في رد لها على ما سبق وكتبته في عدد الجزيرة (11540)، بعنوان (اندفاع غير مبرر) وذلك حول مستشفى الولادة والأطفال ببريدة، كتبت القارئة فاطمة التويجري مشاركتها التي جاءت تحت عنوان (إني أعني ما أقول) وذلك في عدد الجزيرة (11548) وللحق فما كنت أرغب أن يتجاوز هذا الموضوع أكثر مما كتبت فيه سابقا والذي أعده من وجهة نظري كافيا ووافيا تجاه هذه الإشكالية لولا أنني لمست من قبل القارئة المذكورة اندفاعا لا يقل عن سابقه وتبريرا تحاول من خلاله فرضه بمنطق (العافية)، وهذا أمر ليس منطقيا، حتى يكاد يخيل للبعض أن الأخت فاطمة ما هي إلا أحد كوادر المستشفى المعني بالنقد عندما يلاحظون طريقة الدفاع التي تحاول بها أن تفرض رأيها. على كل حال لن نجعل هذه القارئة تكون بمنطقها هذا منصب اهتمامنا ولن نجعل كلماتها تحول دون أن نقرب (مجهر النقد) من المستشفى المعني بالأمر والذي قد يلتبس فيه الأمر على القلة ممن لم يقفوا على الواقع في تقديرهم للوضع بفعل بعض الآراء المجاملة، فهذا المستشفى لمن لزمهم الأمر بالدخول إليه قل أن تلمس لديهم علامات الرضى من الطريقة التي يدار بها هذا المستشفى بفعل الكثير من التجاوزات التي تزيد المرضى من النساء والأطفال مرضاً على مرضهم بفعل الإهمال واللامبالاة التي يحق لنا أن نسميها ماركة مسجلة في واقع هذا المستشفى فيكفي أن تراجعه ولو لمرة واحدة أو أن تستمع لمعاناة من يراجعونه لتعرف بأن الأمر يحتاج إلى مزيد من الجهد في تسيير دفته بالوضع الذي تمثله أهميته، وأنا هنا لا أريد أن يكون الحكم على وضعه انسياقا وراء بعض الآراء المتعاطفة كما أشرت سابقا ولكن نريد من المسؤولين وعلى رأسهم وزير الصحة- الذي لا زلنا نؤكد بأنه هو الرجل المناسب في المكان المناسب- تقصي الأمر كما عهدنا منه ذلك بمختلف قطاعات الصحة في المملكة، وليكن ذلك بالاستماع لمعاناة المراجعين والتي قد يتحجج البعض بأن الأخطاء وبعض التجاوزات التي تحدث تأتي بفعل كثرة المراجعين، وهذا أمر قد نقر به لو كان ما يحدث من أخطاء وتجاوزات بأشكال نسبية ولكن عندما يطفح الكيل فلا نملك إلا أن نطالب بالتصحيح، ولتبدأ هذه الخطوات بمعاقبة المقصرين وكشف حقائق من يحاولون تغطية التجاوزات والسلبيات بالمجاملات لأغراض شخصية ومصالح ذاتية، عموما أرجو أن أكون قد أوصلت ما أردت إيضاحه لمن يهمه الأمر، وفي الأخير أرجو من القارئة العزيزة أن تتريث قليلا وتكون قريبة من الواقع وتستمع لمعاناة المراجعين حتى يكون حكمها مأخوذا به وأن لا تكون آراؤها أحادية الجانب ومفتقرة لحقيقة الواقع (فشمس الحقيقة لا يمكن أن تحجب بغربال)!!
محمد بن سند الفهيدي
بريدة ص.ب: 4521
|