* يختصر (شعبان عبدالرحيم) كل أحداث الزمن المحيق بنا.. عبر سخرياته التي تضحك وتضحك الدنيا عليك..
لم يعلق بالذاكرة من آخر إبداعاته (الإيهاهاتية) إلاّ (ما كانش حتة برج) يسخر فيها من واقعنا العربي والإسلامي مع أمريكا..
فسقوط برجي التجارة كان الشماعة الجاهزة لغزونا وتفتيت كل بقايا قضايانا في فلسطين والعراق وقبلها أفغانستان.. ( والزمن بأحداثه) الذي شاء الله لنا وقدر أن نكون من أجياله التي لم تذق طعماً سائغاً لانتصارات عظيمة.. بل قدر الله وشاء أن نكون في أضعف حقبة ممكن أن تمر على أمة من الأمم..
تسرب بريق أعيننا.. ولم تعد تنفع كل (ماسكرات) العالم أن تضفي بريقاً عذباً لأعين امرأة عربية..
الانكسار أفسد عذوبة الحياة..
والزيف الذي يحاصر أحلامنا قتل فينا الرغبة في المقاومة..
سجن أبوغريب.. أو رفح.. أو فضائح الأمريكان في شبرقان في أفغانستان..
تساقط شعارات الحرية وحقوق الإنسان ومعاهدات التعامل مع أسرى الحرب.
ويبقى العالم متهالكاً حولك..
** يستطيع وحده (شعبان عبدالرحيم) أن ينثر الملح على جراحك.. ويجعلك تبتسم من الألم..
** (ما كانش حتة برج)
صحيح والله.. ما كانش حتة برج حتى تفعل أمريكا كل ما فعلت.
** بيوت الفلسطينيين المهدمة..
والجثث المتراصة في رفح..
والعراقيون الذين يزفون إلى الموت في حفلة عرس..
وسادية الأمريكيات وأمراضهن النفسية والجنسية التي ينفسنها في سجون العراق..
كل هذا لا يساوي شيئاً أمام (حتة برج) لسنا الذين أسقطناه.. ولسنا مسئولين عن مرتكبيه..ولم تكن صفحة أمريكا بيضاء قبله.. حتى لا تتوقعه.. لكنها الآن وصفحتها أكثر سواداً.. بعد فضائحها وانتهاكاتها في العراق وأفغانستان وصمتها وتواطئها مع جرائم شارون في فلسطين..
ما الذي تتوقعه..
هل تتوقع أن نكتب للبيت الأبيض.. رسائل حب.. وأن نعلم أطفالنا كيف يكتبون اسم أمريكا في كراساتهم محاطاً بدوائر خضراء تتطاير حولها حمائم السلام..
ماذا ستعلم أمريكا أطفال العالم.. دعك من مناهجهم ومن معلميهم ومن مناشطهم ومن كتابهم..
أمريكا نفسها ماذا ستعلم أطفال العالم.. بكل تاريخها الحديث هل ستعلمهم كيف يحبونها.. كيف ينظرون لها على أنها رمز للحرية.
** هل بإمكان أي أمريكي أن يقول غير إننا نعلمهم الكراهية ليس غير!!
|