Saturday 22nd May,200411559العددالسبت 3 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

تعقيبا على د. آل هميل تعقيبا على د. آل هميل
حديث عن الإرهاب وخطأ في خاتمة المقال

بتاريخ الثلاثاء 11 مايو 2004م العدد 11548، وفي زاويته المعروفة (في الصميم) كتب د. خالد آل هميل مقالا مطولا تحت عنوان (الإرهاب في المملكة.. ماذا يعني)؟
وقد استهل الهميل مقاله باستبعاده أن يتطرق إلى خيال عربي مسلم إن المملكة باسم الإسلام، تقوم بأعمال هي ضد الإسلام تتجسد في مناصرتها أعداء العروبة والإسلام.
ويمضي، لدحض تلك الفرية النكراء، مستعرضا تاريخ المملكة القائم على دعمها الدائم لقضايا الأمة العربية السياسية، ومحنها الاجتماعية، ومصاعبها الاقتصادية.. وأنها كم بذلت، وتبذل الجهود الجبارة في سبيل حلحلة المشكلات العربية- العربية، وإطفاء نيران الحرائق الأهلية.. وأن دورها إلى جانب الشقيقة سورية، في إنهاء حرب لبنان، الذي نهض شامخاً قويا في وجه الطغيان الصهيوني، وردّه على أعقابه مذءوما مدحورا، خير برهان على ذلك.
ثم عرج بنا إلى جهود المملكة المتواصلة في نبذ الخلافات بين دول المغرب العربي، وتوليها سنين عددا سيدة القضايا (المسألة الفلسطينية) واهتمامها الواسع بها مع دعمها ماديا وسياسيا.. ما جعلها - أي المملكة - في مواجهة مباشرة مع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة بكل صلفه وجبروته المتمثل في سعيه الحثيث لقلب معادلة قانون الحياة والأحياء.. ولم ينس (الهميل) المواقف السعودية النبيلة في مناصرة الدول الإسلامية، وقضايا الأقليات المسلمة، مما حرك الصهيونية العالمية، فأطلّت برأسها الشيطاني حملاتهم الإعلامية في محاولة مستميتة لتشويه سياسة المملكة الخارجية، وإضعاف دورها على المستويات كافة.وعن موقفها من الحرب الأمريكية البريطانية على العراق، أشار (الهميل) إلى الموقف الصارم للمملكة حيالها، ورفضها لأن تتخذ أراضيها قواعد تنطلق عبرها هجمات التحالف، فكان الثمن زخماً هائلاً من الأحابيل الإبليسية، وسيلا جارفا من الحفر والمكائد والدسائس، انتهى باستخدام العملاء من المغرر بهم في استهداف المنشآت الوطنية بعمليات إرهابية طالت أبناء الوطن، وتجاوزتهم إلى سائر العرب والمسلمين..، وكانت تلك العمليات بمثابة الضغوط العملية لجرجرة المملكة للتسليم بالمطامع الصهيونية في فلسطين المحتلة، ومصالح الدوائر الصهيونية في أمريكا وأوروبا، مشيرا إلى دور قادة الإرهاب في زعزعة أمن البلاد والعباد، واصفا إياهم ب(المخالب الأجنبية).
وختم د. الهميل مقاله بدعوة وجهها - في المضمون - إلى أصحاب القرار في الشأن العربي، يطالبهم فيها بمعالجة النقائص البادية بوضوح صريح في جسد الأمة المهترئ بفعل سياسات البطش والتنكيل التي يمارسها أزلام الأنظمة الفاسدة وزبانيتها، في حق شعوبهم المنكوبة بهم، وبغيرهم، علهم يسدُّون بذلك الذرائع على الأعداء، مع العمل الجاد المخلص على تحقيق الديمقراطية وإشاعة تكافؤ الفرص، وكفالة الحريات العامة، وحرية التعبير عن الذات.. ورأس ذلك كله وذروة سنامه، تعاضد الحاكم والمحكوم، وتوافر الثقة بينهم، سعياً لنسف المشاريع المعادية وقلعها من جذورها.
وهو يختتم حديثه بدعوة النخب، وقادة الدول العربية، إلى تحمل مسؤولياتهم إزاء التحديات الماثلة.. ويردف قائلا:
علينا تدبر قول الشاعر العربي المعروف، أبي فراس الحمداني عندما قال:
وتصغر في عين الكبير كبارها
وتكبر في عين الصغير صغارها
فلا تأتي الكبوة إلا في خاتمة المطاف، إذ أخطأ الكاتب في نص البيت، وفي نسبته إلى قائله الحقيقي، بيد أنه لم يشطط كثيرا، فصاحب البيت ذو صلة لا تخفى على ذي معرفة بأبي فراس، إنه أعدى أعدائه، الفارس المغوار أبو الطيب المتنبي..
وأما البيت فصحته مقروناً بالبيت الأول هي:


على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم

وكان عندها يمدح سيف الدولة ويذكره بناءه ثغر الحدث سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة هجرية، وأبياتها تقارب الخمسين، ومنها:


يكلف سيفُ الدولة الجيش همه
وقد عجزتْ عنه الجيوش الخضارم
ويطلب عند الناس ما عند نفسه
وذلك ما لا تدعيه الضراغم
يُفدّي أتمُّ الطير عمرا سلاحه
نسور الفلا أحداثها والقشاعم
وما ضرَّها خلقٌ بغير مخالب
وقد خلقت أسيافُه والقوائم
هل الحدث الحمراءُ تعرف لونها
وتعلم أي الساقيين الغمائم
سقتها الغمام الغُرُّ قبل نزوله
فلما دنا منها سقتها الجماجم
إلى أن يقول في (الروم):
وقد حاكموها والمنايا حواكم
فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
أتوك يجرون الحديد كأنما
سروا بجياد ما لهن قوائم
خميسٌ بشرق الأرض والغرب زحفُه
وفي أذن الجوزاء منه زمازم
تجمع فيه كل لسنٍ وأمةٍ
فما يفهم الحداث إلا التراجم
ويضيق المجال عن ذكر باقي رائعة المتنبي

عبدالوهاب طه / الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved