* الرياض - الجزيرة:
هنا في منطقة الخليج بشكل عام نكون مستهدفين من كل فئات المحتالين ممن يدعون أنهم يوظفون الأموال لتعود بأرباح مغرية، أو من يدعوك لجولة سياحية بنمط مغاير لا يقاوم، وبأسعار لا تنافس فتقع في حبائلهم وتتمنى العودة لبلدك سالما،ً وإن لم تكن غانماً، وذاك يدعوك لشراء شقة فاخرة على نهر جار بسعر لا يمكن أن يقارن بغيره، وهكذا حتى توصل هؤلاء لحيل هاتفية جوالية أقل ما يقال عنها إنها إبتزاز غير أخلاقي، وصورة من صور هذه المكالمات تبدأ بأن يرن هاتفك، ثم ينقطع الرنين والرقم يدل على أنها مكالمة دولية تضمن أنها من قريب أو صديق عالق في بلد ما، ويرجو مساعدتك والفزعة له بخدمة، وتأبى مروءتك أن تتخلى عنه، فتتصل على الرقم نفسه فتجيبك امرأة، وتبدأ بمماحكتك وتمارس معك أساليب تتباين بين جد وهزل، فإن رأت منك جداً بدأت تعرض عليك مساهمات وهمية كعروض الشقق والفنادق والمنتجعات السياحية المخفضة، وإن وجدتك هازلاً دخلت معك في حديث لا يخلو من إغراء كاذب، والهدف من هذا كله هو تمضية وقت أطول للمكالمات، وبذلك تكون قد وقعت ضحية احتيال هاتفي كلف فاتورتك مبلغاً يربحهم ويخسرك مالاً ووقتاً، ويرفع ضغطك ونسبة السكر بدمك لأن المثل العامي يقول: (الغليبة تقهر ولو بلعب البلوت) وبعضنا يكون ذكياً بنسبة معقولة فيغلق هاتفه حالما يدرك أنه يرد على مثل هذه المكالمات، ولكنه قد أفاد الطرف الآخر المحتال بمجرد الرد ولو لمدة ثوان معدودة، فهم قد حسبوا لذلك حساباتهم وقدروها ربحاً وخسارة لذلك، فهم وإن اكتشفت غدرهم واحتيالهم وبدأت شمتهم، فهم يضحكون لك عبر الهاتف، ويريدون منك المزيد لأنك في هذه الحال تسجل على نفسك مزيداً من المال تدفعه على الفاتورة، ويعود الربح لهم قبل تسديد فاتورتك حسب اتفاقهم مع الوسيط في بلدهم.
هؤلاء يصطادون منا فئة الطيبين والشباب المراهقين المندفعين وراء أي صوت ناعم، مهما كانت نغمته، المهم أن يكون أنثوياً حتى لو كان رجلاً يمثل صوت أنثى ويقلده، وهذه الفئات المستهدفة تتوفر بكثرة في الخليج حيث الطيبة الطاغية، وأحياناً السذاجة، وأحياناً كثرة الجهل بهذه الالاعيب لغياب التوعية.
هنا نسأل من المسؤول المفترض عن توعيتنا بهذه المكائد والخدع والألاعيب المتنوعة المبتكرة الملونة المزيفة، وجزء من الجواب أعرفه وهو (نحن) أي يجب علينا دائماً الحيطة والحذر، وجزء على الجهات التي تراقب فتنورنا بما يجب أن نحذر منه.
| 
"المجتمـع"