Thursday 20th May,200411557العددالخميس 1 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

الإرهابيون وقعوا في هاوية المكر والخيانة الإرهابيون وقعوا في هاوية المكر والخيانة
إسماعيل بن عبد الرحمن الخليوي *

عُني الإسلام أشد العناية باستتباب الأمن في مجتمعه، فشرع الزواجر الرادعة لمن أراد الفساد في الأرض ، وأخبرنا الله تعالى أن الأمن لمن عمل الصالحات، واستقام على سنن الهدى، وابتعد عن سبل الفساد والردى، قال تعالى:{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيْزَتْ له الدنيا بحذافيرها).. فالأمن نعمة كبرى، ومنّة من الله قال الله تعالى:{أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} فإذا اختفت نعمة الأمن، أو فقدت فسدت الحياة، وشقيت الأمم، وساءت الأحوال، وتغيرت النعم بأضدادها عافانا الله بمنه وكرمه ، فعليه لابد أن نشكر الله ونحمده على نعمة الأمن، وذلك بالدوام على الطاعات، والبعد عن المحرمات، لأن الله تعالى منّ على هذه الدولة المباركة - حرسها الله - بنعمة الأمن وغيرها حتى صارت والحمد لله مضرب الأمثال بين الدول في هذا العصر في الأمن والاستقرار ومحاربة الجريمة، لتحكيم ولاة أمرها حفظهم الله الشريعة الإسلامية، متخذين من كتاب الله الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دستوراً لها ومنهجا يسيرون عليه في شتى مجالات الحياة .. ومع هذا فللأسف أنه يوجد هناك من تسول له نفسه، ومن يزين له الشيطان العبث بأمن هذه البلاد واستقرارها، باقتراف جريمة التخريب والتفجير والإرهاب والإفساد في الأرض ، حيث كانت البداية بالمجمعات السكنية التي تضم بعض الأجانب ثم تطورت إلى مواجهة مع رجال الأمن البواسل الذين يشملهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله) ليصل أثرها اليوم إلى المدنيين الغافلين ولا ضير على من عمل مثل هذا العمل لأنه قد وقع في هاوية المكر والخيانة، والله جلا وعلا يقول:{وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} وقد اكتسب جرماً يخزيه أبداً، وسيلقى الجزاء الأليم الذي قدّره الله له، لأن هذا التخريب والتفجير والإفساد يقتل ويصيب نفوساً معصومة محرّمة الدم من المسلمين الأبرياء وفيه من الخروج على ولاة الأمر بغير حق، والذين نص القرآن على طاعتهم بالمعروف، قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} وقد جاء في الحديث:(من أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصى الأمير فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله) وفيه كذلك الانشقاق على جماعة المسلمين ومخالفة سبيلهم، قال تعالى:{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} وفيه تشويه صورة الدين الإسلامي في أنظار غير المسلمين وخدمة أعداء الإسلام في إيجاد الذرائع لهم في عالمنا الإسلامي، بل في أرض الحرمين، ليشنوا حملاتهم المغرضة على المسلمين.
هذا وأسأل الله الكريم أن يديم علينا أمننا وإيماننا في بلادنا ويحفظنا بحفظه ويكلأنا برعايته ويحرسنا بعينه التي لا تنام إنه سميع مجيب .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

(*) مدير مكتب الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة الأسياح


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved