إن بات جفني لا يراوده الكرى
والقلب فيه من الأسى آلامُ
أو بات دمعي في المحاجر جمرة
أعليَّ يا أهل العقول ملامُ
لا أشتكي سقماً وما بي علة
إني حزين راعه الإسلامُ
يشكو المرارة من غلاة أو غلوا
سلكوا طريقاً كله إجرامُ
فاستبشرت أعداؤه بفعالهم
وتفننت في قدحه الأقلامُ
وهو الذي قد جاء بشرى بالهدى
للعالمين سكينة وسلامُ
دكت حصون الظلم تحت حرابه
وهو الذي عزَّت به أقوامُ
سخطاً لكم يا عابثين بأمننا
سحقاً لكم يا أيها الأقزامُ
نصبت شراك مكيدة فوقعتم
فيها وزلت منكم الأقدامُ
كفرتمونا دون أدنى حجة
والدين فينا شاهد ويقامُ
ضاعت بصائركم وإن عقولكم
قد مسها يا مرجفون سقامُ
ألبستم الإسلام ثوب تطرف
وبفعلكم ترمى عليه سهامُ
من صنع أيديكم فتبًّا ما لكم
حتى علينا أصدرت أحكامُ
سفكت دماء المسلمين بشرعكم
ما عاد قتل المسلمين حرامُ
أشلاؤنا قد مزقت وبقسوة
أبناؤنا من فعلكم أيتامُ
تبغونها عوجاً بغير محجة
من جهلكم غرتكم الأحلامُ
أو ترهبون الناس حتى يؤمنوا
والدين لا كره ولا إرغامُ
ما هكذا ندعو إلى إسلامنا
إن تسألوا تخبركم الأيامُ
بالقدوة الحسنى شعوب آمنت
في كل أرض سجد وقيامُ
فلتتقوا الله العظيم بديننا
فنبينا للمتقين إمامُ
ما كان فظًّا أو غليظاً إنما
بحر من الحب العظيم يرامُ