العدوان الذي وقع في مبنى المرور بعد ظهر الأربعاء الموافق 2 ربيع الاول 1425هـ لهو عدوان فاحش، وارتكاب لأعظم المحرمات، فإن قتل النفس المعصومة من أعظم الكبائر؛ لذا عدها المصطفى -صلى الله عليه وسلم - من أكبر الكبائر.
فالامن مطلبٌ لنا جميعاً، والأمن مسؤوليتنا جميعاً، والحياة لا طعم لها إذا فقد الأمن، والأحياء تسود حياتهم الفوضى وتنقلب السعادة إلى شقاء إذا فقد الأمن وعمت الفوضى والله تعالى يُذكرنا بنعمة الأمن في أكثر من موطن في كتابه، ويربط ذلك بعبوديته ويحذر من مغبة فقده، والكفر بنعمه يقول تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} سورة قريش (3 - 4).وهكذا يتضح أن حاجة الناس للأمن لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب ولذا قيل (الأمن أهنأ عيشٍ، والعدل أقوى جيش).
* وإذا كانت مسؤولية الأمن تحظى باهتمام الدولة - وفقها الله بكافة أجهزتها، وقطاعاتها ويشهد المواطنون والمقيمون آثارها، فينبغي أن نكون جميعاً عوناً لها في تحقيق هذا المطلب الضروري للحياة والأحياء، فلا نتستر على هؤلاء ولا نعين ظالماً على ظلمه ولا نسمح لمن يريد أن يُخل بالأمن، أو يهدد الكرامة أو يستهين بالخُلق الكريم، أو يقتل الأبرياء.
بل يجدر بنا أن نكون جميعاً حُراساً أوفياء للفضيلة، وعيوناً ساهرة لمحاصرة الجريمة، وكشف أوكار المفسدين وأصحاب الأفكار المنحرفة. بل لابد أن نتعاون مع رجال الأمن وفقهم الله الذين يسعون جاهدين في كشف أوكار هؤلاء المجرمين فنسأل الله لهم التوفيق والإعانة.
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا من كل شر ومكروه وأن يديم علينا وعلى جميع المسلمين دوام الأمن والأمان وأن يبطل مساعي هؤلاء المخربين والمفسدين في الأرض وأن يبطل كيدهم إنه علىذلك قدير، وبالإجابة جدير.
(*) إمام وخطيب جامع الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود بالقش |