* مرات - حوار إبراهيم الدهيش:
- تحدث للصفحة قبل موته (رحمه الله) بمدة وجيزة.
- وكان حريصا على أن يطلع جيل اليوم على تجربته العصامية في البحث عن لقمة العيش بما يسد رمقه، ورمق من يعول في تجربة مطرزة بالصبر محفوفة بالمخاطر، مليئة بالمفارقات ومقارنتها بما ينعم به جيل اليوم من رغد العيش ونعمة الأمن والأمان.
- عن تجربته تلك اقتطف لكم من حديثه -رحمه الله- ما يلي:
- يقول: عندما أمر الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بافتتاح مبرقات مرات كأول دائرة للبرقية في المنطقة، وكان مكانها في قصر الملك عبدالعزيز بمرات، عمل والدي علي بن سليمان الموسى -رحمه الله- بمثابة ساعي بريد لنقل البرقيات والخطوط أي الرسائل من مرات إلى ثادق والبرة وشقراء والقرائن، وبعض مناطق سدير وقرى الوشم، وكان ينقلها مشيا على الأقدام لانعدام وسيلة النقل لديه وندرتها في ذلك الوقت، ويذهب بها حال وصولها سواء في الليل أو النهار، ومن والدي- رحمه الله- أخذت هذه المهنة، وهذا العمل بعد أن تعلمت منه الصبر والتحمل ومجابهة المخاطر.
- كانت بدايتي عام 1355هـ، وكنت حينها أنقل البرقيات والرسائل إلى شقراء وسدير والبرة وثادق وغيرها سيرا على الأقدام ليلا أو نهارا، وكانت أجرتي على البرقية أو الرسالة ريالا واحدا استلمها من صاحبها لحظة استلامه لها.
- وفي ذات السياق قال:
- كانت البرقيات أو الرسائل شخصية وحكومية، وبالنسبة للشخصية فتنحصر أخبارها في (علوم) الأمطار والأحوال وقدوم المواليد والتجارة.
- كنت أقطع المسافات الطويلة التي تصل في بعض الأحيان إلى 90 كيلو مترا مشيا على الأقدام، أكابد خلالها تقلبات الأجواء من حرارة الصيف إلى برد الشتاء والأمطار والعواصف، ولكن كل هذا يهون أمام خطورة الحيوانات المفترسة من ذئاب أو ضباع، حيث تتواجد آنذاك بكثرة بالإضافة إلى الثعابين والهوام، وفي المقابل أيضا كنت لا أعدم الاستفادة من تلك الرحلات المتتابعة في صيد الأرانب والظباء وبعض الطيور.
- برقيات البشرى بالمولود كانت أفضل بالنسبة من غيرها على اعتبار أننا نأخذ البشارة، إما عينية، أو مادية، وهذا عائد لأحوال صاحب البرقية مع أنه يهمني إدخال الفرحة في قلوب الآخرين، وهذه تكفيني ولله الحمد والمنة.
|