مصادر عراقية:نيكولاس بيرج كان مكلفاً بمهام مخابراتية في العراق

* بغداد - د. حميد عبدالله:
شككت مصادر عراقية في حقيقة المهمة التي كان يقوم بها المواطن الأمريكي نيكولاس بيرج الذي ذبحته جماعة مجهولة في العراق في الأسبوع الماضي.
هذه الشكوك جاءت على خلفيات تصريح أدلى به مدير شرطة الموصل العميد محمد خير البر حاوي قال فيه: إن شرطة الموصل لم تعتقل مواطنا أمريكيا بهذا الاسم بل هي لم تعتقل أي مواطن أمريكي منذ احتلال العراق في أبريل من العام الماضي مؤكدا أنه لا يعلم شيئا عن هذا الموضوع أصلا وهو ما يدحض الرواية الأمريكية بهذا الصدد.
من جهتها قالت مصادر في شركة الاتصالات والبريد العراقية وهي إحدى الشركات المرتبطة بوزارة الاتصالات إن بيرج زار العراق في ديسمبر من عام 2003 وبقي حتى فبراير الماضي حيث عاد بعد أن قدم عروضا للشركة المذكورة للحصول على عقد في مجال الاتصالات وكان قد طرح نفسه صاحب شركة مهمة وكبيرة للاتصالات في الولايات المتحدة موضحة أن بيرج عاد إلى العراق في مارس الماضي وقد وفر له المستشار الأمريكي المشرف على وزارة الاتصالات عقدا من الباطن لنصب أبراج ومحطات للاتصالات في المنطقة الممتدة بين الديوانية (300 كم جنوب بغداد) ومدينة الموصل (400كم شمال بغداد) وأخذ يتنقل في هذه المنطقة لغرض تنفيذ العقد الذي أسند إليه وهذا ما أكده صديق لبيرج يسكن الولايات المتحدة هو ديفيد سكاليش حيث كشف أنه تلقى رسالة بالبريد الإلكتروني من بيرج أوضح فيها حصوله على عقد مهم في العراق كما أكدت ذلك جريدة التايمز.
ويقول صاحب فندق الفنار في بغداد جميل عبد القادر: إن بيرج كان أحد رواد فندقه بتاريخ 6 أبريل وسدد فاتورة الحساب وغادر الفندق بتاريخ 10 أبريل وأكد صاحب الفندق أن جواز بيرج كان يحمل أختاما إسرائيلية مما يؤكد تكرار زياراته لإسرائيل.وكانت مصادر في سلطات الاحتلال قد كشفت أن ممثلين عنها قد زاروا بيرج إلى الفندق الذي يسكن فيه وعرضوا عليه أن يؤمنوا له طيرانا إلى الأردن لكنه رفض الأمر الذي يزيد الشكوك في حقيقة شخصية بيرج وحقيقة المهمة التي جاء من أجلها إلى العراق حيث إن اهتمام المسؤولين الأمريكان ببيرج يعكس مؤشرات غير طبيعية عن شخصيته.
وترجح مصادر أمنية عراقية أن يكون بيرج قد استخدم في تنفيذ تفجيرات في العراق ضد أهداف لا علاقة لها بخطط المقاومة العراقية ولغرض تشويه صورة تلك المقاومة وإلقاء تبعات ذلك على جهات إرهابية والإيحاء للعراقيين أن الأمن لا يستقر في بلدهم إلا بوجود القوات الأمريكية وما يؤكد اهتمام الجهات المخابراتية الأمريكية ببيرج هو أن الأخير كتب لصديقه سكاليش أن عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالية زارته في سجنه في العراق ثم تم وضعه في سجن انفرادي بعد أن شاع بين السجناء العراقيين أن السجين الأمريكي الذي معهم هو مواطن إسرائيلي وكانت حياته مهددة بالخطر من السجناء.
المصادر الأمنية العراقية ترجح أيضا أن يكون قد وظفته المخابرات الأمريكية لتنفيذ أكثر من مهمة ومن بين تلك المهام هو أن تتم التضحية ببيرج من أجل إشغال الرأي العام في الولايات المتحدة وفي العالم عن فضائح سجن أبو غريب وتركيز الأنظار على جريمة ذبح بيرج وإظهار المسلمين بصورة المجرمين المتوحشين.