يكلف سيفُ الدولة الجيش همه
وقد عجزتْ عنه الجيوش الخضارم
ويطلب عند الناس ما عند نفسه
وذلك ما لا تدعيه الضراغم
يُفدّي أتمُّ الطير عمرا سلاحه
نسور الفلا أحداثها والقشاعم
وما ضرَّها خلقٌ بغير مخالب
وقد خلقت أسيافُه والقوائم
هل الحدث الحمراءُ تعرف لونها
وتعلم أي الساقيين الغمائم
سقتها الغمام الغُرُّ قبل نزوله
فلما دنا منها سقتها الجماجم
إلى أن يقول في (الروم):
وقد حاكموها والمنايا حواكم
فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
أتوك يجرون الحديد كأنما
سروا بجياد ما لهن قوائم
خميسٌ بشرق الأرض والغرب زحفُه
وفي أذن الجوزاء منه زمازم
تجمع فيه كل لسنٍ وأمةٍ
فما يفهم الحداث إلا التراجم
ويضيق المجال عن ذكر باقي رائعة المتنبي