Thursday 20th May,200411557العددالخميس 1 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

عبدالمجيد وحرمه منهجية العمل ومناط الأمل عبدالمجيد وحرمه منهجية العمل ومناط الأمل
محمد بن ناصر الأسمري(*)

الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز شرف بولاية إدارة الحكم المحلي، في أغلى وأحلى بلاد الله مكة والمدينة. وهذا شرفٌ نغبط أبا فيصل عليه ولا نحسده، ولعل شرف الولاية في أكثر جوانبه علماً ودراية بما تحتاجه مكة قبلة الأمة ومحجها من عالمية الإدارة والرعاية تبعاً لما لها من سمة العولمة، بما يفد إليها من كل حدب وصوب استقبالاً وصلاةً وحجاً واعتماراً. وكل ذلك يقتضي مهارة في عولمة التدبير والإدارة بما يتوافق ومعطيات ومتطلبات العصر وتطوير أساليب ممارسة الأداء لخدمة أمة الإسلام. مهارةً ومهنةً واحترافاً، فالرجل طاقة عمل جبارة لها تميز في تقدير واحتضان الطروحات والرؤى حتى وان اختلفت لا خالفت. وعهدي بالأمير عبدالمجيد محبذا للرأي الحر الجريء المنضبط وحفاوته بكل رأي يقدم عملاً ورؤيةً لا مجرد حضور وظهور. فقد عملت بالقرب من الرجل في تبوك منذ ما يقارب عقدين، وتعاملت معه وتلقيت توجيهات وشاركت بالرأي وفق ما كان لي من مستوى وظيفي ومعرفي، وخبرت فيه سمات الوقار والجدية والفرح بالعمل المنتج حتى لو كان به خطأ أداء لا إهمال. وللرجل أسلوب في الإدارة يتمثل في موالاة العمل المكتبي بالمتابعة الميدانية، وممارسة التوجيه المباشر بالمسؤول في نطاق الإدارة المحلية أو في الجهاز المركزي مع الوزراء، ويبدو أن مهام إمارة مكة المكرمة ومتطلبات الحج وأموره وشؤونه المحلية والعالمية، قد اخرت بعض ممارساته في الأداء المهني لوظيفته وبالذات في الميدان، لكن هذا لا يمنع من المطالبة للأمير المدير المدبر في إمارة منطقة مكة أن يمنح من وقته مجالاً للسفر والوقوف على الطبيعة وعلى مصادر القصور في بعض أوجه التنمية في محافظات ومدن تابعة لإمارة مكة وهي الأولى بالرعاية أكثر لما لمسمى مكة من مكانة وقدسية. لقد كان مفرحاً ما أعلن الأسابيع الماضية من إطلاق التيار الكهربي في أكثر من موقع في إطار منطقة مكة المكرمة والحمد لله واجب والشكر مستحق لكل الجهود الخيرة التي عملت من أجل هذا الإنجاز ولا إخال حال عدم وصول الكهرباء والزفت والماء إلى بلدان لا تبعد عن مكة ومسارات خطوط الإمداد والتموين تمر من فوق القرى والبلدان سواء على الساحل أو المناطق الجبلية في الطائف وتهامتها وما ترابط بها من مناطق التماس الحدودية للمناطق الإدارية في الباحة وعسير وجازان والرياض والمدينة. فهذا مما لا يسعد به الحال ولا النطق ولا منطق الأمير ونهجه العملي. كما يرى المسافر بين الطائف ومكة وجنوب الطائف وعلى الساحل بين ثول والقضيمة الليث واضم وغير ذلك من البلدان التي لا تزال متداخلة الارتباط بين عدة مناطق تاه فيها الملاح بين المجداف والإصلاح. واتطلع أن تكون له جولات ميدانية يحل فيها كثيراً من المعضلات التي تحتاج إلى صانع قرار كما هو نهج ومسار سمو الأمير عبدالمجيد وأقل هذا عن تجربة ميدان وشهادة عيان من واقع عملي معه في تبوك. وما لمسته من حماس عند لقائي به العام الماضي في الطائف من الرغبة الملحة في إعادة الاعتبار لمدينة الطائف لتعود مدينة حج رديفة لجدة ورابغ وضبا وغيرها من مدن الحج.
لكن الذي أراه أن مجلس منطقة مكة المكرمة يحتاج إلى تعديل في مسار أدائه فهنالك مناطق في ظني أنها شعاب لم يدر عنها أهل مكة. ولذا فإن مقترحي لسمو أمير الحرمين هو أن يجعل دور الانعقاد في الليث والقنفذة وميسان والمحمدية وجيل كبكب ووادي نعمان وعين شمس والجموم والكامل وثول والقضيمة والعرضية وهدى الشام وثمالة وبلاد سفيان وترعة ثقيف وغيرها ولمناسبة الحديث عن النهج العملي فإنني بكل الاعتزاز أشيد بالعمل الإنساني الرائد الذي وقف الأمير خلفه مع حرمه الأميرة الجليلة سارة العنقري، ذلك هو الإسكان الخيري العاجل الذي أقامته رعايةً وإشرافاً لأناسٍ هم عينة مثال لمجتمع الفقر في الساحل الغربي وما تفرع منه في الداخل. لقد كان إقامة 100 مسكن بقيمة تتجاوز 17 مليون ريال هو عمل قد جمع إلى جانب الخيرية منهجاً رائداً في دقة الحساب للتكلفة. التي لو كانت قد تمت بغير هكذا عمل وفعل لما تم دون 170 مليون ريال، وهنا فإنني أعتقد أن وزارة العمل في حاجة جد ماسة للإفادة من العمل تخطيطاً وتنفيذاً وسرعةً. والحمد لله أن هذا المنوال كما أعتقد قد توالى لمدة إلى مواقع أخرى هي أشد حاجة لما فيها من فقر الناس والعوز؟ وهنا فلأم فيصل كل الدعاء ولك أيتها الحرة النبيلة إلى جانب دعوات الفقراء منا في هذا الوطن الاعتزاز بك أماً حانية ومواطنة سباقة في عمل الخير، وما هذا عنك غريب فلك من أبيك وحليلك عبدالمجيد منار للفخار.
ومن فضل الله أن لك سوابق في الخير في تبوك وقراها وفي طيبة الطيبة وها أنت في بلد الله الحرام منازل تستحقين عليها الدعاء، ولا نخال إلا أن المطالبة بالمزيد من هذا النهج المجيد فكلاكما زوجان مؤهلان ومستحقان لمثل هذا النهج والأداء فهذا هو مجال الخلود والبقاء. كم أنا مليء بالغبطة والسرور بما وجدته من صدق الدعاء من النساء والكهول الذين أنقذتهم من العري وهدر كرامة الإنسان. ليتك تزورين ما صنعت لترى كم هي لغة العيون صادقة في تأمل الحال والمآل مقارنة بما كان قبل عملك الجميل الجليل؟

(*) باحث ومستشار إعلامي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved