لعل ما ألقيت به عبر هذه الزاوية في أربع حلقات هي نماذج لما أرى وأتصور، وأن هذا العمل في سياقاته نحو السعودة، سيأخذ من وزارة العمل جهداً ووقتاً ودراسات، وهي قادرة إن شاء الله على الإصلاح وتحقيق الأحلام والطموحات، من أجل الوصول إلى المبتغى.
* ولعل من الخطوات الأولى الإيجابية، إيقاف الاستقدام في صوره المختلفة، ولا يسمح به إلا في الحالات الضرورية، وفي تخصصات محددة مقيدة.
- (لم) العمالة المبعثرة في الأسواق والشوارع، بعد الرجوع إلى سجلات وزارة العمل عبر الحاسب الآلي، واستدعاء كفلاء الألوف المؤلفة من العمالة الذين يتاجرون بها، ومعرفة أماكن أعمالهم حصراً، والمشروعات التي عند المستقدمين، وللوزارة الحق في الوقوف عليها، وحين لا تجد ما يستوعب الأعداد المهولة، يكلف كل كفيل بتسفير من لا عمل له وأنا أدرك أنهم سائبون في الشوارع والأزقة، يعملون أي عمل، ويدفعون الاتوات إلى المتاجر بهم، عبر سنوات طوال.
* وتقوم حملة وزارة العمل أعانها الله على الورش والحوانيت التي تغص بالأجانب في استغلال مقيت، على حساب المواطن الذي قدر عليه رزقه، ولم يتح له أن يعمل ليعيش في وطنه، لأن المنافسة الشرسة والتستر والإفساد، أغلقت في وجهه سبل العيش والحياة الكريمة، وسيحمد الدكتور غازي القصيبي عند الصباح السري، حين يمضي في هذه الخطوات التصحيحية التي لابد منها.
* وحين تركز مكاتب وزارة العمل في البلاد على الغربلة، فسوف تتقلص ملايين العمالة التي لسنا في حاجة إليها، وسيجد السعودي فرصه المتاحة ليعمل، بعيداً عن المزاحمة الأجنبية بعد إعداده وتدريبه على العمل، ورفع مستوى كفاءته وإعداده كما ينبغي، ليحل محل الأجنبي.. وستقل المشاكل التي لا حصر لها في البلاد من هؤلاء الطلقاء، الذين يسرحون ويمرحون في البلاد، بلا قيد ولا رادع، وبالتالي الذين لا حاجة إليهم، إنما هم أعباء على الوطن والمواطن، وإفراز سلبياتهم تضر بنا، ولسنا في حاجة إلى الكثرة منهم، غير أن الأمور كما يقال مرهونة بأوقاتها.
* وتبقى كلمة عن سائقي سيارات الأجرة التي زادت بكثير عن الاحتياج، لأنه لم يكن لها ضابط دقيق، وإنما السماح تجاوز الاحتياج لأنه غير مقنن..! المواطن ينبغي أن يكون ملتزماً حين يعمل في سيارات الأجرة، وأنا أعني الشبان غير الملتزمين، لأن أسرنا تخشى من الركوب مع السعودي الشاب، أما الأجنبي فإنه يخاف العواقب، ولعل من الحذر عدم الترخيص للشبان بقيادة سيارات الأجرة إلا في سن التعقل، ومن ذوي السلوك الحسن الملتزم.. والعمل والحياة كلها أمانات، ونحن جديرون بالالتزام وأدب التعامل الكريم، وكل فرد في عمله أمين مع الولد والأخ والأم والأخت والعمة والخالة إلخ.. والإسلام سلوك قبل أن يكون عبادات، لأنه منهج حياة كريمة، وسلوك مثالي يحسب لصاحبه المستقيم، كما أن الانحراف يحسب عليه!
|