لن تمضي عدة سنوات حتى تصبح سياراتنا مثل أبراج المراقبة ترصد كل ما يجري حولها، من خلال عدسات التصوير والرادار والأشعة، لتحسين ظروف قيادتها وتلافي الحوادث ما أمكن. وبدأت هذه التقنيات بانتشار أجهزة الرادار المختلفة للمحافظة على السرعة المطلوبة، مع الكبح لتخفيف السرعة عند تقلص الهامش الفاصل عن السيارة المتقدمة، فيتم بخ الوقود للعودة الى السرعة المطلوبة بعد ابتعادها، ويبدو أن ذلك ليس إلا بداية رحلة استغلال التقنيات التي تتسع آفاقها وتتنوع يوماً بعد يوم.
تقنيات هوندا
عرضت شركة هوندا مؤخراً عدداً من التقنيات التي ستتضمنها سياراتهاالمقبلة، ومن أهمها وسائل الحماية الاحترازية التي تستبق وقوع الحادث، وذلك بإبلاغ السائق مع تحضير أحزمة الحماية ونظام الكبح لتحسين تفاعلها مع المستجدات حسب الخطورة.
وهذه التقنية بدأ توفرها في بعض الموديلات من مرسيدس- بنز ونيسان وتويوتا.
وتركز أبحاث هوندا في هذا المجال على وجهين للتقنية؛ الأول: لضبط السرعة والهامش الواقع أمام السيارة، والثاني: يخفف حدة الصدمة ويحضِّر السائق والركاب لتحملها على أفضل وجه ممكن.
ويتشكل نظام هوندا من رادار يرصد تبدل المسافة بين مقدمة السيارة وبين ما يقع أمامها، وتطلق هوندا على نظامها أكثر من تسمية، لتشير كل منها الى إحدى وظائفه العريضة، منها نظام هوندا المتكيِّف لدعم السائق HiDS والذي يتضمن ما تصفه هوندا بنظام التحكم المتكيِّف بالسرعة على الطريق السريع IHCC والذي يرصد الأخير حركة الأجسام المتحركة أمام السيارة حتى مسافة 100 متر في كل من الجانبين في أثناء السير بين سرعتَيْ 45 و100 كلم/ ساعة.
وكما هو متبع يكبح نظام هوندا لتخفيف السرعة عند تقلص الهامش، ثم يبخ الوقود للعودة الى السرعة المطلوبة بعد زوال الحواجز المتحركة من المدى الأمامي المحدد.
وتتضمن وظائف النظام المتكيِّف لدعم السائق ما تسميه هوندا بنظام المساعدة على المحافظة على خط السير LKAS، أو راصد خط السير، وذلك برصد خطوط السير المرسومة على الطرقات بشكل مستمر بواسطة عدسة تنقل الصور الى نظام يحللها ويقارنها مع سرعة السيارة ومع وضعية المقود. وعند بدء تبدُّل وجهة تقدم السيارة عن الخط المرسوم من جانبيها على الطريق ينبه راصد خط السير السائقَ بإشارات سمعية - بصرية وبحدة متباينة حسب خطورة الظرف، وذلك في السرعات الواقعة بين 65 و100 كلم/ ساعة، وبهامش 230 متراً أمام السيارة، بزاويتَيْ 16* درجة من كل من الجانبين، مع إمكان التدخل حتى للمساعدة على تصويب الاتجاه، للانعطاف مع الخطوطالمرسومة على الأرض مثلاً. أما كيفية الاستخدام الوظيفي لنظام المساعدة على المحافظة على خط السير، والذي يخفف حدة الصدمة ويحضِّر السائق والركاب لتحملها، فيبدأ باستغلال الرادار الراصد للأجسام المتحركة أمام السيارة والمسافة الفاصلة بين مقدمة السيارة المجهَّزة ومؤخرة الأخرى السائرة أمامها، يقوم نظام هوندا بتحليل هذه المعلومات ومقارنتها ببرمجة إلكترونية إضافية.
مراحل عمل النظام
يعتبر النظام بداية مرحلة جيل جديد في تقنيات الحمايتين الفاعلة والساكنة، ولكن يبقى عقل السائق وتركيزه ويقظته هو الأهم مع الاستفادة من أنظمة الراحة والرفاهية والحماية، ويعمل النظام وفق ثلاث مراحل هي:اقتراب: عندما تبلغ معلومات أنظمة الرصد مرحلة يعتبرها برنامج التحليل مهددة بوقوع حادث يصدر أول إنذار سمعي وبصري لتنبيه السائق.
حادث ممكن: عند تزايد الخطورة يبدأ النظام بتشغيل المكابح، مع بدء شد أحزمة الحماية لتنبيه السائق جسدياً.
حادث وشيك: إذا تخطَّت السيارة إمكانات تفادي الحادث يتدخل النظام بتشغيل المكابح بقوة مع شد أحزمة الحماية لتحضير السائق والركاب للحادث في أنسب وضعية جسدية ممكنة.
|