القمة القادمة في تونس :
آليات لصيانة مؤسسات النظام العربي

* دمشق - الجزيرة - عبدالكريم العفنان :
اعتبر مصدر دبلوماسي عربي في دمشق أن القمة العربية القادمة تحمل مؤشرا على إصرار النظام العربي في التركيز على مؤسسات الجامعة العربية .
وقال المصدر في تصريح للجزيرة : إن الحكومات العربية اعتمدت بعد فشل لقاء تونس على آلية جديدة هي الاحتفاظ بمؤسسات النظام العربي وتطويرها ، إضافة الى تحييدها عن مجمل الخلافات التي تنشئ في إطار الاجتماعات العربية الدولية .
وقال المصدر : إن الاتجاه العام اليوم يتبلور نحور تكريس الجامعة العربية كمؤسسة تنسيق عامة ، تترك لمؤتمرات القمة ولقاءات وزراء الخارجية حسم الخلافات ، بينما تعمل هي بشكل منسق على المسارات الأخرى ، معتبرا أن الشأن السياسي يتطور بشكل سريع ، بينما هناك العديد من برامج الجامعة ثابتة وتعمل وفق خطة منظمة .
وحول المهام السياسية للجامعة العربية ركز المصدرعلى أن فهما خاطئا لهذا الموضوع ، لأن الجامعة العربية لا ترسم سياسات الدول العربية ومواقفها ، بل توفر الإطار لعمليات التنسيق والحوار . معتبرا أن فشل النظام العربي في فرض موقفه السياسي لا يعود للجامعة ومؤسساتها ، بل هو شأن مرتبط في كثير من الأحيان بتبيان الموقع السياسي للدول من المسائل المطروحة .
وبين المصدر أن القمة المقبلة تؤكد أن هناك إصرارا عربيا على اعتماد هذا الشكل الذي يقدم على أقل تنسيق على المستوى العام ، مبينا أن هناك مسائل ربما لم تحسم ، لكن التباينات في وجهات النظر لا تعتبر حالة تقتصر على النظام العربي ، فالساحة الأوروبية شهدت مثل هذا الأمر ، دون أن يؤثر على مسيرة الاتحاد الأوروبي .
وبين المصدر أن النظام العربي قرر مواجهة الحقائق كما هي ، وبعيدا عن التشنج الذي يشكل بداية فشل أي عمل مشترك . فالشارع العربي حسب نفس المصدر لا ينتظر قرارات استثنائية وخطيرة يأخذها القادة في تونس ، لكنه يريد العودة إلى بديهيات التضامن والتفاهم والتعاون إقليمياً ودولياً ، وإلى الاتفاق على تنفيذ الأيسر والأبسط من قرارات القمم الثلاث السابقة على صعيد العلاقات الاقتصادية والجمركية وفتح المجالات لحركة العمالة العربية ، وتقديم المساعدة والدعم المادي للشعب الفلسطيني الذي تجري عملية قتله وتجويعه وتدمير قدراته الإنتاجية ومصادر رزقه ومعيشته .