* الدمام - خالد المرشود:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية مساء امس الأول حفل جائزة سموه للتفوق العلمي السادس عشر بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب والمتحدث للجائزة لهذا العام وذلك في قاعة الاحتفالات الكبرى بمقر إمارة المنطقة الشرقية. وقد بدىء الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم ألقى رئيس لجنة الجائزة الدكتور سعيد عطية أبو عالي كلمة قال فيها: إننا نكرم هذا المساء تسعة وستين طالباً تفوقوا على أقرانهم من الجامعات والكليات والمعاهد وفي جمعية تحفيظ القرآن الكريم ومدارس التعليم ومدارس محو الأمية.
وأوضح أن جائزة التفوق حالفها التوفيق من الله فحققت هدفها السامي ..وشكر الدكتور أبو عالي في ختام كلمته جميع المساهمين في تنظيم هذا الحفل من إدارات التربية والتعليم وإمارة المنطقة وجميع الجهات الحكومية. بعد ذلك القيت كلمة الطلاب المتفوقين قالوا فيها: إننا نتسلم اليوم أغلى الجوائز.. فشكراً لسمو أمير المنطقة الشرقية صاحب الجائزة على ما يقدمه من دعم ومؤازرة ومساندة للعلم والمتعلمين في هذه المنطقة الغالية علينا.
وأوضحوا أن هذه الجائزة أشعلت في نفوسنا روح التنافس لنيل أعلى الدرجات كما أنها تشحذ الهمم لتنير العقول فتصبح بعون الله قادرة على اتخاذ القرار والتفريق بين الحاقد والمصلح والخائن والأمين وهنا تكمن أهمية هذه الجائزة وعظيم دورها في بناء جيل يسعى للعلم ويعشق العمل ويجاهد الضلال ويقاتل الانحلال بكل أنواعه الفكري والعقدي والأخلاقي.
ثم القى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز المتحدث الضيف للجائزة كلمة قال فيها: انه لشرف لي شخصيا أن أكون بينكم اليوم في هذا المهرجان الذي يأتي تتويجاً لتظافر مجموعة من الجهود المخلصة وثمرة لنبتة طيبة زرعها ورعاها وتابع نموها اخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية لتكون شجرة مثمرة ودعامة لصرح التعليم في المملكة الذي بناه مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ايده الله.. صاحب أول الجهود المخلصة لتشجيع المتفوقين من ابنائه الطلاب حين كان اول وزير للمعارف في المملكة.
وأردف سموه قائلاً كما تأتي هذه الجائزة امتداداً لسعي حكومة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها مولاي خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في تقدم ورقي مواطنيها ايماناً منها بأن المواطن السعودي هو غاية التنمية ووسيلتها وهو الثروة الحقيقية للوطن.
وقال سموه إنني تحدثت مع أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية قبل أكثر من تسعة عشر عاماً عندما كانت هذه الجائزة مجرد فكرة في ذهن سموه... في ذلك الحين أيقنت وقلت لسموه ان هذه الفكرة سيبارك الله فيها لأن الهدف النبيل من انشائها كان جلياً وواضحاً.. وها نحن اليوم نعيش هذه الجائزة وهي تحتل مكانة كبيرة في قلوب المواطنين في المنطقة الشرقية وأصبحت محل فخر واعتزاز لكل ربة ورب أسرة يتم تكريم أحد أبناءها فيها كما أضحت الجائزة محل تنافس شريف بين أبنائنا الطلاب سيعجل باذن الله في مسيرة النمو والازدهار التي تعيشها بلادنا حفظها الله من كل مكروه ومن حسد الحاسدين مستنيرة بهدي الكتاب والسنة ويسودها العدل والرخاء والأمن.وخاطب سمو الأمير سلطان بن فهد سمو أمير المنطقة الشرقية قائلاً لقد زرعتم ياسمو الأمير خيراً فحصدتم خيرات وهذه الجائزة التي نحتفل اليوم بمهرجانها السادس عشر تحقق كل الأهداف التي وضعتموها لها.. فاضافة إلى كونها تشجع الطلبة والطالبات على التفوق العلمي والتميز الدراسي والاهتمام بالبحث العلمي وتعميق القيم الفاضلة في نفوسهم هاهي تسهم في ازدهار الحركة الثقافية والعلمية في المملكة وهاهي تكافىء شبابنا على تفوقهم وإبداعهم وتدفع بطموحات هؤلاء الشباب إلى الامام.
ونوه سموه بأن نظرة سموكم كانت ثاقبة حين وجهتم بأن تكون الجائزة أبعد واشمل بحيث لايتوقف تكريمها للمتفوقين من الطلبة فقط بل يطال المدرسة أو المعهد أو الكلية التي يفوز بها الطالب أو الطالبة أو البحث لأول مرة إيماناً من سموكم بأن النبتة الطيبة لاتخرج إلا من أرض طيبة.
وخاطب سموه الطلبة والطالبات قائلاً ان وقوفكم اليوم في هذا المهرجان الثقافي الكبير الذي يحضره نخبة من شخصيات المجتمع انما هو شرف كبير لكم وهو شرف يستحقونه نظير جهدهم وعرقهم.. ولكن عليهم ان لايعتبروا هذا التكريم هو الوصول إلى القمة بل هو درجة في سلم التفوق في مختلف مجالات الحياة ونقطة انتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى اهم تحتاج منهم إلى مواصلة الجهد واستحثاث الخطى واضعين نصب اعينهم مراقبة الله في كل تصرفاتهم ومخلصين النية في تقديم الغالي والنفيس لخدمة امتهم وبلادهم. وحذّر سموه في كلمته من الانجراف وراء الشهوات ومن رفقاء السوء ومن الانزلاق في متاهات التطرف والغلو الذي نرى آثاره في بلادنا هذه الأيام حيث تخسر بلادنا بعضاً من شبابها الذين كانت تعلق آمالها عليهم ولكنهم وللأسف وقعوا في الفخ الذي نصبه لهم اعداء هذه البلاد والحاقدين عليها وبدلا من خدمة بلادهم وامتهم اصبحوا يناصبونها العداء ضاربين بعرض الحائط كل القيم والتعاليم الإسلامية الحنيفة. وتمنى سمو الأمير سلطان بن فهد في ختام كلمته لهذه الجائزة التقدم والازدهار وشكر كل القائمين عليها وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية ولكل أعضاء لجنة الجائزة برئاسة الدكتور سعيد عطية أبو عالي.. مقدراً جهودهم الخيرة. أثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز كلمة قال فيها يطيب لي: ان نلتقي في هذه الليلة المباركة لنشهد انطلاقة كوكبة جديدة من حملة مشاعل العلم والمعرفة من أبناء هذا الوطن الذين يعول عليهم في مواصلة بناء كيانه الشامخ والتي أخذت بجميع وسائل العصر الحديث لترتقي سلم التطور والمجد بفضل الله عز وجل ثم بفضل ما توليه حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين من دعم ومساندة للتعليم.
وأعرب سموه عن شكره لصاحب لسمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز على استجابته لدعوتنا للمشاركة في الاحتفال بالفائزين والفائزات بجائزتنا للتفوق العلمي هذا العام. وخاطب سموه سمو الأمير سلطان قائلاً: لقد تفوقت في دراستك ثم تفوقت وابدعت في اداء المسؤولية خدمة لله ثم المليك والوطن.. ان مسؤوليتك عن الشباب والتي كلفك بها ولاة الامر لدليل على بعد نظرك وعلو همتك فلك منا كل التقدير والمؤازرة ونرجو الله ان يوفقك للأفضل لتسير بشبابنا نحو الطموح والنجاح. وهنأ سموه في كلمته جميع المتفوقين والمتفوقات الذين فازوا بالجائزة للتفوق العلمي لينظموا إلى مواكب العلم في بلادنا العزيزة.وقال سموه في كلمته: لقد تابعتم جميعاً ما تعرضت له بلادنا في الفترة الماضية من احداث مؤسفة في مضمونها واهدافها والتي اراد المخربون منها زعزعة الامن والاستقرار في هذا الوطن لكن الله سبحانه وتعالى رد كيدهم في نحورهم ونحمده سبحانه لأن هذه الأحداث رسخت الوحدة بين القيادة والشعب فقد تحركت مشاعر الحب للوطن وتفاعل الجميع معه هذا الحب بالاستعداد لحماية هذا الوطن بالغالي والنفيس ليظل وطن الحرمين الشريفين وطناً خيراً يحمل هموم العالم الاسلامي والعربي ويقدم للعالم نموذجاً مشرفاً لتلاحم ابناء الوطن تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله الذي نحمد الله على نجاح العملية الجراحية التي اجريت لسموه.. متمنين لسموه الشفاء العاجل ان شاء الله. وأوضح سموه أننا في هذا العالم المضطرب نجد بلادنا بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية.. تحتل الصدارة بين الدول الإسلامية وهي واسطة العقد بين شعوب الأمة العربية وذلك لوضوح المنهج بتطبيق احكام الشريعة الاسلامية على جميع مسارات الحياة.. ان وحدة النسيج الوطني بين قيادتنا الرشيدة وأبناء هذا الوطن هي وحدة متميزة نفخر بها بين جميع دول العالم. وأبان سموه أن الله أنعم علينا بولاة أمر استبصروا العالم من حولنا فوجدوا ان للعلم دور عظيم في رقي الشعوب وسيادتها وعلو همتها وتميزها وجعلوا ذلك نصب أعينهم فكان اهتمام رائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله - بالعلم والتعليم ليس بغريب عليه فجعل نشر العلم والاحتفاء بطلابه هاجسه الذي سعى من خلاله لبناء هذه الدولة بالعلم لترقى لمصاف الدول الأولى على مستوى العالم حتى أصبحت بحمد الله في بلادنا ثماني جامعات وعشرات الكليات وعشرات الآلاف من المدارس كلها موجهة لثروة الوطن من شباب وشابات ومصدر أمن ورقي لمستقبلنا الزاهر باذن الله.
وأكد سموه أنه ماكانت الجائزة هذه وهي تخطو في عامها السادس عشر الا تأكيداً لمسيرة دولتنا ومنهجها في الرعاية اللامحدودة لثروة وطننا الحقيقية. وتحدث سموه عن دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب قائلاً لقد كان ولا يزال وسوف يظل باذن الله للرئاسة العامة لرعاية الشباب دور ريادي كبير في ناشئة هذه الامة في المصنع الذي يصقل مواهب شبابنا ويزيح الستار عن مواهبهم الكامنة انطلاقا من خدم هذه البلاد الغالية علينا جميعاً في جميع المحافل الدولية رياضياً وفنياً وعلمياً.
وقال سموه لقد تكللت جهود الدولة ولله الحمد في معظم المحافل الدولية بالنجاح الباهر الذي رفع اسم المملكة عالياً خفاقاً في كثير من المحافل الدولية ولعل مشاركة معظم اندية المملكة وفوزها المتواتر على الصعيدين المحلي والاقليمي شاهد على ذلك كما ان مشاركة منتخب بلادنا في نهائيات كأس العالم دليل على ما وصلت اليه الرياضة السعودية من تطور وتقدم وإخلاص من ابناء الوطن واستشعارهم لخدمة بلادهم واثبات وجودهم بين دول العالم الأخرى التي سبقتنا بعقود كثيرة إلى مثل هذه المحافل.. كل ذلك يأتي نتاج تخطيط سليم ووعي من ولاة الامر يتبعه تفاني واخلاص من المسؤولين على رعاية الشباب في بلادنا وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام الرعاية الشباب وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل وجميع العاملين والمشرفين على هذا القطاع المهم.وشكر سموه في كلمته كل أب وأم وفر لأبنائه جميع الوسائل المساعدة على تفوقه فكان نعم الأب الذي يرى مستقبل وطنه من خلال أبنائه.. وشكراً للام الحنون بطبعها المعطاء والتي سخرت وقتها وسهرت على راحة أبنائها لينعموا بجو يمهد لهم طريق تفوقهم وتميزهم. كما شكر سموه مربي هذه الأجيال قائلاً: انه باخلاصكم في عملكم ايها المعلمون قدمتم لوطنكم وامتكم هدايا قيمة لايقدمها أحد سواكم.. فهم أمانة في يديكم صنتوها فاخرجتم لنا هذه النوعية المتميزة من المتفوقين والمتفوقات الذين نعتز بهم كثيراً ونأمل ان تكون في هذه الجائزة التقدير والدعم لمسيرتهم كما أني اتطلع لاستمرار هذه الجائزة فيما يخدم المنطقة الشرقية بصفة خاصة والوطن بصفة عامة.
وكرر سموه في ختام كلمته الترحيب بضيف الجائزة الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز وكل ضيوف الجائزة من خارج وداخل المنطقة الشرقية.. وشكر رئيس وأعضاء لجنة الجائزة على حسن التنظيم كما شكر كل من ساهم في انجاح هذا الحفل. بعد ذلك كرّم سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو ضيف الجائزة الفائزين بها. وفي ختام الحفل قدم سمو أمير المنطقة الشرقية هدية لسمو الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز.
|