يتوجه القادة العرب أو ممثلوهم إلى تونس لعقد القمة العربية التي أرجئت لبضعة أسابيع حتى يضمن المنظمون والمشاركون في القمة النجاح في تحقيق المأمول من عقد أهم لقاء عربي.
وزراء الخارجية العرب مهدوا للحد الأدنى لنجاح هذه القمة في اجتماعات مغلقة على مدار يومين في الأيام الماضية بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، وقد وضع الوزراء (مسوَّدة) البيان الختامي للقمة بكل تفاصيله والتي أحاطت بأهم المواضيع والقضايا التي طرحت في الأشهر الماضية والتي تهم الأمة العربية وخاصة موضوع الاصلاحات التي أصبحت مطلباً ملحاً، بادرت الكثير من الدول العربية إلى تنفيذه، واتخاذ القمة العربية بنداً يشرع لهذا الأمر الهام يعطي حافزاً إضافياً للعرب كافة لدفع عجلة الإصلاح والتحديث وبالتالي فإن إعلان مبادئ حول الإصلاحات وفق صيغة تحيط بكل الآراء والاجتهادات النابعة من الداخل العربي يعطي المشروعية والدافع للسير قدماً في تطبيق آليات الإصلاحات التي مضى العديد من الدول العربية ومنها المملكة قدماً في تنفيذها.
إذاً .. فالتطور والتحديث والإصلاح ضمن صيغ الخصوصية العربية النابعة من التزامها بالقيم الإسلامية والأخلاقية العربية يرسي مبادئ الحكم الرشيد، والشفافية وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار السياسي من خلال مجالس الشورى والنواب ومنظمات المجتمع المدني، يعد تطوراً ومواكبة لمتغيرات العصر التي لا يمكن للدول العربية أن تعزل نفسها عنها مع أهمية أن يعالج القادة العرب الظواهر السلبية التي أحدثتها هذه المتغيرات على العالم عامة والعرب خاصة.
ومن أهم هذه الظواهر وأكثرها ضرراً تفشي الأعمال الإرهابية التي أصبحت إحدى سمات العصر المضرة مما يستدعي التصدي لهذه الظاهرة وعدم حصرها في اتباع دين محدد أوقومية معينة كما تحاول بعض الجهات الأجنبية إلصاقها تحديداً بالمسلمين والعرب.
كل هذه المهام والتفاعل مع المتغيرات والمواكبة لجهود التحديث والتطوير التي تسعى إليها جميع شعوب العالم تتطلب من القادة العرب وممثليهم الذين يبدأون قمتهم في تونس التزام الواقعية، والمعالجة الواعية لهذه القضايا الهامة ، والتخلي عن مظاهر الذاتية والقطرية والانصياع للاملاءات الخارجية، فالسفينة العربية تواجه في هذا العصرأعاصيرعاتية تتطلب قيادة واعية ، حكيمة، حريصة؛ حتى يتحاشى العرب جميعاً الغرق في البحر كما يسعى إليه أعداؤهم .
|