في مثل هذا اليوم 21 مايو من عام 1988م، وفي محاولة لتعزيز سلطته وتخفيف حدة التوترات السياسية والعرقية في جمهوريتي أرمينيا وأذربيجان السوفيتيتين، أقدم الرئيس السوفييتي ميخائيل جورباتشوف على إقالة زعيمي الحزب الشيوعي في هاتين الجمهوريتين.
فمنذ اعتلائه السلطة في عام 1985، واجه جورباتشوف مشاكل عديدة أثناء محاولاته لتحقيق الإصلاح الداخلي بالاتحاد السوفييتي.
وكانت أهم هذه المشاكل هي المعارضة التي واجهها من العديد من المسئولين المحافظين الروس الذين اعتقدوا أن إصلاحات جورباتشوف الاقتصادية والسياسية قد تهدد وضع الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي، وكان من بين هؤلاء المسؤولين كارين ديمرشيان وكيامران باجيروف زعيمي الحزب الشيوعي في كل من أرمينيا وأذربيجان.
وكان جورباتشوف قد أعرب عن يأسه من تحقيق أي إصلاح اقتصادي بهاتين الجمهوريتين.
أما المشكلة الثانية التي واجهها جورباتشوف فقد كانت التيار القوي من الخلافات العرقية في العديد من الجمهوريات الروسية.
وفي جمهوريتي أرمينيا وأذربيجان، تخطت الخلافات العرقية حدود الجمهوريتين وتبادلت كل منهما الاتهامات حول سوء المعاملة على يد الأخرى. ولم يظهر أي من ديمرشيان أو باجيروف القدر على التعامل مع الموقف، فقرر جورباتشوف أن يضرب عصفورين بحجر واحد.
وفي 21 من مايو، أعلن جورباتشوف عن إقالتهما من منصبيهما (لأسباب صحية)، وتم استبدالهما على الفور برجال من اختارهم جورباتشوف بنفسه. ولكن لم يكن هذا الإجراء سوى حل مؤقت للأزمة.
وخلال السنوات الثلاث التالية، لم يتمكن الإصلاح البطيء بالاتحاد السوفييتي من إنقاذ الاقتصاد المنهار والنظام السياسي بشقاقاته المتزايدة.
وواصلت التوترات العرقية نموها في أرمينيا وأذربيجان والعديد من الجمهوريات السوفييتية الأخرى والتي تسببت في بعض الأحيان في انفجار أعمال العنف. وفي عام 1991، أصبح انهيار الاتحاد السوفييتي وشيكاً. وفي ديسمبر، استقال جورباتشوف من منصبه كرئيس للاتحاد السوفييتي الذي لم يلبث أن اختفى من الوجود كدولة.
|