ماذا لو فكَّّر كلُّ امرئ في إقامة حوار سرِّي بينه وبين ذاته، محوره: كيف أكون في هذا الكون الكبير؟ في خضمِّ ما يحدث في هذا الكون الكبير؟!
ترى: هل سيذهب به التَّفكير إلى تقصِّي جذوره العرْ قيَّة؟
وربط اسمه بسلالة بشريَّة؟... ويُخْرج (لبَّ) السُّؤال في إجابة تتعلَّق (بمن أكون) لا (بكيف أكون)؟...
إنَّ الإجابة عن كيف بالغة الحدَّة في الواقع، سافرة المواجهة، قاسية على صاحبها...
لكنَّ الإنسان غالباً ما يهرب عن حقائقه، فيلبِّس ذاته بأردية غير التي تناسبها، يخفي عيوبه، ويكتم نواقصه، ويستر عجزه، ويلوِّن الحقيقة بأشكال عديدة من الإجابات.
يضع نفسه في مواقف: (الغِنى) في كلِّ شيء...، والغِنى ليس في المال وحده.
فلا أحد يرى نفسه إلاَّ صادقاً، أميناً، باذلاً، مكافحاً، مخلصاً، طيِّباً، كريماً، موهوباً، متميِّزاً، أفضل، وأحسن، وأنجح، و.... جميع أفْعُل التَّفضيل يقدِّمها أمام صفاته وحسناته، فهو أكثر في كلِّ شيء، وعند كلِّ موقف في الجانب الإيجابي للأكثريَّة... فهو الأفهم والأكثر إدراكاً، وهو الأعلم، والأكثر حكمةً.... وهو... وهو...
بينما في لحظة تفكير، في حوار سرِّي لا يكون فيه المرء مع نفسه (الكاذب المصدِّق كذبه)... ربَّما يتحقَّق له بأمانة ووضوح معرفة كيف يكون في هذا الكون الكبير في مكاشفة صريحة ومن ثمَّ يعمل على إجادة دوره نحو إيجاد إجابة مثالية (لمن) يكون في مواجهة سرِّية أخرى.
تُرى ما الذي ستكون إجابته عليه من الأمانة حين يواجه حقيقة موقفه - على الأقل - ممَّا يحدث للمسلمين المشرَّدين فوق الأرض ؟!
|