في مثل هذا اليوم 20 مايو من عام 1953، تولى الجنرال هنري نافاري قيادة قوات الاتحاد الفرنسي في فيتنام مستخدماً العبارة التي ظلت تُطارد الأمريكان في الأعوام التالية الآن بوسعنا أن نرى (النجاح في فيتنام) بوضوح مثل الضوء في نهاية النفق.
كان الفرنسيون يخوضون حرباً دموية ضد المتمردين الشيوعيين في فيتنام منذ عام 1946. وكان المتمردون، الموالون للحركة الشيوعية الفيتنامية، يخوضون الحرب من أجل الحصول على الاستقلال، بينما كان الفرنسيون يحاولون تأكيد حكمهم الاستعماري في الصين الهندية من جديد.
ولدى توليه المسئولية، واجه نافاري نفسه بالوضع العسكري الفرنسي المتدهور للغاية ولاسيما في الشمال، وذلك بتقديم خطة لتعزيز القوات الفرنسية قبل شن هجوم شامل على المتمردين. وتلقى نافاري دعماً من وزير خارجية الولايات المتحدة جون إف. دالاس في واشنطن أكبر من الدعم الذي تلقاه من باريس، بيد أن عملياته خلال الصيف لم تحقق النتائج المرجوة وأظهرت عدم قدرة القوات الفرنسية على التعامل مع أساليب المتمردين، وفي النهاية، لقيت القوات الفرنسية هزيمة مُنكرة على يد المتمردين في دين بين فو عام 1954. وعندما تولى الأمريكان دور إيقاف المد الشيوعي في فيتنام الجنوبية، تعرضوا لنفس المشاكل العسكرية التي كابدها الفرنسيون، وفي أواخر عام 1967، استخدم الجنرال ويليام ويستمورلاند، قائد المساعدة العسكرية الأمريكية في فيتنام، نفس اللغة بالنسبة ل نافاري عندما أكد على أن الولايات المتحدة (قد خرجت بسلام من الأزمة التي واجهتها في الحرب). وقد تبددت مصداقيته تلك في 29 يناير- كانون الثاني عام 1968 عندما شنت قوات الحزب الشيوعي الفيتنامي وفيتنام الشمالية هجوماً عنيفاً عُرف باسم هجوم تيت، وبسبب تقديرات ويستمورلاند المتفائلة بشأن تقدم الحرب، فقد أُصيب الكثير من الأمريكيين بصدمة كبيرة من أن الشيوعيين لديهم القدرة على شن مثل هذا الهجوم الضاري، وفي النهاية هُزم الشيوعيون في المعركة بيد أنهم استطاعوا تحقيق نصر معنوي كبير جعل الكثيرين في أمريكا يشككون في حكمة استمرار تورط الولايات المتحدة في الحرب.
|