حين كنت صحفيا (مبتدئا) وفي خطواتي الأولى في بلاط الصحافة، وبالتحديد في مطلع صيف عام 1405هـ كلفني الأستاذ عبدالعزيز المنصور مدير التحرير بالجزيرة للشؤون المحلية آنذاك (نائب رئيس التحرير حالياً) بإجراء تحقيق صحفي عن السفر والصيف، وزامن ذلك افتتاح مطار الملك خالد الدولي وكان (التحقيق) بالفعل عبارة عن (خبطة) صحفية حققت لي في البداية نجاحا لا أستطيع أن أنساه ما حييت!!
والسبب طبعا هو أنني التقيت العديد من الشخصيات المعروفة في مجال الإعلام والأدب والرياضة والسياسة، وكنت موفقا، بل ومحظوظا في التوقيت الذي أتذكره إذ كان بعد الظهر، حيث شاهدت الجميع يهم بالسفر كلا نحو وجهته وكان من بين ضيوفي الإعلامي والأديب الراحل الأستاذ فهد العريفي- رحمه الله- وقد استقبلني بابتسامته المعهودة وروحه (الوثابة).
وشجعني، وأنا في البدايات كمحرر مبتدئ من الجزيرة، وهو كان يتبوأ- رحمه الله- في تلك الفترة موقع كمدير عام لمؤسسة اليمامة الصحفية على هذه النوعية من التحقيقات، وتوقف يجيب- رحمه الله- وجمعنا وإياه في (عليين) عن أسئلتي (المتواضعة) في صالة المطار قبل أن تقلع الطائرة التي تقله على ما أظن إلى مدينة (حائل)، المهم في الأمر أن الأستاذ فهد كان قمة في التواضع وقمة في الإجابة عن الأسئلة، وكانت صورته تتصدر التحقيق الذي نشر، وبعد أن نشر الموضوع اتصل رحمه الله رحمة واسعة بهذا المحرر الصغير الذي هو أنا من خلال سنترال الجزيرة، وقال لقد قرأت التحقيق الذي أجريته عن السفر في الصيف، وعن مطار الملك خالد والحقيقة أنه رائع وجميل، وأهنئك عليه هذا هو الوجه الآخر للأستاذ الكبير المملوء بالتواضع والابتسامة المشرقة دوما، أما الجوانب الإنسانية لهذا الرجل والإبداعية في مجال الفكر والأدب والإعلام فأتركها لمن هو أبلغ مني مكانة، وأعرف مني عن قرب لفقيدنا الذي لن أنساه ما حييت.
|