* القاهرة - مكتب الجزيرة - محيي الدين سعيد :
أكد عدد من المثقفين وخبراء الاعلام ان النظام الاعلامي العربي لن يسمح باحلال القنوات الفضائية العربية محل الاحزاب السياسية في توجيه وتعبئة الشارع العربي مشيرين إلى غلبة الترفيه والتسلية على القنوات الفضائية العربية التى يتعدى عددها الـ120 قناة فضائية عربية وارجع الخبراء تراجع دور الاحزاب السياسية في العالم العربي منذ سنوات طويلة إلى الاحزاب نفسها وليس إلى ظهور الفضائيات واشاروا في ندوة نظمها مركز القاهرة لحقوق الانسان بعنوان (هل حلت الفضائيات العربية محل الاحزاب ؟) إلى نجاح الفضائيات في ابراز القضية الفلسطينية والعراقية وعدد الدكتور صفوت العالم استاذ العلاقات العامة والاعلام بكلية الاعلام جامعة القاهرة سمات للقنوات الفضائية تجعلها تؤثر في الرأي العام بدرجة تجعل التساؤل حول امكانية ان تحل هذه القنوات محل الاحزاب في توجيه الشارع يعد واقعيا وذكر من هذه السمات: العمومية والاتساع والانتشار في كل مكان على امتداد ساعات الليل والنهار بما يفوق قدرة أي حزب سياسي على ان يكون له نفس الدرجة من الاتساع في التغطية بشكل معين .
واضاف العالم: ان السمات الأخرى تتمثل في تجاوز حدود الدولة الواحدة بما يخلق حالة من الامتداد الجغرافي للقنوات الفضائية والقدرة على خلق حالة من التجانس المعرفي الاخباري للمواطنين حول العديد من القضايا والموضوعات المختلفة إلى جانب السرعة والتزامن في العرض وهو ما يبرز في وقت الازمات السياسية وايضا عرض جانبي الموضوع في القضية الواحدة وتجاوز الرقابة إلى حد انعدامها في حين قد يتأثر بأبعاده التنظيمية والبرنامج السياسي والانتخابي الذي يلتزم به كل الاعضاء والقيادات.
واوضحت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميدة كلية الاعلام بجامعة 6 اكتوبر سابقا ان هناك عددا من القضايا ترتبط بالفضائيات العربية وخاصة الاخبارية منها في مقدمتها حرمان فئات كثيرة من التعرض لهذه القنوات وحقيقة المشاركات التى يقوم بها المواطنون في برامجها وهل هى حقيقية ام مفتعلة من جانب القناة إلى جانب الخطاب الاعلامي للفضائيات في ظل ما وصفته الدكتورة ليلى بغلبة طابع الانفعال والحماس غير المبرر وتناقضاتها في نفس الوقت مع الخطاب الاعلامي العربي
وانطلق الدكتور وحيد عبد المجيد نائب رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب في حديثه من صحة الافتراض بوجود خلل في اداء كل من الفضائيات والاحزاب العربية لدور كل منهما المنوط به واشار إلى مشكلة اساسية متعلقة بهذا الموضوع وهى وجود المجتمعات العربية في مرحلة سماها مرحلة الانتقال من الرعايا إلى المواطنين معتبرا ان جزءا كبيرا من الخلل في اداء الفضائيات العربية يرجع إلى طبيعة المرحلة التى تمر بها المجتعمات العربية ووجود قطاع من الرأى العام العربي يقوم على التعامل بالطريقة الغوغائية مع كثير من الاحداث.
وحذّر الكاتب الصحفي صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة (القاهرة) مما وصفه بالخلط بين ادوار مختلف المؤسسات في المجتمع خاصة النقابات المهنية والاحزاب السياسية وقال: ان آليات يجب ان تكون متكاملة وتؤدي كل آلية وظيفتها بشكل صحي ومتكامل حيث تقوم وسائل الاعلام بالنقل الحر للمعلومات والاخبار وينشط الحزب السياسي وسط الجماهير ويشكل قوة ضغط تعبر عن افكاره في حين تقوم النقابات بتقديم الخدمات لاعضائها دون السعي للعب دور الحزب السياسي .
واعتبر عيسى ان اصلاح النظام السياسي كفيل بمواجهة التشوه وخلط الادوار بين مختلف المؤسسات وقال: ان القنوات الفضائية خلقت غطاء من التفكير السياسي المشوش والمشوه على عكس ما كان يتوجب عليها ان تقوم به كما لعبت دورا كبيرا في تكسير فكرة الحرية واصفا الفضائيات الاخبارية العربية بانها تعبوية تأخذ من الشارع وتصدر اليه.
|