هل يكتب الكاتبون في الصحافة من أجل إعادة مستوى هرمون الكتابة في دمهم إلى حدود الطبيعة (إدمان)؟. هل الكتابة مجرد وسيلة للبحث عن الشهرة فقط؟, هل تحقق الكتابة للكاتب رغبته في (تسليك) ما استعصى عليه من أموره الشخصية؟, هل الكتابة نوع من السعي في طلب الرزق ؟(الكاتب هنا يطقق)، هل يلجأ الكاتب إلى الكتابة بقصد التزلف أو شكر من أسدوه معروفا أو التشفي وتصفية حساباته مع الآخرين؟. إذا كانوا يكتبون من أجل هذه الأغراض وأمثالها فلا أمل في أي إصلاح.
للكتابة الصحفية دور عظيم في تسليط الضوء على ما يجري في الدهاليز المظلمة، ولها أيضا دور جوهري في كشف التناقض بين ما هو معلن للناس وحقيقة ما يجري على الأرض. الهدف الأول للكتابة الصحفية هو إبراز الأخطاء, فالصحافة هي أقرب ما تكون إلى مؤسسات المراقبة المالية التي لاتثني على الجهات الحكومية عندما تلتزم بالنظام، ولكنها تحاسبها عندما ترتكب الأخطاء. حين لا تؤدي الكتابة الصحفية دورها بمهنية راقية فهذا يعني تعطليلاً لأهم أدوات الإصلاح، ماذا ترجو من إصلاح إذا كانت أهم أدوات الإصلاح بحاجة إلى إصلاح؟. تنجح الصحافة في المساهمة في الإصلاح عندما يجد الكاتبون بها مساحة كافية يرتقون من خلالها فوق أغراضهم الشخصية الضيقة، تحدوهم المصلحة العامة دون أي مزايدات سامجة ومفتعلة. إذا لم يسبق الكتابة مخاض عسير من الهموم والآمال الوطنية فلا قيمة لها.
(*) كلية المعلمين بالرياض - فاكس 4915684 |