مشدداً على أهمية تطوير العلاقات مع أوروبا
مصدر سوري: العلاقات مع واشنطن تدخل مرحلة حاسمة

* دمشق - الجزيرة: عبد الكريم العفنان:
وفق مصدر سوري فإن العلاقات السورية - الأمريكية يمكن أن تدخل مرحلة حاسمة خلال الأيام القليلة القادمة.
وقال المصدر في تصريح ل(الجزيرة) ان الحكومة السورية تعتبر أن ما يطرح اليوم حول مشروع لعرض قانون (تحرير سورية) على الكونغرس هو ضغط سياسي يدفع دمشق لمتابعة آلياتها السياسية الحالية، وتطوير علاقاتها الدبلوماسية مع أوروبا، إضافة لمتابعة الحوار مع كافة الأطراف الأمريكية.
وقال المصدر أن محاولات إصدار قانون جديد من الكونغرس الأمريكي ضد سورية، يقارب إلى حد بعيد قانون تحرير العراق، يدفع إلى التساؤل حول النهاية التي تريدها الولايات المتحدة في علاقاتها مع المنطقة.
مبينا ان الإدارة الأمريكية ترددت قبل إقرار العقوبات الاقتصادية؛ لكن ترددها لا يعني انها تريد تغيير سياستها تجاه سورية او الشرق الأوسط، بل كان نوعا من ترتيب وضعها وإعطاء العقوبات طابعا سياسيا، وفق هذا التوجه فإن بعض أعضاء الكونغرس يسعون اليوم الى تغيير الصيغة التي يتم التعامل بها مع سورية.
وحول انعكاسات مثل هذا الموضوع على مستقبل علاقات الولايات المتحدة مع المنطقة إجمالا أوضح المصدر أن هذا الإصرار من التيار المتعصب في الكونغرس يجعل الوضع السياسي مشحونا بجملة من المؤشرات الخاصة:
- فمن ناحية أولى تظهر (الحرب الاستباقية) كما تطرحها الإدارة الأمريكية كحل عام، لا علاقة له بالعراق فقط، بل هو استراتيجية تصر الولايات المتحدة على تطبيقها في مختلف أنحاء العالم. فالولايات المتحدة لم تعد تبحث عن الاستقرار، ولا عن التصعيد بمفهومها التقليدي، إنما تريد خلق فجوات استراتيجية إن صح التعبير في بنية مجتمعات المنطقة. هذا ما فهمته الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب.
والإدارة الأمريكية الحالية تحارب مجتمعات وليس أنظمة طالما انها تريد تبديل الثقافات في العالم.
- الأمر الثاني هو ان الولايات المتحدة تفهم الدرس العراقي بشكل خاص جدا.. حيث لا يعنيها مدى الفوضى الموجودة في العراق، او حجم خسائرها، بل التأثيرات المتراكمة نتيجة حربها، بكل ما تعنيه هذه التأثيرات من تدمير للحالة المدنية الموجودة.
فهي بهذه الطريقة حصرت حربها ضد (الإرهاب) في نطاق جغرافي محدد، متيحة عبر آلياتها لانتشار الإرهاب في مناطق المعارك داخل العراق. بهذا الشكل فإنها تترك (الإرهاب) يعمل في هذه المساحة.
- الأمر الأخير أن حسابات التيار المتشدد داخل الكونغرس حول سورية مازال يحوم حول نفس النقطة.
فإذا كان المراقبون يشكون في قدرة الإدارة الأمريكية على خوض حرب مشابهة في سورية، إلا أن السيناريو الهوليودي لهذا التيار المتشدد يمكن أن ينجرف في هذا الأمر.
وركز المصدر على أن الضغط الجديد على سورية جدي، والأكثر منه جدية هو الآلية السياسية السورية التي تتجاوز هذه الضغوط السياسية باعتبارها أمرا محسوما، لكن البدائل امامها مازالت مفتوحة.
ووفق هذا السياق تأتي زيارة الرئيس السوري إلى إسبانيا أوائل الشهر القادم، لأنها تدعم الموقف السوري من قبل الاتحاد الأوروبي، كما أنها تكرس مسألة العلاقات السياسية السورية مع دول الاتحاد. وتوقع المصدر أن تشكل هذه الزيارة محطة نحو توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وبين المصدر ان كافة شرائح المجتمع السوري لا يمكن أن تقلل من حالة الاستباحة التي تقوم بها الولايات المتحدة لمنطقتنا، لكنها في نفس الوقت واثقة من قدرة مجتمعاتنا على التجاوز لهذه الآلية التي تهدد هويتها وثقافتها، وتترك عبر آليات الفوضى المتعمدة لانتشار ثقافات التطرف.
فسورية عبر انفتاحها الثقافي بامتياز قادرة على خلق آلياتها السياسية القادرة على بناء الغد رغم كافة الضغوط الأمريكية.