الحمد لله الذي له ما أعطى، وله ما أخذ، وكل شيء عنده بمقدار، والصلاة والسلام على إمام الصابرين المحتسبين في هذه الدار.
لا شك، أيها الأحبة، أن من أعظم ما يمكن أن يُبتلى به المرء في هذه الدنيا هو فقد أحد والديه أو كليهما، ورغم أن مصيبة أسرتنا بفقد والدنا عبدالحميد إبراهيم طحلاوي، رحمه الله رحمة واسعة، مساء يوم الجمعة الخامس والعشرين من ربيع الأول عام 1425هـ الموافق الرابع عشر من مايو (آيار) عام 2004م ، كانت بالتأكيد، مصيبة أليمة ومحزنة ، إلا أن إيماننا بقضاء الله وقدره وحكمته جل وعلا، في حسن تدبيره، ثم ما رأيناه من التفاف الأهل والأحباب، جزاهم الله خيراً، حولنا ومشاركتهم الصادقة لنا في مصابنا، لا شك قد خفف عنا وقع ما ألم بنا، وأذهب عنا كثيراً مما وجدنا من الحزن والأسى لفقد هذا العزيز الغالي، وأشعرنا بكثيرٍ من الرضا والطمأنينة ونحن نرى هذه الجموع الغفيرة نسأل الله لفقيدنا، بصدقٍ وحرارة المغفرة والرحمة.
لهذا فإنني ، نيابة عن والدتي، أمد الله في عمرها، وإخوتي وأخواتي، وأصهارنا وأحفاد الفقيد، وأصالة عن نفسي أزجي خالص الشكر وصادقه، وعميق التقدير والامتنان إلى كل من شرفونا وأسعدونا وخففوا من مصابنا بمواساتنا في وفاة الفقيد، يرحمه الله، سواء بحضور صلاة الجنازة عليه، وبالصلاة عليه في المقبرة والمشاركة في دفنه، وبالحضور إلى منزله لتقديم العزاء ، وبالاتصال بالهاتف أو الفاكس، وبالتعزية عبر الصحف، رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً، لا نستثني منهم أحداً، كما نقدّر لمن حالت الظروف دون مشاركتهم الفعلية معنا، نبل وصدق مشاعرهم التي نحن متأكدون منها، ونعزيهم كما نعزي أنفسنا في فقده رحمه الله.
والشكر والتقدير في هذا ، وهما جهد المقلّ، موجهان إلى الجميع من أصحاب السمو الملكي وأصحاب السمو الأمراء، وأصحاب المعالي والسعادة، والأهل والأقارب والأصهار والإخوة والأصدقاء، والزملاء والأحبة، من داخل المملكة وخارجها.
ومع اعترافي بتقصيري وعجزي عن أن أجد ما يكافئ صنيعهم الكريم معنا، فإنني أرجو منهم أن يقبلوا مني قولي لهم جميعاً، جزاكم الله خير الجزاءوفاق ما أسديتموه من معروف وما أظهرتموه من وفاء، ولا أراكم الله مكروهاً في عزيز عليكم، وأقر أعينكم وأسعد قلوبكم ، على الدوام بوجود من تحبون بينكم وحولكم.
وإنني لأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ علينا هذه الأخلاق والوشائج الطيبة التي رأيناها من الناس حولنا إثر وفاة والدنا، رحمه الله، وأن يجمعنا دائماً على الخير والهدى والسعادة والرضا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.
|