مشروع قرار عربي بإدانة هدم المنازل
الولايات المتحدة تناور للحيلولة دون إدانة إسرائيل في مجلس الأمن

* الأمم المتحدة - الوكالات:
رفع مجلس الأمن الدولي جلسته المغلقة يوم الثلاثاء دون اتخاذ قرار بشأن مشروع القرار العربي الذي يدين عمليات هدم الجيش الإسرائيلي المنازل الفلسطينية في رفح بقطاع غزة ويطالب بوقفها على الفور، حيث حاولت الولايات المتحدة التخفيف من لهجة القرار لصالح حليفتها إسرائيل.
وقال ديبلوماسيون إن المشروع الذي اقترحته دول عربية يحظى بدعم واسع من مجلس الأمن لكن الولايات المتحدة قدمت مقترحات مضادة لصالح إسرائيل وتخفف من اللهجة المستخدمة ضد أعمال إسرائيل وتضيف فقرات تطالب الفلسطينيين بوقف الهجمات على الإسرائيليين.
وأيدت الولايات المتحدة فقرة في مشروع القرار العربي تطالب مجلس الأمن بإدانة (كافة أعمال العنف والإرهاب والتدمير).
وأشار مشروع القرار الأصلي الذي قدَّمته المجموعة العربية إلى إسرائيل باعتبارها (قوة احتلال) ودعاها إلى التوقف عن هدم المنازل في مخيم رفح للاجئين وفي المناطق الأخرى في قطاع غزة. كما طالب مشروع القرار (بالوقف الكامل لجميع أعمال العنف بما فيها جميع الأعمال الإرهابية والهجمات والاستفزاز والتحريض والتدمير).
ودعا مشروع القرار إلى وقف (كافة الإجراءات والممارسات غير المشروعة واحترام القانون الإنساني الدولي والتمسك به).
ووصف دبلوماسيون عرب مشروع القرار الأمريكي بأنه (غير مقبول).
وطرح المندوب الأمريكي في مجلس الأمن صياغة معدلة لمشروع القرار لا تتضمن النص على (توقف إسرائيل التام عن ممارساتها في هدم المنازل خاصة في مخيم رفح للاجئين).
وتضمن التعديل الأمريكي بدلاً من ذلك دعوة إسرائيل إلى (احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني بما في ذلك التزامها بعدم هدم المنازل كإجراء عقابي).
كما تضمن التعديل جملة تعبر عن (قلق المجلس العميق إزاء الوضع الإنساني للفلسطينيين المشردين في مخيم رفح للاجئين).
كما دعت الولايات المتحدة في الصيغة المعدلة السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ إجراء عاجل إزاء الجماعات والأفراد (الذين يخططون وينفذون الهجمات الإرهابي) كما دعت إلى وقف التهريب غير المشروع للأسلحة إلى داخل الضفة الغربية وغزة والاستخدام غير المشروع للمنازل الخاصة في مخيم رفح للاجئين.
واقترح البريطانيون تعديلات تمكِّن من التقريب بين الموقفين. وصرح السفير البريطاني في الأمم المتحدة امير جونز باري (سيكون من الأفضل إذا كان في إمكاننا أن نوحِّد جهودنا).
من جانبه، قال ناصر القدوة المراقب الفلسطيني في الأمم المتحدة (نعتقد أن من واجب مجلس الأمن أن يدين تلك العقوبات الجماعية). وقال القدوة إن الولايات المتحدة استخدمت أسلوب المناورة للحيلولة دون مطالبة إسرائيل بالتوقف عن هدم المنازل.
وأوضح القدوة إن أكثر من ألف فلسطيني من سكان مخيم رفح للاجئين أرغموا على ترك منازلهم بسبب عمليات (الهدم غير المشروعة). وإذا وافق مجلس الأمن على مشروع القرار فسيصبح ملزماً بموجب القانون الدولي.
وقد طلبت المجموعة العربية في الأمم المتحدة من مجلس الأمن (اتخاذ التدابير الضرورية) في وقت تتواصل (الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة) وخصوصاً (الهدم الواسع النطاق للمنازل الفلسطينية في قطاع رفح). ولم يعرف بعد أي من النصين سيقبله مجلس الأمن ولا الموعد الذي سيطرح فيه مشروع القرار للتصويت.
ولم تتمكن الدول العربية المؤيِّدة للفلسطينيين من إقناع مجلس الأمن في الأشهر الماضية بإدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في آذار - مارس لوقف صدور قرار يدين الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وعندما اغتالت إسرائيل عبد العزيز الرنتيسي الذي خلف ياسين في زعامة حماس الشهر الماضي قدَّمت الدول العربية مشروع قرار جديداً لكن مجلس الأمن لم يتخذ إجراء بشأنه.