تحدث الناس.. وبدون أن يعوا واقع الحديث عن الأرقام السرية في الامتحانات.. وانها شنشنة قديمة يجب ان يحل محلها واقع النفس البشرية التي جبلت على الخير.. ومحاربة الشر.. ولا أدري ما الذي أقحم هذه النفس المسكينة.. ان في سمات خيرها.. أو في مظاهر شرها في نظام قد استقامت أخادعه منذ زمن وهو محاط بهالة من الاقتناع.. سواء في ردهات الجامعة، أم في ساحات المدارس الابتدائية، وهل ان شحنات الثقة بنفوس البشر تجعلنا نفتت هذه الأرقام.
ومن ثم نقدم أوراق التلاميذ مكشوفة مفضوحة أمام المصححين.. ان هناك اعتبارات عميقة الجذور لم تيقظ لها أحاسيس الذين رأوا ان الأرقام السرية في الامتحانات مدخل للشك أو زعزعة للثقة.. ولو ان في الأرقام السرية تعقيدا لما انتظم من العمل وهو محاط بالجدية منذ ان عرف الامتحان.. ولو ذكرنا قليلا لعرفنا ان هذا النظام جسر متين لا يصدع بناءه إلا التذبذب بين الثقة دون اقتناع.. وبين التدحرج إلى غاية مجهولة، وليعلم أولئك ان أهاب الامتحانات لاينقصه إلا مبضع الأرقام السرية.. وخير لنا ان نجد من الواقع ما يدرأ عنا شر المستقبل المجهول اما ان نبحث عن خطط جديدة مع الاحتفاظ بسرية الأوراق فهذا ما أتمناه.
|