من مميزات عصرنا الطباعة - فلا شك - أنك تلاحظ وتتابع هذا السيل العارم والتيار الجارف والموجة الهائلة من الصحف والمجلات تنهال وتتقاطر على اختلاف أنواعها وتباين مشاربها وتناقض صورها وتعدد أهدافها منها الجيد ومنها المتوسط ومنها نصف المريض ومنها السقيم ونحن ندرك أن الصحافة الحقة لها أهداف سامية وغايات نبيلة ومقاصد جليلة.. منها التربية والتوجيه والعلم والاصلاح.. والصحافة الحقة تدعو الى الخير والفضيلة وتحذر من الشر والرذيلة، ونحن نعرف أن الصحافة رسالة لها أهداف خيرة ودعوة لها غايات فاضلة.. قبل أن تكون تجارة وتصير سلعة تباع في الأسواق قابلة للاحتكار والجشع والاستغلال.. والرسالة كما نفهم لا تؤدى إلا بالأمانة الخلقية والعلمية.. هذه الصحافة التي تنفرد بالعناوين البراقة.. الهدف منها الترويج والانتشار.. وهي في نفس الوقت باهظة التكاليف قليلة القائدة، مرتفعة الأسعار شحيحة الجدوى.. والتي يلجأ أصحابها الى التحايل والخداع.. ويستند مالكوها الى الكيد والاغراء فينتهجون أحد الطرق التالية:
1- اتخاذ الكلمة الحلوة والعبارة المعسولة والجملة المحنطة شرعة ومنهاجاً.
2- اتخاذ الوعود الكاذبة والعهود المزعومة شرعة ومنهاجاً.
3- اتخاذ الصور الخليعة شرعة ومنهاجاً.
أما المجلة المفيدة فهي نادرة والصحيفة النافعة فهي ضائعة فيبقى الانسان ضائعاً.. تائهاً.. في غوغائية الحرف ورعونة الكلمة.
شبيب بن محمد بن عيد الدوسري |