Thursday 20th May,200411557العددالخميس 1 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "تحقيقات"

أُنشئ كجهاز مستقل عام 1410هـ وكانت نواته مشروعاً للأسماك أُنشئ كجهاز مستقل عام 1410هـ وكانت نواته مشروعاً للأسماك
دور متنام لمعهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة في المحافظة عليها وتنمية مواردها
للتعرّف على المشكلات البيئية من خلال بحوث ودراسات تطبيقية لحماية البيئة

* الجزيرة - التحقيقات:
تنامى الاهتمام الدولي بقضايا البيئة والتنمية بشكل مطرد، خاصة وان هذه العلاقة تتسم بالتكامل والاعتماد المتبادل حيث يتعذّر استمرار التنمية على قاعدة متدهورة من الموارد الطبيعية.
وتشكل الضغوط المتزايدة على قاعدة الموارد الطبيعية - نتيجة لتزايد عدد السكان وتنامي الأنشطة الحضرية والاقتصادية والزراعية والصناعية وما تفرزه من مخلفات - بعض أهم التحديات التي تواجه جهود حماية البيئة على المستويين الوطني والدولي، ويعتبر تدهور الأراضي وفقْد الغابات ونقص التنوع الإحيائي ونقص الموارد المائية بالإضافة إلى الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها البيئات البحرية والساحلية والحضرية والحياة الفطرية من أهم مظاهر التدهور البيئي.
ولقد أدركت المملكة أهمية التصدي لمشاكل البيئة المحلية وربطها بخطط التنمية، فقامت بإرساء الأسس الرئيسة لإستراتيجية بيئية تتكامل فيها الأبعاد التخطيطية والمؤسسية والتنفيذية لتحقيق تنمية قابلة للاستمرار، وأنشأت الأجهزة المعنية بحماية البيئة ومنحتها الدعم اللازم.
ولقد صاحب الاهتمام بقضايا البيئة وحمايتها تطور كبير في إدراك دور البحث العلمي في فهم النظم البيئية وتداخلاتها وتفسير مختلف الظواهر البيئية وتحديد أسباب حدوثها والعوامل المؤثرة فيها، وبالتالي تحديد الطرق والبدائل المناسبة للتعامل معها والحد من مخاطرها وأضرارها.
ويهدف هذا التطوير إلى التعريف بمهام مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ممثلة في معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة وبأنشطتها البحثية في مجال حماية البيئة، ودورها نحو إيجاد الحلول المناسبة لمجمل قضايا البيئة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي بهدف تحقيق التوازن بين قضايا التنمية والبيئة.
*****
بدايات المعهد
تم إنشاء المعهد كجهاز مستقل داخل المدينة في عام 1410هـ (1990م) ويعتبر مشروع تربية الأسماك الذي أُسس في عام 1400هـ (1980م)، النواة الأساسية لبدء أنشطة المعهد البحثية.
الهدف العام:
يتمثّل الهدف الرئيسي من إنشاء المعهد في رفع مستوى مساهمة المملكة في تنمية المعرفة الإنسانية بقضايا البيئة العالمية، وإبراز الجهود الرامية لحل مشاكلها، وذلك بإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالمشاكل البيئية بهدف إيجاد الحلول المناسبة لها، والعمل على تنمية وترشيد استخدام الموارد الطبيعية المختلفة.
الأهداف الفرعية:
تتجسّد أهداف المعهد الفرعية فيما يلي:
- التعرف على المشكلات البيئية المحلية والعالمية وذلك بإجراء الدراسات الخاصة بالحماية البيئية.
- القيام بالبحوث التطبيقية في مجال الثروات الطبيعية في المملكة.
- إجراء الدراسات والبحوث بالتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الداخلية والخارجية والقطاع الخاص في مجالات الاهتمام المشترك.
ويعمل في المعهد حالياً حوالي 35 موظفاً من الباحثين ومساعدي الباحثين 40% منهم من حملة الدكتوراه و25% من حملة الماجستير والباقون من حملة البكالوريوس، كما يعمل في مختبرات المعهد حوالي 15 فنياً من خريجي الكليات التقنية والمعاهد الفنية، ويبلغ العدد الإجمالي لمنسوبي المعهد العاملين بمقر المعهد ومحطات الأبحاث التابعة للمعهد حوالي 90 موظفاً.
البرامج والمشاريع
برنامج الأراضي الجافة وشبه الجافة:
ويهدف إلى إجراء البحوث والدراسات للتعرف على خصائص الأراضي الجافة وشبه الجافة، وتحديد مشاكلها المختلفة، واستنباط الطرق والوسائل والتقنيات الملائمة لمنع أو وقف تدهور بيئة الأراضي الجافة ومكوناتها واستنباط طرق وتقنيات ملائمة لزيادة إنتاجية الموارد الطبيعية في البيئة المحلية.
برنامج تلوث البيئة:
ويهدف إلى إجراء البحوث والدراسات في مجال تشخيص مستويات التلوث في الأوساط البيئية وتطوير طرق ووسائل التحكم في التلوث في الأوساط البيئية وتطوير طرق ووسائل التحكم في التلوث من مصادره والتخفيف من آثاره.
برنامج علوم الأرض:
ويهدف إلى إجراء البحوث والدراسات الجيولوجية التطبيقية للتعرف على مصادر المياه والثروات المعدنية وتحديد المخاطر الطبيعية واستخدامات الأراضي، وإجراء البحوث والتطبيقات الصناعية في مجال الثروات الطبيعية.
برنامج تنقية المياه:
ويهدف إلى إجراء البحوث والدراسات في مجال تطوير تقنيات وأساليب استخراج ومعالجة وتوزيع وإعادة استعمال المياه، وتحديد الوسائل المثلى لترشيد استهلاك المياه، كما أن هناك برنامج الموارد الغذائية لإجراء البحوث والدراسات في مجال تطوير تقنيات واساليب ملائمة لتنويع وإنماء مختلف الموارد الغذائية وترشيد استخدامها، وبرنامج التقنية الحيوية والهندسة الوراثية لإجراء البحوث والدراسات في مجال تطبيق التقنية الحيوية والهندسة الوراثية لزيادة وتعزيز الإنتاج النباتي والحيواني، وبرنامج المعلومات المكانية لإجراء البحوث والدراسات في مجال تطوير منهجيات وأساليب تسهم في معرفة الخصائص الطبيعية للبيئات المحلية، كما يهدف إلى توفير المعلومات المكانية للباحثين في المعهد، ومساعدتهم في إجراء الدراسات والأبحاث ذات العلاقة، واستعمال أنظمة المعلومات الجغرافية.
ومشروع تربية الأسماك لإجراء البحوث والدراسات في مجال تطوير تقنية تربية الأسماك في المناطق الجافة، ونقل هذه التقنية إلى مزارعي الأسماك، ومشروع البنك الجيني لحفظ الأصول الوراثية للنباتات في المملكة للحفاظ على الثروة النباتية، كما يعمل على تحديد وتقويم وإعادة تكاثر البلازما الجينية.
ويشتمل المعهد على اكثر من 17 مختبراً تساهم في انجاز مهامه، بالاضافة إلى جملة التجهيزات البحثية.
محطات الأبحاث:
محطة أبحاث تربية الأسماك بديراب: أُنشئت عام 1400هـ (1980م)، بهدف دراسة إمكانية إيجاد نظام معين لتربية الأسماك تحت ظروف البيئة المحلية. ويتم حالياً إجراء بحوث في مجال الثروة السمكية، وقد تم إنتاج حوالي 5273870 يرقة من أسماك البلطي والسلور وروبيان المياه العذبة لأغراض الدراسات، كما تم توزيع حوالي 4939180 منها للمزارعين والباحثين.
محطة أبحاث القصيم: أُنشئت المحطة عام 1410هـ (1990م)، بهدف إجراء البحوث والدراسات في مجال تربية الأسماك والتربة والنبات والمياه، وقد تم إنتاج حوالي 1171875 يرقة من أسماك البلطي والشبوط والسلّور الأفريقي لأغراض الدراسات، كما تم توزيع حوالي 868426 يرقة على المزارعين والباحثين، تبلغ مساحة محطة أبحاث القصيم حوالي 160 هكتاراً.
محطة أبحاث المزاحمية: أُنشئت عام 1415هـ 1995م، بهدف إجراء البحوث في مجال الثروة السمكية والتربة والنبات والمياه، حيث تحوي المحطة 36 بيتاً محمياً، بالإضافة إلى محطة لمعالجة المياه، وتبلغ مساحتها حوالي 38 هكتاراً.
محطة أبحاث الخفجي: أُنشئت عام 1418هـ (1998م)، بهدف الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة، لزيادة المسطحات الخضراء باستخراج النباتات المقاومة للجفاف والملوحة، كما تم إجراء تجارب على أنواع النخيل من مختلف مناطق المملكة للتعرف على مدى تحملها للأجواء الساحلية.
ولتوفير مياه الري تم إنشاء محطة متقدمة لمعالجة مياه الصرف الصحي طاقتها الإنتاجية حوالي (3800) متر مكعب يومياً، وتتميز محطة المعالجة باحتوائها على وحدة تحلية تستخدم أغشية التناضح العكسي للمعالجة المتقدمة، طاقتها الإنتاجية نحو (300) متر مكعب يومياً، وذلك لتغطية استخدامات البيوت المحمية من المياه قليلة الملوحة، وتبلغ مساحة محطة أبحاث الخفجي حوالي 460 هكتاراً.
الأنشطة البحثية والتطويرية:
قام معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة منذ إنشائه بتنفيذ العديد من الأبحاث والدراسات التطبيقية في المجالات المتعلقة بحماية البيئة، والمحافظة على الموارد الطبيعية وتنميتها وترشيد استخدامها، وتنمية الموارد الغذائية.. وهنا نماذج لذلك:
- تطوير نظام المعلومات للمياه الجوفية، حيث يقوم المعهد بإدخال المعلومات الأساسية عن المياه في الحاسب الآلي، كما يقوم بمعالجة وتحليل المعلومات الخاصة بالمياه الجوفية.
- تقوم محطة أبحاث المدينة بالقصيم، بدراسة الخصائص الفيزيائية للطبقات الجيولوجية، واستعمال الوسائل الجيوفيزيائية للبحث عن المصادر المائية الجوفية وتحديد سماكة الطبقات الأرضية.
- استعمال النظائر لدراسة سريان المياه خلال الكثبان الرملية، ودراسة الخصائص الفيزيائية للكثبان الرملية وتحديد العلاقة بين المياه الضحلة والعميقة باستعمال النظائر المشعة.
وفي مجال التربة والري تم إجراء دراسة أولية للخصائص الفيزيائية والكيميائية لتربة محطة أبحاث القصيم، وإعداد خريطة لاستخدامات الأرض في المحطة، وكذلك تأثير الري بمياه مالحة على بعض النباتات وتقويمها اقتصادياً، والقيام بدراسة بعض النباتات المقاومة للملوحة والتي لها قيمة اقتصادية.
وفي مجال النبات أُجريت دراسات بيئية واجتماعية نباتية نباتية لأهم الأنظمة البيئية الغابية في المملكة العربية السعودية بهدف حماية التنوع الإحيائي، وإرساء قواعد التنمية المستدامة، واقتراح الوسائل المناسبة لوقف التدهور، وحفظ التربة والمياه، وتحقيق فوائد اقتصادية للسكان المحليين.
- التقويم البيئي والإنتاجي لعمليات التشجير الاصطناعي في مواقع مختارة من المملكة العربية السعودية، واختيار الأنواع الخشبية المناسبة للأنظمة الزراعية الحراجية بما في ذلك مصدات الرياح.
وفي مجالات النظم البيئية أُجريت دراسة النباتات والتربة باستخدام صور الأقمار الصناعية في محازة الصيد، واستعمال الاستشعار عن بعد والمعلومات الاخرى لدراسة كفاءة نظام الحماية في المحازة.
- إنشاء نظام معلومات جغرافي لدراسة بيئة وادي حنيفة.
- دمج معلومات التربة والنبات والبيئة للتعرف على كفاءة نظام الحماية في جزر فرسان.
وفيما يخص التلوث البيئي تمّ إنشاء محطات الرصد الثابتة والمتنقلة لدراسات جودة الهواء في مدينة الرياض، ومركز التحكم في الشبكة عن بُعد بمختبرات برنامج تلوث البيئة ودراسة حول الآثار البيئية المرتبطة بالتخلص من مياه الصرف الصحي في مدن المملكة.
التعاون الدولي:
من منطلق الأهداف المحددة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في تفعيل دور التعاون الدولي الذي يؤدي إلى نقل التقنية، قام المعهد بالتعاون مع جهات بحثية في بعض الدول الصديقة ومع بعض المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وتمثلت أنماط التعاون مع هذه الهيئات في إنجاز أعمال بحثية مشتركة أو الاستعانة بخبرات من تلك الجهات للمساعدة في دعم الخبرة المحلية داخل المعهد أو في جهات بحثية أخرى في المملكة.
التعاون السعودي الصيني:
وقعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومعهد أبحاث الثروة السمكية في جمهورية الصين الوطنية اتفاقية تعاون مشترك لإقامة مشروع لتربية أسماك المياه العذبة في المملكة عام 1399هـ (1978م) وبموجب هذه الاتفاقية، قامت المدينة في عام 1400هـ (1980م) بإنشاء محطة لتربية أسماك المياه العذبة بمدينة الرياض بهدف دراسة إمكانية إيجاد نظام معين لتربية أسماك المياه العذبة تحت الظروف البيئية المحلية، حيث تم اختيار نوعين هما البلطي الهجين والشبوط العادي لتربيتهما وإكثارهما في المحطة، إضافة إلى روبيان المياه العذبة، وبعد النجاحات تم نقل هذه التقنية إلى القطاع الخاص.
التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية:
نظراً لأهمية مصادر المياه في بيئة المملكة، فقد أولى المعهد أبحاث المياه اهتمامه منذ تأسيسه، وتمتد علاقة المعهد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمدة تزيد عن (10) سنوات شارك خلالها المختصون بالمعهد في عدد من ورش العمل والندوات والاجتماعات الإقليمية والدولية في مجال دراسات المياه والتربة، وتركزت الدراسات التي قام بها المعهد بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المجالات التالية: استعمال النظائر المشعة لدراسة سريان المياه خلال الكثبان الرملية، تطبيقات النظائر المشعة لتحسين استعمال المياه الجوفية (دراسة التملح في الطبقات الحاملة للمياه التي تتعرض للاستعمال المكثف، دراسة آثار النشاط الحضري على الموارد المائية التقليدية، ودراسة السباخ وعلاقتها بالطبقات الحاملة للمياه)، والتوازن المائي وتجربة التسميد بالري.
التعاون مع معهد بحوث الصحراء الياباني:
تم التعاون بين المعهد ومعهد تنمية الصحراء الياباني لإجراء دراسة للاستفادة القصوى من مصادر المياه غير المتجددة وزيادة كفاءة استخدام مياه الري باستخدام الاسفلت كمحسن للتربة وخافض لكمية البخر، وقد أجريت التجارب الحقلية في عام 1416هـ (1996م)، بمحطة أبحاث المدينة بالقصيم.
التعاون السعودي الياباني للبحث والتطوير:
وقّعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في عام 1417هـ (1997م)، اتفاقية تعاون علمي بحثي مع مركز الطاقة البترولية الياباني بهدف تنفيذ برنامج بحث وتطوير لاستخدام التقنيات المختلفة في معالجة مياه الصرف الصحي لزيادة المسطحات الخضراء في المملكة.
ويندرج تحت هذا البرنامج البحثي (18) مشروعاً بحثياً يشارك فيها باحثون من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومن بعض الجامعات في المملكة، كما يشارك فيها باحثون من عدد من المؤسسات اليابانية.
ويجري تنفيذ هذه المشاريع في المواقع التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مدينتي الرياض والخفجي.
وقد قُسمت المشاريع إلى ثلاثة محاور في معالجة مياه الصرف الصحي والري وترشيد المياه وزيادة المسطحات الخضراء.
الخدمات الاستشارية والتوعية البيئية:
يقوم المعهد بتقديم خدمات استشارية للعديد من الجهات الحكومية، والقطاع الخاص.. كما يسهم المعهد في التعريف بمجمل قضايا البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية وتنميتها من خلال أنشطته المختلفة المشتملة على تنظيم ندوات وورش عمل ومحاضرات متخصصة وعامة، والمشاركة في تنظيم المعارض وإلقاء المحاضرات العامة, والمشاركة الفاعلة عبر وسائل الإعلام المختلفة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved