لقد تحقق ما توقعناه عند نهاية الدور الأول.. وانتصب فعلا (العفريت) اليمامي كما برج (ايفل) بعد خروج من القمم.. في ساحة ملعب الملز.. بعد أن تعادلت مع الهلال في مباراتها الأولى في الدور الثاني.. فازت على النصر في المباراة الثانية وبنصيب وافر من الأهداف.. وإن كان هذا الفوز اليمامي كبيراً في نتيجته إلا أنه لم يكن سهلاً على أي حال.. فقد كان النصر في الشوط الثاني عملاقا في تحرك أفراده وزحفهم على المرمى اليمامي.. واتصفت ألعابهم بمزيج من العنف والسرعة المتناهية.. حتى ان كثيراً من مشجعي اليمامة.. وممن لهم مصلحة من فوزها.. كتموا أنفاسهم في انتظار فوزاً ساحقاً للنصر رغم أهداف اليمامة الثلاثة التي ولجت مرماه في الدقائق الأولى من الشوط الأول، وذلك لاسباب كثيرة منها ان طارق حين أصيب عند نهاية الشوط الأول ودخل الشوط الثاني الى الملعب وهو متأثر باصابته لحد العجز عن صد أي كورة ولو كانت سهلة مما جعل معه مجمل الفريق اليمامي يحس بهذه الفجوة الخطيرة في مؤخرة فريقه.. وكذلك عامل الهواء الذي كان عنصراً من عناصر فوزهم في الشوط الأول بذلك العدد من الأهداف.. والذي تحول في الشوط الثاني الى جانب النصر.
والنصر بدوره حس بهذه العوامل مجتمعة فعمل أفراده على أساس استثمارها ما أتيحت لهم ذلك الفرصة.. واجتهدوا بالفعل.. وأحسنوا استمالة هذه العناصر لصالحهم بالصورة التي جرت كما سنلاحظ ذلك مما يلي:
بدأت المباراة بهجمات مشددة من اليمامة على مرمى النصر في محاولة للحصول على نتيجة مبكرة تساعدهم في الشوط الثاني على مواجهة لياقة لاعبي النصر المتميزة والهواء الشديد الذي ما زال يعمل لصالحهم، ولكن الأمر لم يكن بالسهولة.. لقد لقوا مواجهة عنيفة من وسط النصر ودفاعه.
كاد النصر في الدقائق الأولى من هذا الشوط يسجل هدفاً لولا تسرع محمد سعد في قذف الكورة من فوق المرمى الذي لم يكن فيه أحد.. بعد ذلك لم يبذل النصراويون سوى بعض المحاولات الفردية التي كانت كثيرا ما تقع إما في مصيدة التسلل التي أوقع فيها دفاع اليمامة محمد سعد وإما الى يد طارق الذي كان يقظاً للغاية في هذه المباراة.
بعد مضي ربع ساعة على المباراة بدأت هجمات اليماميين تتصف بالخطورة وبالأخص من جانب مبارك الناصر والصانع والمحيميد، ففي الدقيقة 15 أنقذ عيد الصغير من مرمى النصر قذيفة أرسلها اليه مبارك الناصر بعدها بدقيقتين استلم مبارك الناصر كورة طويلة من الجعيد يضعها على صدره ويفوت بها من بين أبوحيدر وناصر الجوهر من ناحية الجهة اليسرى ويضع الهدف الأول لليمامة.
وفي الدقيقة عشرين يستلم المحيميد كرة من سليمان اليحيى وأعتقد دفاع النصر أنه كان متسللا ويضع بذلك الهدف الثاني لليمامة في أقل من ثلاث دقائق عن الهدف الأول.
بعد هذين الهدفين استيقظ النصراويون وأبدوا محاولات إلا أن دفاع اليمامة وحارسها كانوا بالمرصاد.. وأجرى النصر تعديلاً على خارطته أخرج كرداش من الوشط وأعاد خالد التركي الذي كان جناحا أيسر وحل محل هذا الأخير يعقوب مرسال وكذلك خرج ابن صليح وحل مكانه عثمان بخيت.
قبل نهاية هذا الشوط بدقيقة حصلت اليمامة على ضربة فاول من ناحية الجهة اليمنى على رأس الخط يرفعها مبارك الناصر على رأس الراجح الذي تهيأ لها بالجلوس على الأرض ويسدد منها برأسه الهدف الثالث لليمامة والأخير في هذا الشوط.. وهو عن حق يعتبر هدف الموسم بالنسبة للأهداف التي تحققت فيه بالرأس.
بدأ الشوط الثاني وقد كان واضحا أنه سيكون من صالح النصر للعوامل التي أسلفنا ذكرها لقد كان كامل طقم اليماميين عالة على مرماه الذي عاد اليه طارق وهو جريح لا يقوى على مواجهة أي كورة مهما كانت سهولتها.. وقد اتضح تماما من سير اللعب مع بداية هذا الشوط ان اليماميين عقدوا العزم على الصمود للاحتفاظ فقط بأهدافهم الثلاثة حتى أنهم منذ الدقائق الأولى بدأوا يشتتوا الكورة لفرض اضاعة الوقت وهو ما زال في بدايته.
كما أسلفنا لقد بدأ النصر هذا الشوط وأفراده متفهمون لدورهم وما يجب عليهم عمله خاصة وأن الهواء كان لصالحهم والفجوة في الحراسة باصابة طارق كانت تزداد اتساعا بالتهيب الظاهر الذي بدا عليه وضعه العام.. في الدقيقة الثالثة من بداية هذا الشوط يرفع محمد سعد كورة من الجناح الأيسر وتمر من بين ثنائي قلب الدفاع وتصل للقميزي ويسجل الهدف الأول للنصر والذي بدا به واضحا عجز طارق عن مواصلة المباراة وبالتالي الزحف النصراوي المتواصل.. بعد ذلك بدقائق ضيع محمد سعد على النصر هدفا محققا وأنقذ طارق بعد ذلك هدفا محققاً بصعوبة بالغة وبألم شديد.. في الدقيقة العاشرة أنقذ سلمان اليحيى هدفا آخر من حلق المرمى.. بعده بدقائق سجل محمد سعد الهدف الثاني للنصر وعندها بدا واضحا أن اليمامة عاجزة حتى عن المحافظة على أهدافها الثلاثة، وفي المرمى كان طارق مثل الضحية يستغيث بالمدرب ويترجاه استبداله بالحارس الاحتياطي.. وعندها استبدل ودخل الحارس الثاني وهو متهيب وشديد الحرص على اضاعة الوقت.
مع بداية دخول الحارس الجديد تحقق للنصر (بنالتي) اضاعه محمد سعد وذلك في الدقيقة خمس عشرة.. بعد ذلك استمرت محاولات النصر.. وقد أيقن الجميع أن النصر قادم على التعادل وبالتالي الفوز حيث إن اليماميين تراجعوا في محاولة التفاف حول المرمى وقد كانت لهم محاولات فردية من جانب مبارك الناصر الذي واجه في معظم هذا الشوط دفاع النصر بمفرده.
في الدقيقة ثلاثين حقق محمد سعد الهدف الثالث على إثر رفعة جميلة من أحمد الدنيني فأيقن اليماميون الهزيمة وكذلك أصحاب المصلحة من فوزهم.. بعد أن تحقق للنصر بهذا الهدف التعادل في وقت حرج من أوقات المباراة.. وقد كانت المباراة عموما من أعقد المباريات احراجاً.
بعد هذا الهدف عاد دفاع اليمامة الى التماسك وعاد أفراده الى جمع صفوفهم من جديد وانتشروا في الملعب بحثا عن وسيلة يصلون من خلالها الى مرمى النصر الذي بدا حصينا بفعل المواجهة القاسية التي كان يتعامل بها أفراده مع أفراد هجوم اليمامة مما تحقق نتيجة له ضربة (بنالتي) لليمامة في الدقيقة الخامسة والثلاثين ويتصدى لها مبارك الناصر مسجلاً الهدف الرابع بكل هدوء.
وعادت بعد ذلك محاولات النصر لفرض التعادل وأضاع هجومهم فرصا محققة نتيجة للتسرع في التهديف أو الوقوع في المصيدة التي كثيراً ما وقع فيها محمد سعد صيداً سهلاً.. وهنا تأتي اللحظات الحاسمة من المباراة قبل نهايتها بدقيقتين استلم مبارك الناصر كرة جميلة من الراجح ويكسرها للصانع الجناح الشمالي الذي يتخطى أبوحيدر وناصر الجوهر ويسجل هدف اليمامة الخامس والأخير في مسلسل الثمانية أهداف.
|