فجأة، وقبل نهاية كل ميزانية مالية بعدة أشهر تنشط البلديات في الرياض نشاطا ملحوظا يتوهج حركة، وهذا النشاط يتمثل في تزفيت الشوارع وكذا ترصيفها، فإذا أُعْلِنتْ الميزانية خبأ النشاط حتى قبيل الأخرى. ومن أنشط البلديات في الرياض -حين ذاك- بلدية الروضة، وهي التي تسرع في وضع طبقة اسفلتية على الشوارع قبيل انتهاء الميزانية، حتى ان البيت الذي ارتفاع عتباته على الشارع ثلاثاً يعود مساوياً الشارع من كرم البلدية قبيل الميزانية. ومن نشاطها (صانها الله) أنها تقوم بعمل الجزر التي بين الشوارع في حي الروضة، حتى ان الناس يمشون بسياراتهم ولا يجدون مخرجاً من طرف الحي للطرف الآخر إلا عن طريق الإشارة التي تزدحم بعد ترصيف الشوارع، وقد يكون التعاون بينها وبين المرور مفقوداً لحالة الاستعجال (طبعاً قبل قفل حسابات الميزانية).
من هنا بدأت مشكلة الساكنين مع المراهقين من الشباب، حيث يتحول السباق على السيارات والتفحيط من الشارع الرئيسي إلى داخل الحارات، وهنا تكون المساكن على كف عفريت، خاصة القريبة من الشوارع الكبيرة، والتي بقربها مساجد ومدارس أطفال.
فهناك شارع يمتد من الشمال إلى الجنوب في حي الأندلس لا يوجد به إلا فتحة واحدة فقط، وهذا الشارع يدخله طلاب حوالي خمس مدارس، ولك ان تتخيل الزحام فيه، مع انه يمتد لأكثر من كيلو متر، ومثله الشارع الموازي له، والذي هو أصم لا يوجد به فتحات للدوران، لذا تجد الإشارة مزدحمة والإرباك واضحا.
والسؤال للبلدية هو: هل هناك تنسيق بين البلدية وسكان الحي الذين يعرفون مداخل ومخارج الحي، بحيث يرشدونهم لوضع الفتحات قرب المدارس والمساجد؟ وهل هناك تنسيق مع المرور حول ذلك؟ ثم لماذا الكرم المتناهي في الاسفلت والذي تضرر منه كثير من الساكنين، بحيث تساوت عتبات بيوتهم مع الشارع بعد ان كانت مرتفعة حسب فسح البناء؟ وهل من حق المواطن المتضرر ان يقاضي البلدية على عشوائية التزفيت وتضرره من كثرته؟
لا ألوم البلدية على اجتهادها، ولكنه اجتهاد في غير محله، لأن الضرر يكون أكثر من الخير المأمول، ولأن البلدية من مهامها أن تهيئ السكن المريح للمواطن، وهو ما تقوم به أثناء منح الفسح وترشيد المواطن لمستوى ارتفاع منزله عن الشارع، فكيف ترشده ثم تساوي به معدَّل الشارع؟ هذا شيء يثير الحيرة، حيث دخلت الأمطار بعض البيوت بعد تكرار التزفيت، ولولا جهد أمانة مدينة الرياض في ان وضعت تصريفاً للسيول لتضرر خلق كثير من عمل بلدية الروضة التي تجتهد بسرعة ويتضرر المواطن بسرعة أكثر ضرراً!!
وحديثي المباشر والواضح إلى بلدية الروضة لا ينفي جهدها الذي نلحظه كسكان في حي الروضة، فلها جهود كثيرة، لكن كما قالوا (الزين ما يكمل) فهل يكون هناك حل لكي يتم تقشير الطبقات الأزفلتية التي تشبه ماكياج العجائز حتى لا تدخل المياه بيوت المتضررين؟ وهلا قامت البلدية بفتح مداخل للعودة في نفس الشوارع التي رصفتها لتخفف العبء على الإشارات والناس الواقفين عندها للعودة؟...... وفق الله الجميع، ولي وقفة أخرى مع بلدية الروضة.
فاكس 2372911
|