في مثل هذا اليوم 22 مايو من عام 2000م، تمكن مقاتلو حزب الله من التقدم نحو منطقة الجنوب التي تحتلها إسرائيل، وتقسيمها إلى اثنتين، وأصبحوا على بُعد عدة أميال من خط الهدنة بين لبنان والكيان الصهيوني.
وقد تمكن مقاتلو حزب الله من الاستيلاء على عدة مواقع ونقاط حدودية التي كان جيش جنوب لبنان العميل لإسرائيل قد اندحر منها.
وقال تيمور جوجسيل المتحدث باسم الأمم المتحدة إنه تم فصل ما يسمى بالمنطقة الأمنية عند أضيق مواقعها مما أدى إلى عزل مقاتلي جيش جنوب لبنان عن خطوط الإمداد.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان ثلث المنطقة أصبح الآن خارج سيطرة إسرائيل وجيش جنوب لبنان.
وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك بإصدار أوامر لقواته بأن تستعد للانسحاب من جنوب لبنان مع بداية شهر يونيو - حزيران أي بعد ذلك الوقت بخمسة أسابيع.
وبعد زيارته لمدينة زاريت حذر باراك من أن الانتقام سيكون قاسيا إذا تم شن هجوم على الجنود الإسرائيليين أو المدنيين عند انسحاب القوات.
مشاهد مؤثرة
كانت المشاهد مؤثرة في جنوب لبنان في تلك الأيام حيث تدفق المواطنون اللبنانيون إلي القرى التي تم إخلاؤها من جنود جيش جنوب لبنان بعد 22 عاما. وقد تجمعت الأسر التي شُردت من قبل بسبب الاحتلال وكان بعضهم يتقابلون لأول مرة.
وفي يوم الاثنين قام مقاتلو حزب الله ومئات المقاتلين بدخول
( الحولة) وقرى أخرى مجاورة تقع على بعد 2 كيلومتر من شمال إسرائيل.
وقد استسلم العشرات من قوات جيش جنوب لبنان الذين كانوا يتحصنون ببعض المواقع في قرية ( الحولة) ومرجابا إلى مقاتلي حزب الله. وذكرت التقارير أن بعض أسر جنود الميليشيا تجمعوا عند الحدود الإسرائيلية مطالبين بحق اللجوء السياسي خوفا من إنزال العقوبة بهم بسبب تعاونهم مع إسرائيل.
وقد ألقى حزب الله القبض على بعض أعضاء الجيش المتعاونين مع إسرائيل عند وصولهم إلى هولا بعد فشلهم في الاستسلام.
وكان جنود جيش جنوب لبنان يقومون بالانسحاب من القرى قبيل انسحاب إسرائيل الكامل من جنوب لبنان. وقد اندفعت المقاومة اللبنانية جنوبا نحو الحدود الإسرائيلية لتملأ الفراغ الذي تركته القوات الإسرائيلية بانسحابها. وطبقا لما أذاعه التلفزيون الإسرائيلي؛ فإن القوات الجوية تقوم بتدمير الأسلحة التي خلفتها قوات جيش
|