Saturday 22nd May,200411559العددالسبت 3 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
لم يُعد هناك قلق من الامتحانات
عبد الرحمن بن سعد السماري

أيام.. وندخل في موسم جديد يهمنا ويهم كل أبنائنا بدون استثناء.. إنه موسم الحصاد السنوي.. موسم الامتحانات..
** والامتحانات.. كانت إلى ما قبل سنوات ليست بعيدة.. شبحاً مرعباً مخيفاً.. يصاب فيه بعض الطلاب بمشاكل وأزمات نفسية.. بعضها حاد للغاية.. ربما تجعله يترك الامتحان في منتصفه وهو متفوق.
** كان المجتمع والمدرسة والأسرة تشحن الطالب شحناً عنيفاً.. وكأنه سيدخل حرباً نووية سيموت فيها كل المقاتلين.
** كان الشبح المرعب للامتحان.. يلاحق المتفوق والمتوسط والكسول وكل من يستعد للامتحان.
** كان الآباء والأمهات والإخوان وكل أهل البيت.. في حالة استنفار.. ويعايشون أزمة.. وكأن مرضاً مزمناً أو قاتلاً.. حلَّ بهم.. وسيأخذهم واحداً واحداً..
** الكل متوتر.. والكل يعيش أجواء مرعبة.. والكل.. اختصم مع السكون والراحة.. حتى طعم الأكل والشرب.. اختلف.. تجد كل واحد من الناس قد (اصْفَرّ) وجهه.. وأصبح شاحباً مهموماً مغموماً.. وتجد الناس قد اختلف برنامجهم وجدولهم اليومي.. إذ الناس في السابق لا تعرف السهر.. لكنها في أيام الامتحانات.. تسهر كل الليل.. وكأنها حال اليوم.. عندما انتشرت الفضائيات والملهيات وأدوات السهر المختلفة.
** نادراً ما ينتهي الامتحان في السابق دون أن يسقط طالب أو أكثر في المدرسة في حالة انهيار أو إغماء لأي سبب كان.
** كان مدير المدرسة والمدرسون وكل العاملين في المدرسة.. في حالة توتر شديد.. وحالة حزم وشدة..
** تجد وجوههم مكتئبة تبدو عليهم علامات الحماس.. بل الغلظة والشدة..
** لا يبتسمون أبداً.. وكأنهم في حالة عزاء.. ولو ابتسم أحدهم.. لاستخفُّوا عقله..
** المجتمع كله في أيام الامتحانات.. كان يعيش حالة مضطربة.. كل شيء فيه يتغيَّر..
** المساجد كانت تمتلئ (بالمذاكرين).
** والشوارع والميادين والحدائق وكل مكان فيه لمبة أو مكيف أو مروحة أو ظلال.. حتى البراري كان ينتشر فيها المذاكرون.
** تشاهد الكثير من الناس وقد هجروا بيوتهم.. وفي يد كل واحد منهم.. كتاب.. حتى أمام البيوت.. يجلسون ويفترشون (سجاجيد) صغيرة ويذاكرون في الشارع.
** الأمور كلها مضطربة.. وفي حالة استنفار و(ثلاجات) الشاي والقهوة تغدو وتروح.. والطلاب يتحاورون ويتناقشون ويتنافسون.
** الوضع ليس عادياً أبداً.. إنه حالة حرب.. وليست حرباً عادية.. بل حرب مدمرة.
** واليوم.. الوضع.. اختلف..
** الطلاب أيام الامتحانات.. يفحطون ويملأون المقاهي والشوارع.. ويتسكعون في الأسواق و(يغازلون) راجلين وبالجوال.. وسهرهم.. ليس كله للمذاكرة.. بل ثلاثة أرباعه للمحطات الفضائية والإنترنت والبلوت والضحك.
** لا تجد حالة الاستنفار.. وحالة الطوارئ والخوف والقلق والضيق والكدر والنَّكد أبداً..
** الكل.. (مبسوط) للغاية.. ولكن.. هل السبب في هذا التَّّبدل.. هو مجرد تبدل الأنظمة واللوائح التعليمية فقط؟
** هل السبب.. هو مجرد تبسيط إجراءات الامتحانات وتهوينها؟
** هل السبب.. هو ذلك التَّحول الكبير في أنظمة الامتحانات؟
** أم أن هناك اسباباً أخرى.. مثل.. رغد العيش.. وتدليل الأبناء.. وعدم وجود مقعد في الجامعة.. وعدم وجود وظيفة.. وعدم وجود.. دافع للدراسة والنجاح؟
** هل هناك أسباب.. غير التَّبدل في أنظمة الامتحانات؟
** نعم.. هناك أكثر من سبب... والتربويون هم خير من يعددها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved