مفطح بالمكرونة
علي الخزيم

لازالت الإشادة قائمة بكرم الدجاجة ودأبها على المشاركة والعطاء في كل ما ترى أنه مفيد لنا كتزيين موائدنا التقليدية (المفطح) بعدد من البيض المسلوق المقشور يصفُّه الطهاة (غير التقليديين) على حواشي هذه المائدة، ومبادرات متعددة تثبت قدرة الدجاجة الطيبة على منافسة البقرة في الكرم والعطاء.
ولكن الطهاة الدخلاء على المهنة انطلقوا من مسألة البيض الى ابتكارات عجيبة أفسدت مذاق وجباتنا التراثية وأثرت على ذوقنا ، فتجد سريلانكياً يقدم طبقاً من دورين جريش وقرصان فيأتي بنغالياً لينافسه فيضيف دوراًُ ثالثاً من الأرز ويسمى الطبق (مثلوثة) ، وسمعت مؤخراً أن هندياً ذكياً جداً أضاف إليها المرقوق وأخذ ينادي على باب محله (مربوعة زين صديق) ولا يضايقني من تلك الابتكارات شيء كما تضايقني خيوط المكرونة في الأرز فهي تدفعني إلى سلوك غير مؤدب ولا متحضر حين تناولها في المآدب هذه، فإن أكلتها بالملعقة فإن منظري يوحي بأني أتعارك مع نفسي في تصرفات بلهاء بعيدة عن أدب المائدة، وإن أكلتها بيدي فإني ساضطر لتصرفات إن دقق فيها من هم حولي فسيحكمون عليَّ بخلل عقلي مؤقت.. ولو كنت مسؤولاً عن هندسة موائد خلق الله لحكمت بإلغاء البيض والمكرونة من مآدب المفطح مع تقديم الشكر والعرفان للدجاجة الطيبة، وسأصدر قراراً حازماً بتقديم البطيخ بأنواعه على شكل شرائح بدون قشر منعاً لتلك الأصوات النشاز التي تصدر من أفواه بعض الملتهمين في أنحاء متفرقة حول المفطح، وبالصحة والهناء.