Thursday 20th May,200411557العددالخميس 1 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "شعر"

رسالةٌ من سجينٍ عراقي رسالةٌ من سجينٍ عراقي
شعر:عبد الرحمن صالح العشماوي

سجينٌ عند أعدائي أسيرُ
جريحٌ، قلبيَ الشاكي كسيرُ
سجينٌ، ليلُ مأساتي طويلٌ
وفجري ما له في السِّجْن نورُ
سجينٌ، في فؤادي نارُ حزنٍ
وفيض الدمع من عيني غزيرُ
يحاصرني من اللُّقَطَاءِ جيشٌ
وبئس الجيشُ ليس له ضميرُ
وتلحقني مجنَّدةٌ، وكَلْبٌ
فيا لَلَّهِ، أيُّهما الحقيرُ؟!
ويطعَنُ عفَّتي وَغْدٌ رماني
وفي عينيه شَرٌّ مستطيرُ
كأنَّ دقيقةً في السجن دَهْرٌ
عليه من الأسى القاسي دُهورُ
تُشَدُّ يدي إلى ظهري، وصدري
لضربِ سياطِهم هَدَفٌ مُثيرُ
سجينٌ في العراق، ولستُ فيه
لأنَّ عراقَنا سجنٌ كبيرُ
وما بغدادُ بغدادي، فإني
أراها لا تُجار ولا تُجيرُ
مكبَّلةُ اليدين بشرِّ قيدٍ
وفي أجفانها انطفأ الحبورُ
وفي فمها تعثَّر كلُّ قولٍ
فلم تنطقْ، وقد نطق الزَّفيرُ
يتابعها العدوُّ بعين لصّ
يفيض البغيُ منها والفجورُ
سجينٌ والمآسي شاهداتٌ
بأن عدوَّنا لصٌّ خطيرُ
عدوٌّ سجنُه نارٌ تَلَظَّى
وحسبُك أنْ يقال: هو السعيرُ
سجونٌ تنفر الأخلاقُ منها
ومعنى الظلم منها يستجيرُ
أيا لُغَةَ الأسى أَتْقَنْتِ وصفي
وصوتُكِ في مخاطبتي جَهيرُ
تداعي الآكلون على عظامي
وأمَّا اللحم فهو لهم فَطيرُ
مضى صدَّامُ واجتمعتْ علينا
وحوشٌ ساقها الجيش المغيرُ
وحوشُ الغَرْب ليس لها خلاقٌ
ولا دينٌ يَصُدُّ ولا شعورُ
أأوصى بعضهم بعضاً، فهذا
ظَلُومٌ للعبادِ، وذا مُبيرُ؟
وما ضَرْبُ السياطِ يُثير، لكنْ
إهانةُ آدَميَّتِنا تُثيرُ
ولو أنَّا إلى الغرب انتمينا
لقام لنا من الغَرْبِ النَّصيرُ
ولكنَّا إلى العَرَب انتسبنا
وحائطُهم لأعدائي قَصيرُ
تجافَوا عن مبادئهم، فلمَّا
دعا الداعي، تمزَّقتِ الظهورُ
كأني بالجهادِ بكى عليهم
خَوالفَ حينما نَفَر النَّفيرُ
أتبقى أمتي تقتاتُ ممّا
تقرِّره الحمائمُ والصُّقورُ؟!
وتنتظر انتخابات الأعادي
ليأتي بعد قيظهِمُ الهَجيرُ
أتُغْصَبُ أرضُنا شِبْراً فشبراً
ويُطْلِقُ حرَّ صرختِه النَّذيرُ؟
ويخنقنا دخانُ الحربِ حتى
تضيقَ به الحناجر والصدورُ
وتبقى أمتي هدفاً قريباً
لمن يرمي السِّهامَ ومَنْ يُغيرُ
سجينٌ في بلادي، والأعادي
لهم كَذِبٌ يُضلِّلُكم وزُورُ
بكى جِسْرُ الرّصافةِ من أَنيني
وقد تبكي من الظلم الجسورُ
وعكَّر ماءَ دِجْلَةَ دمعُ عيني
ونَزْفُ دمي، وبركانٌ يَفورُ
أما في أمةِ الإسلام سَيْفٌ
يَخاف صليلَه الباغي الكَفُورُ؟!
أما للّيل فيها من نهارٍ
تُغرِّد بابتسامته الطُّيورُ؟!
بلى والله إنَّ الفجرَ آتٍ
لأنَّ الله للحقِّ النَّصيرُ


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved