سعادة رئيس تحرير الجزيرة .. المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبق أن طلبت إيضاحا من د. سلمان بن فهد العودة عن فقرة وردت في مقال نشر له في عدد سابق ، وقد تولى الرد بعض الأخوة الذين بدا لي أنهم يطلبون منه نفس الشيء بصفتهم قراء مثلي، واجتهدوا في تأويل النقاط التي أثرتها وعبرتْ عما أتوقعه كقارئ من كاتب له وزنه، وفي غياب إجابة د. سلمان عن سؤالي فإن الأخوة المكرمين معذورون في اجتهاداتهم التي أكدوا فيها تميزه عنهم.
وطلبي باختصار من كاتب اعتقده واسع الاطلاع متمكن من مناهج البحث ووسائله يتكون من شقين، أولهما أن يراعي المرحلة الحرجة التي يمر بها الحوار المتعلق بهموم الأمة ومستقبلها ، فأساليب الحركة الصهيونية أصبحت كتاباً مفتوحا ولا أخال دارساً متمكنا يغفل الممارسات التي تعرضت لها أوصال الأمة، بدءا بإقامة دولة إسرائيل ثم مشاركة تلك الدولة في العدوان الثلاثي على مصر، ومشاركة فرنسا في قمع تطلعات إخواننا في الجزائر نحو الاستقلال، وامتلاك السلاح النووي إلى آخر ذلك من أمور تهدد معظم الدول العربية والإسلامية إن لم تكن جميعها (الدول عبارة عن شعوب تقودها أنظمة، ولا هدف من فصلهما عن بعضهما البعض فالعدو مشترك).غير أن ما يهمني أكثر هو المجهود الذي تخصصه الصهيونية لمحاربة المملكة العربية السعودية - كياناً وتاريخا، حكومة وشعباً - وخصوصاً ما يعطيه الأعداء من أهمية بالغة للعلاقة الأمريكية مع المملكة العربية السعودية التي بدأت بواحدة من ضروب العبقرية السياسية لموحد هذه البلاد.
وقد طلبت في تعقيبي منه بذل الجهد والوقت لدراسة مسار المخطط الصهيوني لإضعاف (أنظمة) الأمة وشعوبها، خصوصاً هذه البلاد، فخطورة الوقوع في حبائل خبث الأعداء تكمن في أن نضعف أنفسنا بأنفسنا.
وقد آثرت د. سلمان العودة لهذه المهمة تأكيداً لمكانته واعترافاً بوزنه وأملاً في أن يكون قادراً على أن يضيء شمعة في الطريق نحو إدراك أفضل لما يتربص بهذه البلاد، وهذه الأمة من مخاطر.
م. منصور الحميدان |