الشيخ العصيمي في حديث مع «شواطئ »:
احذر من (المقالب) .. ثلاثة اختطفوا زميلهم العريس
ليلة زفافه.. وهذه قصة المقلب الساخن في الدنمارك!!

* الرياض - حاوره : عبدالكريم الدريبي:
استغرب الداعية الشيخ صالح بن مقبل العصيمي من التمادي والمضي في عمل المقالب في أوساط الشباب لغرض التسلية والضحك، وأن هذا العمل في حقيقته منكر كبير وجاء الإسلام بالنهي عنه.
وقال في لقاء خاص ب(شواطئ): إن هذه الأعمال هي في أصلها كذب وبهتان.. وإلا فكيف بمسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يقوم بهذه التصرفات الصبيانية التي عادة ما تنتهي بوفاة أو جنون أو عاقبة وخيمة.
العصيمي تحدث عن المزاح: صفته، نصوص تنهى عن المزاح الثقيل، وأورد بعضا من المقالب لعلها تكون موعظة لمن يسير في هذا الطريق ليتوقف.
* بحكم اطلاعكم.. ما هي الأعمال التي يطلق عليها (مقالب)..؟
- المقالب هو المزاح الثقيل، وعكسه بالطبح المزاح الخفيف، الذي جاء به الإسلام للتفريج عن النفس وإزالة السآمة وزرع الألفة بين الأحباب، بشرط أنها تبتعد عن المقالب التي لا تخلو عادة من الترويع والكذب وقطع صلة الرحم وأواصر الصداقة.. ونبيُّ الهدى (صلى الله عليه وسلم) مزح ولا يقول إلا الحق، وداعب الصحابة الذين يتداعبون فيما بينهم أيضا.. لكن الواقع اليوم -مع الأسف- هناك فئة كبيرة وسط الشباب تطورت بهم الأمور إلى المزاح الثقيل الذي فيه تجاوز للحد.
* وهل هذه الأفعال التي تخرج عن المألوف تتسبب في عواقب وخيمة..؟
- نعم، المقالب نقلت الناس من حالتهم الصحية الممتازة إلى الجنون، ومن الحياة إلى الموت وإلى اللاوعي.
* برأيك.. من يقوم بهذه التصرفات، هل ليعرفوا أنهم مرحون ولهم دور اجتماعي (إضحاكي).. الخ؟
- صدقني، الإنسان الذي مزحه ثقيل أتصور أن في قلبه مرضا وغلا، وهو إنسان غير سوي مهما عمل من المبررات.. واعتقد أنه يعاني أيضا من خلل في شخصيته.. وإلا فكيف يجرؤ إنسان على عمل هذه التصرفات، وفي بعض الأحيان يكون عنده حب الانتقام وأحيانا يكون المقلب قاسيا جدا.
* لكن الشخص الذي يتعرض إلى مقلب طبيعي سيرد في أي وقت..؟
- لا يعني إذا شخص جرحك أو آذاك أن لا ترد عليه، بل باب القضاء مفتوح للفصل بينكم، مع التأكيد بأن الصبر هنا مطلب لأنه الخيار الرئيسي.. وإذا أردت الانتقام فتأنَّ وحَكِّمْ عقلك.
* وما الحكم الشرعي أمام هذه الأعمال..؟
- إذا صاحب المقلب ترويع للآمنين، فهو كبيرة من كبائر الذنوب ومحرم شرعا كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لا يَحِلُّ لمسلمٍ أن يُرَوِّعَ أخاه).. أيضا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يأخذ أحدكم حاجة أخيه جادا ولا هازلا).. وهنا يتأكد لنا بأن الإسلام يراعي مشاعر المسلمين وبقاء الأواصر والحث على صلة الأرحام.. وأصحاب المقالب يقومون بأعمال تقطع الصلة.
* بعد هذا العرض.. هل هناك أمثلة لهذه المقالب..؟
- نعم، سأورد للقارئ الكريم عدة أمثلة من الواقع، وتأكدت بنفسي من هذه المقالب:
أكل الفئران..!
أثناء تواجد مجموعة من الشباب في البر، وعندما قدم إليهم زميلهم أخبروه بأنهم قد صادوا مجموعة من (الجرابيع) وسيقومون بإطعامه منها ففرح بكرمهم وسُرَّ بصنيعهم ثم قدموها له، فلما أن طلب منهم مشاركته في الأكل اعتذروا لأنهم قد سبقوه.. وبعد أن فرغ من تناول الأكل سألوه: كيف وجدت طعم الجرابيع..؟ فقال طيبة ولله الحمد، فقالوا له.. (يبدو أنك تستطيب أكل الفئران)..! اندهش هذا المسكين لصنيعهم حتى أحضروا له ما يثبت بأن ما أكله هو لحم جرذان وفئران، فأصابه الهمُّ والحزن وحاول أن يسترجع ما في جوفه ولكن دون جدوى.
فأسرها في نفسه وبعد مضي مدة طويلة شعر بأنهم نسوا الموضوع، دعاهم لمأدبة غداء، فطلب من والدته أن تصنع الطعام وسيقوم بإحضار اللحم ثم انطلق إلى الشارع ليصيد (هرَّا) سمينا و(قطا) كبيرا، فقام بالسلخ والتقطيع ثم طلب من والدته أن تطبخه وتضعه مع الطعام ليقدم لأصحابه بعد أن أكد لها أنه لحم أرنب.. فلما حضر أصحابه وأكلوا الطعام حتى آخره ولم يبقوا منه شيئا قال لهم: كيف وجدتم اللحم؟ قالوا لذيذ أكرمك الله، فقال.. (يبدو أنكم تحبون لحم الكلاب).. قالوا كيف؟ قال: هذا الذي استطبتموه هو لحم قط..!
مقلب دنماركي
هذه قصة يحدثني بها صاحبها فيقول: ذهبت أنا وأحد الزملاء الذين سبق أن أكلوا مقالب سابقة مني في رحلة إلى الدنمارك، وحرصني هذا الأخ على أن أضع جميع نقودي معه، وبعد الوصول إلى البلد الأوروبي تنكر الزميل معرفتي الأمر الذي جعلني أضيع في بلد أوروبي وحالتي لا يعلمها إلا الله.. فأنا في خوف.. وفزع.. وجوع.. وقلق.. وعطش ولا أعرف أي لغة سوى العربية وسط دعاء إلى الله سبحانه بأن يفرج الكربة.. فجلست في الشوارع وأنا خايف على نفسي وعلى شنطتي، وبعد مضي يوم ونصف اليوم تقريبا وإذا بي أشاهد زميلي ب(الصدفة) وأقول له: والله انك ما تخاف الله.. فقال بكل برود: هذا شوي من مقالبك اللي في الرياض..!
الخيمة والجيب
خرج مجموعة من الشباب إلى البر، وقرر أحدهم ألا يبيت معهم فأخبرهم بذهابه، وقد علم أن أحد أصحابه لن يبيت أيضا، وكانت سيارة زميله (جيب) فقام بوضع حبل يربط رأس الخيمة بالجيب، ثم غادر المخيم.. وبعد مضي فترة من ذهابه استأذن صاحب الجيب ثم انطلق بالسيارة وإذا هي تقتلع الخيمة دون أن يشعر لأن الذي ربط الحبل زميله الأول.. وأدى هذا الفعل إلى فزع من في الخيمة وانطفأت الأنوار.. ومما زاد من صعوبة الموقف وجود النار مشتعلة في الداخل وأدى ذلك إلى احتراق أجزاء منها وأصيبوا بالرعب.
لما جاء صاحبهم من الغد وقد تأكدوا أنه هو من قام بربط الحبل أرادوا الثأر ورد المقلب، فحفروا له حفرة عميقة ثم استدرجوه إليها فلما قرب منها أسقطوه بها ودفنوه بالرمال ولم يبقى إلا رأسه، ثم قادوا السيارة عن يمينه ويساره وسط توسلاته وصراخه بأن يخرجوه، وهم يقابلون ذلك بالضحكات.. وبعد أن أشبعوا نهمهم ذهبوا إليه وإذا به لا يستطيع الكلام وقد (تلف عقله)..!
خطف العريس
قام (3) من الشباب بأخذ زميلهم العريس إلى الفندق لترتيب نفسه، وبعد أن انتهى من ارتداء ملابس الزواج توجهوا به إلى مكان صحراوي خارج الرياض وقاموا بإيقاف السيارة وإخفاء المفتاح، وزعموا بأنه ضاع ومنعوه من إجراء أي مكالمة.. وعندما حاول العودة (ماشيا) لم يستطع لطول المسافة. وطوال فترة احتجازه وهو يتوسل لهم بأن يعيدوه إلى أهله.. وبعد ساعات أعادوه وهو في حالة يرثى لها وقوبل بحرج شديد من الضيوف وأهل الزوجة وهو يتوعد خاطفيه بمقالب أشد..!!
وبعد عرض هذه المقالب يؤكد الشيخ العصيمي أن من يقوم بمثل هذه التصرفات لا يكون صديقا بل عدوا؛ لأن هذه التصرفات خارجة عن المبادئ الإسلامية التي دعا إليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، بل تتنافى مع كل خير.