* عمان - الجزيرة - خاص:
أكد رئيس الوزراء فيصل الفايز على إصرار واستعداد الأردن لتقديم كل سبل العون والدعم للشعب الفلسطيني، مذكراً بإنجازات جلالة الملك عبدالله الثاني في زيارته الأخيرة لواشنطن في هذا الخصوص وجهود جلالته الموصولة لمساعدة الفلسطينيين في إقامة دولتهم المنشودة وإقامة السلام العادل والشامل في المنطقة.
ولاحظ الفايز في حديث ل(الجزيرة) أن إنجازات طيبة حدثت خلال المنتدى على مختلف الصعد، كان من أبرزها تبادل توضيح وجهات النظر بين العرب (خصوصاً الفلسطينيين) والولايات المتحدة بالنسبة للعملية السلمية وموضوع الإصلاح.
واعتبر الفايز اللقاءات التي تمت بين وزير الخارجية الأميركي كولن باول ووزراء الخارجية العرب والشخصيات الاقتصادية المشاركة في المنتدى (مفيدة جدا).
وقال إن هذه اللقاءات التي مهد لها جلالة الملك عبدالله الثاني بزيارته التاريخية الأخيرة لواشنطن والضمانات التي حصل عليها جلالته، ساهمت بشكل أفضل في خلق رؤية وفهم واضحين لدى باول، الذي نقل هو كذلك للعرب وجهات نظره، واستمع جيداً إلى مختلف وجهات النظر العربية التي وعد أن ينقلها للرئيس الأميركي جورج بوش.
وبخصوص الإصلاح السياسي بيّن رئيس الوزراء أن الأميركيين فهموا جيداً أنه لا يجوز الحديث عن الشرق الأوسط الكبير، وأن العادات والثقافة تختلف كثيرا عن غيرها من الثقافات في المنطقة وحتى داخل الدول ذاتها وأن هنالك خصوصيات وتفاوتاً كذلك في موضوع (الدمقرطة).
وأضاف أن هذا الفهم جعل الأميركيين يستوعبون وجهة النظر العربية بأن الإصلاح يجب أن ينبع من الداخل وهو ما نادى به جلالة الملك غير مرة، ونحن نفهم الإصلاح بأنه حاجة وضرورة.
وقال (إن الأميركيين لم يطلبوا منا أو حتى يحاولوا فرض إملاءات علينا في هذا الخصوص، إنما عرضوا المساعدة في هذه القضية).
وقال ان الاردن قطع شوطا في الاصلاح، فلدينا تراث ديمقراطي منذ عهد الامارة وفي عام 1929 كان لدينا برلمان وفي الثلاثينات كانت لدينا احزاب سياسية.
واشار إلى انه على الرغم من الاحداث السياسية والحروب التي مرت بها المنطقة خاصة الصراع العربي الاسرائيلي واعاقت التقدم الديمقراطي والسياسي في العالم العربي وتشغل بال الشارع العربي فإن هناك حالة من اللامبالاة اذ ان المواطن منشغل بالوضع الاقتصادي وكيفية تحسين ظروف الحياة خصوصا في قطاع الشباب. وتابع رئيس الوزراء (من هنا نرى أن التركيز على الاصلاح الاقتصادي هو المدخل الاوسع لتحقيق الاصلاحات السياسية وبرأيي أن الازدهار الاقتصادي يفضي إلى الديمقراطية).
قمة تونس
وبخصوص موضوع القمة العربية قال الفايز (ان على الدول العربية استثمار الانجازات التي حققها جلالة الملك في زيارته الاخيرة لواشنطن، وأن تعظيم الفائدة من القمة يتم بتفعيل المبادرة العربية للسلام والتشديد عليها بوصفها جزءا من خارطة الطريق الواجب على الطرف الاسرائيلي الايفاء بالتزاماته تجاهها).
وقال (اذا التزمت اسرائيل بما عليها من التزامات تجاه الفلسطينيين، وسعت جديا إلى احلال السلام الشامل والعادل في المنطقة فإن المبادرة العربية لا تكفل سلاما لهم مع الدول العربية وحسب وانما ايضا علاقات دبلوماسية طبيعية مع الدول العربية.
وعن اهمية المشروع العربي للاصلاح الذي سيعرض على القمة العربية خصوصا انها تعقد قبل قمة مجموعة الثماني اكد أن اهمية المشروع العربي تكمن في أن الديمقراطية يجب أن تنبع من الداخل، ونحن الذين يجب أن نقرر كيف نتقدم على المسار الديمقراطي.
واشار إلى أن وزراء الخارجية العرب توصلوا إلى مشروع عربي للاصلاح سيتم اعلانه خلال القمة العربية في تونس يتضمن الخطوط العريضة للاصلاح المنشود لكل دولة وفق خصوصياتها.
الملف العراقي
وعلق رئيس الوزراء على
التطورات المتتابعة على الوضع العراقي بقوله (نحن دائما مع الشعب العراقي. والاميركيون يبحثون الآن عن شخص يتسلم منصب رئيس الوزراء في العراق وفي تصوري انه يجب أن يكون مقبولا لدى العراقيين وأن لا يكون فاسدا كما قال السيد باول وزير الخارجية الاميركي.
وقال انه لا يستطيع أن يتكهن بما سيحدث بعد الثلاثين من حزيران، لكنه بيّن أن الاميركيين قالوا ان العراقيين سيستعيدون السيادة ويتسلمون السيادة وانهم عينوا سفيرا لهم في بغداد ليكون حلقة الوصل بين مجلس الحكم وقوات الاحتلال. مؤملا ألا يطول انتطار العراقيين في استعادة سيادتهم التامة وانهاء الاحتلال واقامة نظام الحكم الذي يستقرون هم عليه ويقبلونه.
الملف الفلسطيني
وجدد الفايز التأكيد على استعداد الأردن تقديم الدعم غير المحدود للفلسطينيين مذكرا بالموقف الذي حدده جلالة الملك عبدالله الثاني في واشنطن اخيرا، من أن الحل النهائي والشامل يجب أن يستند إلى القرارات الدولية جميعا خصوصا (242 و338) و(1515) المتعلق بخريطة الطريق، وكذلك رؤية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب الدولة الاسرائيلية.
وعلق الفايز اهمية للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع مع كوندليزا رايس مستشارة الأمن القومي (التي هي قريبة جداً من الرئيس الأمريكي) آملا أن يسفر هذا اللقاء في برلين عن المزيد من التفاهم بين الأمريكيين والفلسطينيين.
| 
"دوليات"