رجال الأعمال والطب الوقائي والمحافظة على الصحة

لا شك أن رجال الأعمال يتعرضون لأجواء مختلفة ومتقلبة ترتبط بعملهم وبالتقلب الكبير الذي تشهده الأسواق العالمية ومجالات العمل المختلفة. ونتيجة لظروف عمل هذه الشريحة من المجتمع والتي تسبب ضغوطاً نفسية كبيرة فإن هذه الفئة من الناس تكون أكثر عرضةً للإصابة بالاضطرابات النفسية، وارتفاع الضغط، وإصابات الأوعية الدموية خاصة إصابات الشرايين التاجية القلبية. من الثابت أن الضغط النفسي الناجم عن تقلبات الأسواق المحلية والدولية يؤدي إلى الإصابة بالتوتر والقلق النفسي. كما أنه يؤدي إلى تسارع ضربات القلب الانفعالي وتشنج الشرايين المختلفة وما يصاحب ذلك من أضرار وتغيُّرات في بنية جدران الشرايين والأوعية الدموية. هذه الأضرار قد تكون تراكمية مزمنة تؤدي فعلها الضار مع مرور الأيام أو تأخذ شكلاً حاداً مؤدية إلى أزمات صحية حادة وقد تكون قاتلة.
لقد لوحظ أن ضغوط العمل وما ينجم عنها تشكِّل عاملاً محفزاً ومساعداً عند بعض الناس على التدخين والتعلق به ظناً منهم أن التدخين يساعد على التخفيف من الضغط النفسي، وهذا بالطبع ظن خاطئ، بل يساعد على المزيد من المشكلات الصحية، إذ من المعروف أن التدخين يزيد من الإصابات القلبية وأمراض الجهاز التنفسي كالتهاب القصبات المزمن والربو وسرطان الرئتين.
هناك أيضاً عوامل أخرى ترتبط بالضغط النفسي لدى رجال الأعمال منها السفر المتكرر وخاصة لمسافات طويلة، وهذا يترافق مع الإجهاد البدني والنفسي الناجم عن اضطراب ساعات النوم والراحة وما يصاحب ذلك مع تأثيرات مختلفة على أجهزة الجسم وأعضائه.
كما أن الجلوس لساعات طويلة في الطائرات يزيد من احتمال حدوث جلطات أوردة الساقين واختلاطاتها التي تؤثِّر على الرئة ودورتها الدموية.
نتيجة لما سبق ذكره فإن الكشف الصحي والطب الوقائي يتبوأ مكانة مهمة في برنامج المحافظة على صحة رجال الأعمال ووقايتهم من الإشكالات الصحية المرتبطة إلى حد كبير بطبيعة عملهم وبرنامج حياتهم اليومية.
إن الفحص الطبي الوقائي بما في ذلك تحاليل الدم وخاصة الكوليسترول والسكر ووظائف الكلية والكبد إضافة إلى تخطيط القلب العادي ومع الإجهاد تساعد على الكشف المبكر عن الأمراض والتعامل معها بشكل أكثر فعالية.
ولقد لوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد ثقة طبقة رجال الأعمال في القطاع الصحي الخاص في المملكة العربية السعودية، وهذا يبدو واضحاً من خلال تزايد إقبال رجال الأعمال على برامج الكشف الصحي الدوري التي يقدِّمها مستشفى المملكة والعيادات الاستشارية في الرياض.