انتهى إلى هذه النتيجة مؤخرا في جنيف كل من علماء الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بعد سلسلة اجتماعات كان المراد منها حظر هذه الأسلحة الفتاكة في الحروب.
وليست هذه الأسلحة الفظيعة مجرد أسلحة اختيارية بل إنما أخذت تتراكم في مستودعات الدول الصناعية الكبرى ففي الولايات المتحدة لا يزال أكثر من سبعة آلاف عالم وخبير منصرفين منذ بضعة أعوام إلى تحضير القنابل الجرثومية في ستة مراكز رئيسية وتبلغ نفقات هذا الاستعداد للحرب الجرثومية نحو نصف مليار دولار كل سنة!
من حقول العلم والثقافة
وفي الاتحاد السوفييت وإنكلترا وفرنسا ينصرف إلى مثل هذا العمل ألوف الباحثين والخبراء.
واستفحل الخطر إلى حد جعل هيئة الأمم المتحدة تندرج في جدول أعمالها للدورة القادمة قضية تحظير القنابل الجرثومية واتلاف القنابل المخزونة حتى الآن.
فالخطر بالغ ومميت اذ ان محتوى كرة واحدة من كرات الأطفال إنما له طاقة بإفناء نصف البشرية وأشد هذه الجراثيم فتكا بالإنسان ينتمي إلى فصيلة الجراثيم البوتيلية فإن نصف كيلو غرام من هذه الجراثيم قد يفنى البشرية عن بكرة أبيها!
وناهيك بجراثيم الكوليرا والحمى الصفراء والطاعون من أدوات فتك ذريع يسعها ان تسوق الإنسانية إلى حتفها بأسرع من لمح البصر.
وأصبح لدى الخبراء نحو 160 مرضا جرثوميا ويكفيهم عند الاقتضاء ان يختاروا أحسنها لنشر الموت.
ومما يضاعف أخطار هذه الأسلحة ان الوقاية منها باللقاح عسيرة جدا إذ كيف يتيسر لك ان تلقح الناس ضد 160 مرضا في آن واحد؟
وسبيل الوقاية الوحيد إنما هو خوف الذي يستخدم هذا السلاح ضد عدوه، من التعرض لشره، فإن غيوم الجراثيم المنشورة إبان الحرب قد تعود على أصحابها بالوبال لأن مجرد تغير اتجاه الريح يقذفها على مرسليها ويرميهم في جحرهم ان صح القول!
ومع ذلك يعتقد الخبراء عامة ان ربع الأسلحة المكدسة لدى الدول الكبرى في الوقت الحاضر إنما يتركب من قنابل جرثومية أو قنابل كيميائية.
فإن الأسلحة الكيميائية أيضا لا تقل خطرا عن الجرثومية ويستخدمها الأمريكيون في الفيتنام بشكل مواد متلفة لورق الشجر كلما اشتبهوا بوجود العدو مختبئا في الغابات ولديك أيضا الغازات السامة وغازات الشلل وتعتقد منظمة الصحة العالمية ان الأسلحة الكيميائية تتألف في الوقت الحاضر من 11 مادة مختلفة، وان الجدول يضم كل ستة أشهر مادة جديدة.
|