الحياة مليئة بما يكدر صفوها ، وها هي تسير بمفاجآتها السارة والأخرى المخيفة . وما الموت إلا سنة من سننها الدارجة ، وهذه المرة اختار زميلنا العزيز سعود بن حمود الحيسوني - رحمه الله - فهو لا ينتقي إلا المميزين في هذه الحياة لجوار رب العالمين.
رحمك الله يا أبا بندر ، فأنت نعم الزميل الذي عايشناه سنين طويلة فلم نجد منه إلا الأخلاق الفاضلة والتسامح الأجمل والعبارات المهذبة.. رحم الله تلك الأخلاق النبيلة.. والخصال الحميدة.. فقد خلفتها لنا ذكرى ونبراساً يقتدى به.
يا أبا بندر.. أنت لم تمت ، فذكرك العطر وسيترك الطيبة تملأ أرجاء المكان ، وسيحدثنا بها الزمان ليشهد بان الذي رحل ورث الذكر الطيب والسيرة الحميدة.
اسأل كل مراجع مخلص وحدِّث عبر أثير الشبكة كل مشترك واسأل كل ممرات مبنانا علها تحدثك عن أبي بندر.
يا أبا بندر كلماتنا تزاحمت في طابورها ، وأفكارنا تبعثرت في كمينها ؛ فعجزنا عن مواصلة الحديث ، وإنما هي عبارات وعبرات خرجت رغماً عنا ؛ لتسطر شيئاً من حياة عشناها سوياً وكأننا أسرة واحدة.
إننا نرى عبرات الحزن تملأ جنبات المكان ، ونرى هنا مكتباً يعتصره الألم ، ونرى هنا قلماً يسكب عبرات الحزن وهو يسجل مرثية يحتفظ بها الزمن.
إليك يا بندر واخوتك نوجه آخر كلماتنا فاسمع منا يا عزيزنا ، هذه هي مسيرة الحياة ، فارجع للتاريخ واقرأ وانظر يمنة ويسرة ، فلكل اجل كتاب ولكل أمر نهاية ، رحل الكثير في هذه الحياة وسيرحل البقية رغم أنوفهم ، ولكن السعيد من خلّف السيرة العطرة وذكره الجميع بخير..
رحم الله أباكم وأسكنه فسيح جناته..
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
|