*فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
تواصل المواقع الإخبارية الاسرائيلية الناطقة بالروسية والموجهة للمهاجرين الجدد القادمين من دول الاتحاد السوفيتي السابق، وللناطقين باللغة الروسية في رابطة الدول المستقلة، تواصل هذه المواقع بدون أي رادع أو رقابة تحريف وتزوير الأنباء الفلسطينية وتوجيهها بما يخدم الماكينة الإعلامية الاسرائيلية التي تنشط بقوة في دول الاتحاد السوفيتي السابق، وتحاول جاهدة الإساءة للمسلمين وللعرب والفلسطينيين؛ خاصة وأن روسيا تعاني- كما هو معروف - من صراع دموي في خاصرتها الجنوبية في الشيشان، وتتعرض المدن الروسية بين حين وآخر لعمليات تفجيرية ينفذها المقاتلون الشيشان عن الدولة الروسية الفيدرالية..
وتسعى وسائل الإعلام اليهودية في روسيا، بضمنها الاسرائيلية الناطقة بالروسية، إلى الربط القسري بين الحالتين الفلسطينية والشيشانية بهدف ترك الانطباع لدى المواطن الروسي، وكأن بلاده وإسرائيل تواجهان نفس العدو (الإسلامي المتطرف)، على حد زعمها..
وتقدم هنا (الجزيرة) نموذجا نشر السبت الماضي، الموافق 15 - 5 -2004 في موقع (ميغ نيوز الإسرائيلي) باللغة الروسية وهو موقع واسع الانتشار في أوساط المهتمين بشؤون الشرق الأوسط في روسيا ناهيك عن انتشاره في أوساط المهاجرين الروس في اسرائيل، هذا الموقع اختار كلمة الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، التي ألقاها بمناسبة الذكرى الـ56 للنكبة كمادة دعائية..حيث كتب الموقع تحت عنوان عريض: عرفات يحرّض مجددا على الارهاب..
وجاء في النص المفبرك: يبدو أن هذا العجوز، (قائد الارهاب الفلسطيني)، ياسر عرفات لا ينوي الاستراحة..ففي كلمة له بثها (اليوم) التلفزيون الفلسطيني الرسمي، دعا عرفات الفلسطينيين إلى مواصلة إرهاب الأعداء..ولم يفت عرفات أن يستشهد بآيات من القرآن ويتذكر الله..ويقول هذا الموقع: اعترف عرفات في كلمته أن احتفال الإسرائيليين الأخير بمرور 56 سنة على تأسيس دولتهم أثار لديه فقط الإحساس العميق بالمرارة..وحسب الموقع: كرر عرفات في كلمته التي بثتها التلفزة الفلسطينية مباشرة الدعوة لمواصلة الارهاب والحرب ضد المحتل الإسرائيلي..واستشهد بآية قرآنية تقول: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ} (60) سورة الأنفال، وحسب الموقع الاسرائيلي: تعمد عرفات أن يتجاهل تكملة هذه الآية التي تقول:{وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا...}(61) سورة الأنفال!!
يشار إلى أن الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، قال في كلمته التي وجهها للشعب الفلسطيني بمناسبة ذكرى النكبة السادسة والخمسين، وهي ذكرى قيام دولة إسرائيل عام 1948 على أنقاض الدولة الفلسطينية: إن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لوطنهم؛ حق مقدس، تحميه وتؤكده الشرعية الدولية.. مضيفا: ليس من حق أحد في هذا العالم أن يتنازل عن حق اللاجئين في العودة إلى وطنهم، ولا تستطيع دولة الاحتلال أن تعفي نفسها من المسؤولية الأخلاقية والسياسية والدولية وقراراتها عن هذه المأساة الوطنية التي أصابت اللاجئين الفلسطينيين، منذ أكثر من خمسة عقود ونصف العقد..
وشدد الرئيس الفلسطيني، المحاصر في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله منذ أبريل - نيسان عام 2002 على أن قضية اللاجئين هي قضية الشعب والأرض والوطن والمصير الوطني، لا تفريط..ولا مساومة على الحق المقدس، لكل لاجىء في العودة إلى وطنه فلسطين.
وقال عرفات: لقد أثبت الشعب الفلسطيني أنه لم يمت، وأنه عاقد العزم على مواصلة نضاله ببسالة في كل مكان من أرض الوطن والشتات، من أجل أرض فلسطين، التي انتزعت منه بطريق المؤامرات الإمبريالية والصهيونية وبقوة السلاح.
وأكد الرئيس الفلسطيني على الالتزام بقيام السلام العادل والشامل والدائم، سلام الشجعان على الأرض المقدسة والمنطقة كلها، طبقا لقرارات الشرعية الدولية ومصلحة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، هذا ما قاله عرفات..
|