Friday 21st May,200411558العددالجمعة 2 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

8-8-1391هـ الموافق 28-9-1971م العدد 362 8-8-1391هـ الموافق 28-9-1971م العدد 362
كلمة الجزيرة
جلالة الفيصل.. واجهة للآمال العربية

ما ان تقرر سفر صاحب الجلالة الملك فيصل المعظم إلى لبنان في زيارة رسمية إلا وتسابقت الصحف والمحافل الثقافية والسياسية العربية إلى ترديد النبأ استبشاراً بمقدمه الكريم معلقين الآمل بعد الله على جلالته في معالجة الكثير مما استعصى من المشكلات الراهنة, لأن جلالة الفيصل حفظه الله لم يعد مكرساً كل جهده وطاقاته لقضايا التنمية والتطوير في بلده فقط بل أصبح - بما وهبه الله من حب لقومه كافة - مستقطباً في مواجهته للقضايا العربية عامة.ولما يحيط بلبنان الشقيق من أحداث أهمها قضية المصير العربي تجاه الطغيان الصهيوني العنيد فإن لبنان واللبنانيين يرون في جلالته - وكما عبر زعماؤهم السياسيون ورجال الفكر والدين - واجهة للآمال العربية.
بهذا التعبير الصائب الصادق تكرر القول عن زيارة الفيصل وازدهرت الآمال في ايجاد الحلول لما يواجه عروبتنا من مصائب ولما تتعرض له مطامحهم في السلم والامن مع العزيمة في استرداد الكرامة المهدورة, كل هذه الآمال والأماني معلق تحقيقها وازدهارها في النفوس على الله ثم في تقلد جلالته لزمام الأمور, فقد تجسدت آمال العرب في محياه المشرق كما كان لوالده العظيم نفس الدور عندما طرحوا أمام جلالة الملك عبدالعزيز قضية فلسطين عند أول طعنة وجهها الاستعمار الصهيوني في قلب الامة العربية فابتكر عبدالعزيز الحل الأمثل لاجتثاث المرض قبل استفحاله غير أن كلمة العرب تفرقت وحادوا عن انفاذ مشروعه لمواجهة التجني الصهيوني, وكان أن استفحل الشر وحلت الندامة بسبب تفرق الكلمة. واليوم وكل عربي في لبنان وغير لبنان يطمعون أن يصار إلى تقليد الفيصل أمور الحل سلماً أو حرباً فهو قادر إن شاء الله على تحقيق أماني الأمة العربية والتجاوب مع مفاهيم العقل والحكمة كرجل عاصر احداث المنطقة وقارع بالحجة والمنطق الواعي بهارج المخادعين والمضللين, لن يفوت على الفيصل أبداً أن يقتنص الوقت المناسب ويبتكر الحلول الصائبة.
وإذا كان لبنان بطوائفه وأحزانه اليوم يستقبلون جلالة الفيصل بافعام شديد وحب لاهف فما ذلك إلا لأن وعيهم المدرك ونضجهم العالي قد استشف الكثير من مدارك الفيصل وأبعاد فهمه السياسي مما يؤهله بجدارة لمواجهة ما تعانيه المنطقة من تضارب فكري وازدواجية في المفاهيم السياسية العربية. ونحن من هذه الجزيرة التي هي مصنع الابطال ومنصهر الافكار السليمة نشارك اخواننا في لبنان فرحتهم ونحن أيضاً فخورون بتأييدهم واستقبالهم لمليكنا بهذه الحرارة كزعيم عربي مسلم تتجسم فيه الآمال العريضة والمطامح الكبرى والله في عونه وناصره.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved