* جنين - غزة - رفح - بلال أبو دقة - الوكالات:
ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني بعد ظهر أمس الأربعاء، مذبحة جديدة في مدينة رفح، راح ضحيتها 15 شهيدا وأصيب أكثر من خمسين آخرين وصفت جراحهم ما بين المتوسطة والخطيرة.. وذلك خلال تظاهرة فلسطينية سلمية عارمة، انطلقت من كافة مخيمات وأحياء مدينة رفح باتجاه حي تل السلطان، لكسر الطوق المفروض عليه منذ يوم أول أمس الثلاثاء.. وأفادت مصادر فلسطينية في نبأ عاجل ورد من مدينة رفح المعزولة عن العالم، أن قوات الاحتلال الصهيوني فتحت نيران مدفعيتها وقصفت بطائراتها، بعد ظهر أمس الأربعاء، مظاهرة فلسطينية سلمية عارمة، انطلقت من كافة مخيمات وأحياء مدينة رفح باتجاه حي تل السلطان، لكسر الكوق المفروض عليه منذ يوم أول أمس الثلاثاء، هذا الحي الذي سقط من أبناءه خلال 24 ساعة (40 شهيدا، وأصيب أكثر من خمسين..).
وحسب إفادات المصادر الطبية وشهود العيان، الأولية: هناك 15 شهيدا وأكثر من خمسين مصابا وصفت جراحهم ما بين المتوسطة والخطيرة..وفي حديث مع مجيد الآغا، محافظ مدينة رفح، قال ل(الجزيرة): إن مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من دوار العودة في وسط مدينة رفح باتجاه منطقة تل السلطان المحاصرة، وجاءت هذه المسيرة بناء على دعوة أهالي مدينة رفح للتضامن مع أهلهم وإخوانهم في منطقة تل السلطان..وقال شهود عيان من مكان الجريمة الصهيونية الجديدة: إن عددا كبيرا من أهالي مدينة رفح ومن حي تل السلطان تحدوا قوات الاحتلال، وخرجوا للتجمع في شارع (النصر) حيث جلسوا على الأرض وبادروا بالتكبير والهتاف ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم أدوا صلاة الظهر جماعة في الشارع..وبدأوا بالتكبير مرة أخرى أمام الدبابات الإسرائيلية والجنود الإسرائيليين الذين بادروا بإطلاق النار على المواطنين، وأطلقت الصواريخ وقذائف الدبابات لتقع المذبحة، ولتتناثر أشلاء الفلسطينيين على أرصفة الشارع..
هذا وأكد شهود العيان في حي تل السلطان أن تجمعهم وخروجهم إلى الشارع لم يكن إذعانا لمطلب جنود الاحتلال بالخروج من منازلهم، وإنما هو اعتصام ورفض للممارسات الإسرائيلية اللاأخلاقية بحق المواطنين الفلسطينيين وأكدوا في اتصالات هاتفية متفرقة مع (الجزيرة): أنهم باقون في منازلهم ولن يرحلوا عنها ولن يذعنوا لمطالب قوات الاحتلال مهما كان الثمن، فالأرض والعرض والمقدسات أغلى وأبقى من الجسد والروح..وباستشهاد الفلسطينيين الخمسة عشر في المسيرة السلمية يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في مدينة رفح خلال اليومين الماضيين إلى 40 شهيدا..وتعرض هنا (الجزيرة)، قائمة بأسماء شهداء رفح قبل استشهاد الفلسطينيين الخمسة عشر في المسيرة، والشهداء هم:
1- الشهيد وليد ابو جزر 26 عاما، 2- محمد النواجحة 21 عاما، 3- محمد الجندي 24 عاما، 4- ابراهيم درويش 27 عاما، 5- طارق الشيخ عيد 24 عاما، 6- اسماعيل البلعاوي 45 عاماً، 7- ابراهيم اسماعيل البلعاوي 18 عاما - نجل اسماعيل البلعاوي، 8- هاني قفة 17 عاما، 9- محمد جاسر الشاعر 18 عاماً، 10- احمد جاسر الشاعر 17 عاماً، 11- عماد المغاري 34 عاماً، 12- محمود ابو طوق 34 عاماً، 13- زياد شبانة 22 عاماً، 14- سعيد المغير 22 عاماً، 15- ابراهيم قنديل 26 عاماً، 16- الطفلة أسماء المغير 15 عاما، 17- الطفل احمد المغير (شقيق اسماء) 13 عاما، 18- تيسير زكي كلاب، 19- ابراهيم القن (18 عاماً)، 20- يوسف قاحوش، 21- محمد زعرب، 22- خليل ابو اسعد (37 عاما)، 23- الفتى محمد عبدالله ابو ناصر (16 عاما)، 24- صابر ابو لبدة (13 عاما)، 25- اسامة ابو ناصر (24 عاما).وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية حالة الطوارئ الشديد في جميع مستشفيات قطاع غزة ووجهت نداء إلى كافة الأطباء في قطاع غزة للتوجه إلى مدينة رفح المنكوبة، التي سقط خلال يومين من أبنائها قرابة الأربعين شهيدا، وأصيب أكثر من مائة آخرين بجراح ما بين المتوسطة والخطيرة..وقد ارتكبت القوات الصهيونية مذبحة جديدة بقصفها لمسيرة سلمية في المدينة، ليسقط خمسة عشر شهيدا وليصاب أكثر من خمسين آخرين..ووجهت وزارة الصحة الفلسطينية ومستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح نداءا إلى المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة وفي مدينة رفح بالتوجه إلى المستشفيات الفلسطينية للتبرع بالدم، وذلك بأقصى سرعة بسبب النقص الحاد في وحدات الدم والعدد الهائل من الجرحى..
وارتفعت أصوات الفلسطينيين عبر مكبرات الصوت من المساجد الفلسطينية تهيب بالمواطنين في كافة مدن وقرى ومخيمات قطاع غزة للتبرع بالدم، وبالطعام والكساء الأهالي مدينة رفح المنكوبة..ووجه الدكتور محمد سلامة مدير عام الإسعاف بوزارة الصحة الفلسطينية نداء عاجلا إلى كل الجراحين والأطباء والممرضين والمسعفين في قطاع غزة للتوجه الآن وبشكل عاجل إلى مدينة رفح حيث المجازر الإسرائيلية المواصلة..
وقال د.سلامة في تصريحات صحافية خاصة وصلت الجزيرة : انه على الأطباء التوجه الآن إلى مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة، حيث سيتم نقلهم عبر سيارات الإسعاف الفلسطينية، التي ستخرج بعد قليل إلى مدينة رفح لمساندة مستشفى أبو يوسف النجار المستشفى الوحيد هناك..
في محاولة فلسطينية لإنقاذ عشرات المصابين الفلسطينيين من الموت المحقق نتيجة القصف الهمجي الصهيوني، الذي استهدف مسيرة سلمية فلسطينية كانت تسير متوجهة إلى حي تل السلطان، حيث استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين خلال الساعات القليلة الماضية..
من ناحيته قال د. معاوية حسنين مدير الطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية، لمراسل (الجزيرة): توجهت أكثر من خمسين سيارة إسعاف فلسطينية من كافة مدن قطاع غزة متوجهة إلى مدينة رفح، خارقة الحواجز الصهيونية بكل قوة، مشيرا إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين في مدينة رفح، الذين زادوا عن (40 شهيدا، وأصيب اكثر من مائة آخرين) خلال اليومين الماضيين يفوق تحمل وقدرة المستشفى الوحيد في مدينة رفح، يفوق قدرته على استيعاب الجثث..
ومما قاله حسنين : ان وزارة الصحة الفلسطينية ناشدت الاخوة أصحاب البرادات التي يستخدمونها لحفظ الخضراوات بأن يضعوا جثث الشهداء الفلسطينيين فيها إلى أن يتسنى مواراتها الثرى، واصفا ما يحدث في مدينة رفح بالمقبرة الجماعية لأبناء الشعب الفلسطيني.
|