عطفاً على ما تناوله قلم الكاتبة فاطمة العتيبي في زاويتها (نهارات أخرى) ليوم الأربعاء 16 ربيع الأول 1425هـ تحت عنوان (بانتظار خالد).. فإنه قد أخذتني الدهشة وتعجبت أشد العجب لما سطره قلمها، واحتار قلمي حيرة كبيرة.. ماذا عساه أن يعقب على مقالة الكاتبة التي أتمنى أن تُعيد النظر في بعض كتاباتها!!
* الدين الإسلامي في الوقت الراهن يواجه هجمة شرسة من أعدائنا، وتتركز هذه الهجمة علينا نحن السعوديين بالذات كون المملكة العربية السعودية محط أنظار العالم.. ويصفنا الأعداء بأننا إرهابيون بل وندعم الإرهاب - وما الإرهاب إلا صناعتهم وبضاعتهم -.
- نحن إرهابيون في نظرهم ما دام رجالنا وشبابنا (ملتحين) مقصرين ثيابهم (لا مسبلين)..
- نحن إرهابيون ما دام الرجال في معزل عن الاختلاط بالنسوة السافرات المتبرجات.
- نحن إرهابيون في نظرهم ما دامت مساجدنا عامرة بذكر الله وبالأذان الذي يغمر حياتنا بالطمأنينة والبهجة.
* فهل ينقصنا ما نحن فيه من جراح ومهانة حتى تزيدها الكاتبة تهكماً من خلال بطل قصتها؟ وتصويرها له بالإنسان الخَجِل من حالته الجديدة وهو (يضفي ثوبه القصير على قدميه)؟؟! ما عاد به من الحج من فكر صوّرته أنه انحراف فكري لابد أن يتعافى منه ليعود إليه توازنه مع الحياة؟؟!
* ألم تعلم الكاتبة أن الحج هو احد الأركان التي يقوم عليها هذا الدين.. هذا الركن الذي يجتمع فيه بنو البشر من كل حدب وصوب متجردين من متاع الدنيا لا للتخطيط والتدبير في أمورها؟ ألم تعلم أن غاية المسلم هي إكمال دينه بحج بيت الله الحرام طامعاً بعفو ربه ومغفرته رغم ما يواجهه من مشاق تهون أمام ناظريه عندما يرجو أنه سيعود من ذنوبه كما ولدته أمه.
فما الغريب في أن يعود الحاج بغير الحال التي ذهب بها؟ ولكن الغريب أن يعود لحاله السابقة وكأنه قد ذهب لنزهة.
* لقد ربطت في البداية بين عقلية بطل القصة وبداوته أو - قرويته - وما آلت إليه حاله بعد عودته من الحج من تدين مبالغ فيه - حسب قولها - وهي توحي بذلك انه نهج نهجاً دون علم أو رؤية صائبة ما جعله يتمسك بتوافه الأمور والتي جاءت على لسان الأب - وليس خالد: (منع التلفاز - مقاطعة الجيران والزملاء والاصدقاء - الامتناع عن الذهاب لسوق الجمعة.. الخ)؟!
* ألم يكن من الأجدر بالكاتبة أن تناقش قضية الحوار البنّاء بين الأبناء وآبائهم وكيفية احتوائهم والاستماع لهم ولهمومهم والتعرف على وجهات نظرهم؟؟ بدلاً من الشدة والضرب التي استعملها - والد خالد - ذلك الشاب الناضج المتزوج حديثاً، حتى يعيده إلى توازنه وعقله الذي فقده لدى ذهابه للحج؟؟؟؟؟ ومن أجل ماذا؟ من أجل الاختلاف في الفهم والحوار المنطقي مما جعل ذلك الشاب الملتزم بدينه يسقط مغشياً عليه نتيجة لصدمة نفسية جاءت أثر ضغط نفسي هائل (خلال أسبوعي الحج)؟!!.
* آن الأوان ان يزول الصمت وأن يتوقف كل من يتجرأ بالتهكم والسخرية فالدين الإسلامي الصحيح ليس انحرافاً فكرياً.. ولا تكفيراً أو تفجيراً.
بل يحيل حياة الإنسان من التعاسة والشقاء إلى حياة السعادة والهناء..
ويحيل الحياة من الخوف إلى الأمن النفسي والاجتماعي.
ومن اللهو والضياع إلى الجد والعمل للفوز بالدارين الدنيا والآخرة.
سلطانة الشمري / الجزيرة
|