً: مناسبات دينية مثل:
أ - قصيدة (اسراء محمد) التي ألقيت في احتفال اتحاد الأندية الوطنية بالبحرين التي أقيمت بمناسبة (المعراج النبوي الشريف) كان ذلك بتاريخ 27-7-1373هـ التي يقول مطلعها:


أي ذكرى علوية الإيحاءِ
بعثتْ ريق السَّنا في دمائي
وأحالت دنياي تهويمة سكرى
ورؤيا دفاقة بالرجاء
صور من أشعة الروح أم حلم
تراءى في هدأة الظلماء
أم طيوف الإلهام تسمو بروحي
فوق دنيا مسحورة الأجواء
أيُّ ذكرى تطل من كوة التاريخ

في هالةٍ من الأضواء (15)
ب - قصيدة (من وحي الهجرة) التي القيت بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية في الحفل الذي أقامه اتحاد الاندية الوطنية في قاعة النادي الأهلي بالمنامة بالبحرين أول شهر محرم عام 1380هـ ويقول فيها:


هلالٌ من الأفق السعيد تبسما
أطل فحيا الشرق بشرا وسلّما
تراءى جديداً في السماء وإنه
قديم رأى الدنيا سديماً مهوِّما
ألا يا هلال العام بالله صف لنا
عوالم من كانوا على الأرض قبلما
فقد شمت هذي الأرض في بدء خلقها
فصفْ كيف كانت في البداية عندما
وكيف هفت جذلى وغنّت مروجها

لأول إنسان مشى وتكلّما (16)
ثانياً: مناسبات وطنية، أو لقاء تاريخي، أو رثاء أحد الحكام منها:
أ - مناسبة يوم الجلوس الأول للشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البحرين عام 1962م التي يقول فيها:


نور السعادة من جبينك يشرقُ
والمجد من أضواء تاجك يعبقُ
أبداً فما غنّى الفخارُ، ولا شدا
إلاّ بذكرك وهو ذكر معرقُ
ما طاف بالأسماء إلا والدُّنا

جذلى تغرِّد بالمنى وتصفقُ (17)
ب - قصيدة (ألحان المجد) القيت في حفل لقاء الملك خالد بن عبدالعزيز-رحمه الله- عند زيارته للبحرين مع الشيخ عيسى آل خليفة- رحمه الله- في قصر القضيبية عام 1976م ويقول فيها:


اليوم تشرق في البحرين أمجادُ
وللبطولات في التاريخ ميعادُ
اليوم تبتسم البحرين شامخةً
وعزُّها بمليك العرب يزدادُ
مشتْ تحيّيه أرواحاً مجنحةً

والحبُّ فيه لريّ الرّوح إسعادُ(18)
ج - قصيدة (يوم الفجيعة) وهي إحدى قصائد المناسبات الحزينة نظمها الشاعر في وفاة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ملك المملكة العربية السعودية عام 1373هـ - 1953م- رحمه الله- ويقول فيها:


مات الإمام وكيف أصبح نازحاً
عن عرشه السامي وعن تيجانه
هو ملهمُ الصحراء، والبطل الذي
تكبو جياد الخيل في ميدانه
هذي البوادي قد صحتْ من نومها
من صوته الداعي ومن إيمانه
هو في الصحاري النائيات محاربٌ

يطأ المخاوف والرّدى بحنانه (19)
ثالثاً: قصائد الإخوانيات والرسائل الشعرية، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام- وربما أكثر - لكنني أكتفي بهذه الثلاثة:
أ - قصائد الثناء المهداة إلى الأصدقاء من الشعراء والأدباء مثل قصيدته بعنوان (عمر الخيام)(20) الموجّهة إلى الشاعر إبراهيم العريّض بمناسبة ترجمته لرباعيات الخيام وكذلك قصيدته الموجهة للشاعر العريض بعنوان (مواكب نازح) (21) وقصيدته إلى الشاعر عبدالرحمن رفيع بعنوان (أنات نازح)(22) وقصيدته إلى الشاعر د. غازي القصيبي بعنوان (ميلاد شاعر) (23) يقول في مطلعها:
ولد الشاعرالنبيغ بوادي السحر في ملعب الهوى والجمال في ملاهي الفتون، في موكب الأحلام، في مهبط السنا والخيال، في تجلي الربيع، في شهر نيسان، وفي الطيب من مجاني الدوالي ولد الشاعر النبيغ من الزلزال والريح في الدجى.. في الجبال.
ب - الرسائل الشعرية والمساجلات الإخوانية المتبادلة بين الشاعر وعدد من أصدقائه الشعراء منهم الشاعر العوضي الوكيل والأديب أسكندر معروف، والشاعر عبدالرحمن بن قاسم المعاودة، والشاعر محمد الفيتوري وغيرهم من الشعراء وهي متوزعة في ديوان الشاعر ومجموعاته الشعرية.
ج -قصائد الرثاء والوفاء في عدد من الشعراء والأدباء مثل قصيدته الموجهة إلى الشاعر فؤاد الخشن (24) وقصيدة (الشاعر الساحر) (25)في رثاء الشاعر التيجاني يوسف بشير وقصيدته إلى الفنان عوض الدوخي- رحمهم الله- ومن الرسائل الشعرية التي نسجها الشاعر أحمد آل خليفة عن نماذج من الشعراء منهم المتنبي وعلي محمود طه وديك الجن الحمصي وإيليا أبي ماضي والفنان محمد عبدالوهاب وغيرهم، وما نظمه الشاعر في الأعياد والمناسبات العابرة.
وبرغم أن شعر المناسبات لدى شاعرنا الشيخ أحمد آل خليفة قد يخلو في معظمه من القيمة الفنية ويصل إلى درك النظم العادي الخالي من الروح والمعاناة كما عبر عن ذلك الناقد الدكتور علوي الهاشمي (27) فإن تناول الشاعر لأبعاد أخرى وصفية أو تاريخية أو فنية تعبيرية أو شاعرية قد تشطح بالشاعر عن المباشرة والتقريرية كما برز ذلك في عدد من القصائد.
وجدانيات الشاعر أحمد آل خليفة
قراءة المجموعات الشعرية لشاعرنا الشيخ أحمد آل خليفة تعبر عن حضوره الواعي في مجتمعه وأمته وعلاقاته الحميمة مع أصدقائه ووفائه لكل من عرفه أو التقى به أو كانت بينه وبينه ذكريات وشجون ومسامرات وجد وود أو كان له معه مواقف أو تعامل أثير لديه والشاعر إنسان مرهف في تعامله وذائقته عميق في أبعاد تعامله وتقديره للوشائج الإنسانية، ذلك هو الشاعر الذي يحمل مصداقية البوح ويملك ناصية العبير، ويُعنى بهموم الآخرين والتعبير عن معاناتهم مدركاً دوره الأمثل في الحياة.. يقول الشاعر أحمد الخليفة معبراً عن وجدان الشاعر ودوره ورؤاه في قصيدة بعنوان (الشاعر):


هيمان يحمل في حشاه جراحه
عبر الصحاري ماله من راشد
يمشي وحيداً في القفار وليس في
أسماله غير الشقاء الجاهد
هتفتْ عذارى الليل لما شاهدت
مسْراهُ في جوف الظلام الحاشد
من أنت؟ قال أنا طريدٌ.. ساقه
سرف الزمان فهام عبر فدافدِ
يتنسّم السلوان عن أحبابه

في اليل من صور الخيال الشارد (29)
إلى آخر القصيدة التي تعيد لنا في الذاكرة أصداء قصيدة الشاعر المبدع عبدالله البردوني التي كانت بعنوان (امرأة الفقيد) التي يقول مطلعها:


لم لا تعودُ ، وعاد كلُّ مجاهد
بحلى (النقيب) أو انتفاخ الرائد
ورجعت أنت توقّعاً لملمتهُ
من نبض طيفك واخضرار مواعدي
وعلى التصاقك باحتمالي أقلقتْ
عيناي مضطجع الطريق الهامد

والقصائد الغزلية التي نشرت في مجموعات الشاعر أحمد آل خليفة يتفاوت النبض الشاعري فيها، ولكنها في معظمها وصفية يسهم الشاعر في التحسين والتفنّن في صياغتها لكنها تبقى تقليدية عابرة ما لم تكن نابعة من معاناة حقيقية يدركها القارىء الشاعر ويتفاعل مع تجلياتها المتذوق للشعر، وشاعرنا يعبر عن ذلك في قصيدة عنوانها (إلى ملهمة) حيث يقول:


رأيت من حسنك الإلهام والعجبا
حتى تغنّيتُ في ليل الهوى طربا
صيّرتي في خيالات مجنحةٍ
حتى اكتشفتُ من الأسرار ما احتجبا
إني تحمّلتُ ما تعيا الجبال به
من الغرام وهذا فوق ما وجبا
وما شكوتُ من الهجران في غزلي
والحبُّ في كل قلب يفعل العجبا
إنّي إليك وهبتُ القلب من شغفٍ

ولا يُردُّ من الموهوب ما وهبا (30)
ونلحظ أن الشاعر يتحدث بحرية وشفافية في معظم قصائد الوجد المتناثرة في دواوينه كما تشي بها عدد من عناوين تلك القصائد ومنها: لوعة شاعر، على الشاطىء، أطياف، الحب القاهر، إليها، أنت، ألحان الأصيل، ساحر العينين، قمر وقمر، بين المرايا، هتاف الحب، ربيع الهوى، ذكريات، لقاء، عند الوداع، سمراء، على الرمال، عذراء، عذراء الشاطىء، وشوشات.
وقد اتسع وجدان الشاعر لكل هواجس الشعر وأطياف المشاعر فغنى للربيع وتغنى بتجلياته وأشجانه، وغنّى للبحر وغوّاصه والرعاة والمزارعين والشباب والشيوخ والليل وسماره، وغنى وتغنى بالوطن والطبيعة والحب والمدن والحبيبة التي يرتادها ويعشق أهلها ويألفها، البحرين والرياض والعراق والجزائر ومصر ولبنان ولندن وغيرها، وما شهد فيها أو انبعث منها من ذكريات وشجون، وكان لإنشاده في مجد الوطن وأحزانه ومعاناته أبعاد أثيرة مؤثرة.
وأعتقد أن شاعرنا قد تجاوز هذا المفهوم المحدود للوطنية إلى الوطن الإسلامي الأرحب، والوطن العربي المسكون بالمعاناة والحزن والألم والأمل فعبر عن قضايا أمته في مواقف شتى وفي قصائد كثيرة نابضة.
من قصائده اللافتة
الشاعر أحمد آل خليفة من الشعراء الذين تناولوا موضوعات متنوعة، وعبروا عن مشاعرهم في أجواء وآفاق متفاوتة بأساليب وصيغ مترددة الأصوات والأصداء تأثر بما قرأ وسمع وآثر أن ينشر شعره الفصيح فأصدر مجموعة من الدواوين الشعرية وقد احترت في اختيار قصيدة أو قصيدتين معبرتين أختتم بهما هذا التناول الانطباعي لشخصيته الشاعرة صوتاً من أصوات الجزيرة العربية، فاخترت هاتين القصيدتين لما في موضوعيها من بُعد تأنس له النفس ويتفاعل معه الوجدان:
الأولى: بعنوان (الذَّرَّة) تتناول الذرّة من نواح متفاوتة بصفتها اختراعاً مسكوناً بالقوة والعنف والوحشية والدمار، ذلك الاكتشاف الذي انبثق بين حلم الشر وخيال الفناء للاستحواذ على التوازن والسلام والشاعر أحمد آل خليفة يعبر عن هواجسه نحو هذا الاختراع فيقول:


أخطبوط يعيث في الغبراء
مرعب ينذر الورى بالفناء
ذكره يهزم الجيوش إذا مر
ويردي عزائم العظماء
حلمُ الشر في جفون البرايا
وخيال الحتوف والأرزاء
لعنة تورث الجنون ولا زال
صداها يرن في الغبراء
أتسامي الإنسان عقل يدك الأرض
في صنع ذرة صماء؟
تتهاوى الأكوان صرعى
بوادي الموت من لمح ضؤها الوضاء
عجبا للإنسان يخترع الهول
فيفني في ناره الهوجاء
ضرب الأرض بالجحيم ودوت
قهقهات من شدقه في السماء
فأعاد التاريخ قصة (نيرون)
ولكن بأفداح الأنباء
قصة الأمة الغوية والطوفان

يوطي جموعها في العراء (31)
ويذكر الشاعر بمأساة (هيروشيما) داعياً إلى التحلّي بالحكمة والتعقل فيقول:


أو لم تذكروا زوال (هروشيما)
وهول الجريمة النكراء؟
أمة تضمحل في لحظة حتى
يغص المحيط بالأشلاء
فالملايين من تعنُّت فرد
تتلاشى كحفنة من هباء
فاحجبوا الشر واسكبوا الخير
للأجيال في دورق من الأضواء
ودعوا الفجر بالسعادات ينساب
بسحر المواكب الغنّاء
فرفاه الشعوب يأتي إذا العقل

تحلّى بالحكمة الغراء(32)
الثانية: قصيدة (أنشودة الغواص) التي يتناول فيها مهنة من اشرف المهن القديمة في البحرين حيث كان الغواصون يبحثون عن لقمة العيش في البحر لاصطياد اللؤلؤ قبل أن يأتي النفط والاكتشافات الحديثة للؤلؤ الصناعي فتفسد عليهم تلك المعاناة المسكونة بالمغامرة الممتعة.. فيقول:


أنا الغواص في البحر حليف الجد والصبر!
أعيش مع الرياح الهوج في كرٍّ وفي فرّ
فقد علَّمني دهري بالجرأة والصبر
وزوّدني بقلب طامح للعمل الحر
أنا ابن الموج والانواء والظلمة والفجر
أنا من صارع الريح وغنَّى أول الدهر
أرى الحيتان في أغوارها سبَّاحةً تجري!
فلا ينتابني ضرب من الرهبة والذعر
تسير سفينتي في الليل بين الموج والصخر
تسير كأنها عن دمدمات الريح لا تدري
وقلبي هانىء يخفق بالآمال في صدري
كأني مع (سليمان) وفوق بساطه السِّحري!!
أصيد اللؤلؤ النادر في الدنيا من القعر!!
وأهزج بالنشيد الحلو في الليل وفي الفجر

أناجي بعد طول العهد أحباباً ورا البحر!!(33)
وبعد: فالشاعر أحمد آل خليفة إنسان طموح ألف الحضور والتواصل في نسيج مجتمعه وأمته عبر مشواره الطويل، وبرهن على تمكنه من التعبير عن مشاعره في قصائد كثيرة نشرت في دواوينه، وتحدث عنها نخبة من أصدقائه ومعاصريه ومنهم الأستاذ الشاعر إبراهيم العريض، والشاعر الدكتور غازي القصيبي، والشاعر الأستاذ ناصر بوحيمد، والأستاذ قدري قلعجي، و الأستاذ رضوان إبراهيم والأستاذ عبدالله محمد الطائي فقالوا عن تجربة شاعرنا ما يمكن أن يفيد دارسي شعره:
1 - شاعر جزائر اللؤلؤ والمرجان أحمد محمد الخليفة يمثل الجانب المحافظ والتقليدي في البحرين، فهو برغم التيارات الأدبية بالنسبة إلى عمود الشعر ومواضيعه بقي محافظاً على القديم، ولعل اللغة والمحافظة على الطابع العربي الأصيل فيها. وهي صفة يلاحظها الدارس لأوضاع الخليج العربي عامة في آل الخليفة بالذات وإصرارهم على الالتزام بتقاليدهم التي ورثوها منذ القدم. (ناصر سليمان بوحيمد).
2 - أحمد بين الشعراء الذين تعتز بهم الجزيرة اقواهم إلى الحياة التي يمارسها تعبيرا وأرهفهم بالآلام التي يعانيها في وحدته شعوراً. وقد مر شعره في أطوار كثيرة منذ طبع ديوانه الأول (أغاني البحرين) ولم تكن هذه الأطوار غير مسايرة لهذه الحياة نفسها. أما لفظه وموسيقاه فصدى لكل العشاق الذين تتجاوب بلحنهم ودعائهم أرجاء البادية الواسعة. (إبراهيم العريض).
3 - لم يتميز شعر أحمد محمد الخليفة بنفحاته الوطنية القومية فحسب ولا بنفحات ذلك الحب العارم الذي غرم كل كيانه فقط. وإنما هام بآيات الطبيعة هياماً يملك عليه مشاعره حتى لكأنه من القائلين بوحدة الوجود. لأن قلبه ليس موقوفاً على مشاهد بعينها أو مناظر بذاتها من وجوه الطبيعة التي لا يدركها الغد أو تدخل تحت إحصاء وإنما هو يحيى كل ذرة من ذرات هذه الارض فيه شيء من صداح الطير وجمال المروج وتفتح قلب الربيع وسحر الصيف في الشواطىء ورفيق أجنحة الفراش. ترى في كل فصل من فصول السنة روائع تستوقف نظره فيترجمها فرائد شعرية بديعة. وهكذا يعيش آماد الزمان ويحيا مشاهد المكان. (قدري قلعجي).
4 - فرحت فرحة أخرى وأنا أرى شاعرية هذا الشاعر تتوهج من خلال قراءاتي لديوانه (هجير وسراب) فقد رأيت فيه طاقة حية نابضة بموهبة طالعة تبشر بأن صاحبها سوف يحتل مكانه من الصفوف المتقدمة في دنيا الشعر العربي المعاصر فقد تخفف إلى حد بعيد من أثقال الشعر التقليدي وحلق في الأجواء الطليقة لشعرنا الراهن. (رضوان إبراهيم).
5 - شاعر شاب كون نفسه وسعى وبذل فتوته وشبابه وأنفق ليله ونهاره. كل ذلك ليكون شاعراً فأصبح عن جدارة واستحقاق شاعراً له مكانته بين شعراء البحرين وسائر أرجاء الخليج العربي. هذا الشاعر هو أحمد محمد الخليفة الذي طرق معظم أبواب الشعر وعبر عن كثير من مظاهر الحياة في بلاده وعن كثير من الحيوية في قلبه ونفسه فوجد عشاق الغزل في شعره وتراً يعزفون عليه أو يسمعون أنغامه ووجد طلاب الشعر القومي في قصائده دعوة للعروبة وللجهاد ورأى رواد الشواطىء وسمارها في الليل نسائم عطره تنساب من خلال أبياته. (عبدالله محمد الطائي)(34).
ولم يخرج شاعرنا الشيخ أحمد آل الخليفة عن أسر التقليدية والخطابية والمباشرة في مجموعاته الشعرية التي قرأناها، وخرجنا منها بهذه القراءة الانطباعية.
***
الهوامش
1) وردت إلى الرياض رسالته بإهدائه الخاص بتاريخ 26-11-1999م من البحرين.
2) صورة الشاعر ص2، 4 من ديوان (القمر والنخيل) في المجموعة الشعرية.
3) نقل بتصرف من كتاب (شعراء البحرين المعاصرون) للدكتور علوي الهاشمي. ص89 وكتاب (شاعر الطبيعة أحمد محمد الخليفة) الدكتور مكي محمد سرحان.
4) المرجع السابق ص 14
5) شعراء البحرين ص 89، ويعني الشيخ إبراهيم بن محمد الخليفة والشيخ محمد بن عيسى (الوائلي).
6) شعراء البحرين المعاصرون ص 89 وكتاب الادب المعاصر في الخليج العربي- للأستاذ عبدالله الطائي ص 226 وكتاب د. مكي سرحان الذي ركز على تأثر الشاعر أحمد الخليفة بالشاعر عبدالوهاب بن خليفة آل خليفة الذي تعلق به ودارت بينهما معارضات بالشعر النبطي راجع ص 22 إلى ص 27
7) ص 91 من كتاب د. الهاشمي نقلا عن لمحات من الخليج ص 168
9) غيوم الصيف ص200
10) ديوان (العناقيد الأربعة) ص 110
11) غيوم الصيف ص 280
12) العناقيد الأربعة ص45
13) من مقدمة (غيوم في الصيف) للشاعر أحمد آل خليفة.
14) العناقيد الأربعة- مجموعة (القمر والنخيل) ص 5
15) ص 38 من مجموعة (أهازيج الصحراء) من ديوان العناقيد الأربعة.
16) ص 24 من مجموعة (هجر وسراب) من ديوان العناقيد الأربعة.
17) ص17 من مجموعة (هجير وسراب) والقصيدة بعنوان (شروق المجد).
18) ص 23 من مجموعة (القمر والنخيل) في ديوان العناقيد الأربعة.
19) ص 16 من مجموعة (من أغاني البحرين) في ديوان العناقيد الأربعة.
20) ص100 من مجموعة (بقايا الغدران) في ديوان العناقيد الأربعة.
21) ص 91 من مجموعة (القمر والنخيل) في ديوان العناقيد الأربعة.
22) ص 87 من مجموعة (بقايا الغدران).
23) ص 49 المرجع السابق.
24) ص 67 من مجموعة (القمر والنخيل) في ديوان العناقيد الأربعة.
25) ص 123 من مجموعة القمر والنخيل).
26) ص 28 من المرجع السابق.
27) ص 91 من (شعراء البحرين المعاصرين).
29) ص 53 من مجموعة (بقايا الغدران) في ديوان العناقيد الأربعة.
30) ص 109 من ديوان (غيوم الصيف) للشاعر.
31) ص من مجوعة (بقايا الغدران) في ديوان (العناقيد الأربعة) للشاعر.
32) ص 94 م المرجع السابق.
33) ص 49 من مجموعة (من أغاني البحرين) في ديوان (العناقيد الأربعة).
34) ص 112 - 113 من مجموعة (بقايا الغدران).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved